تعرف المنتجعات السياحية الحموية بقالمة، حركية كبيرة وإقبالا منقطعا هذه الأيام، حيث تتدفق عليها جموع السياح تباعا، خصوصا حمام دباغ، الذي يصنف بين أجمل و أفضل الوجهات السياحية التي استقطبت جزائريين و أجانب، هذا الشتاء لقضاء العطلة و اكتشاف الموقع الذي كانوا يرونه عن بعد على مواقع التواصل و الصحف و القنوات.
و قدر كمال سعادة، الإطار بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية، و المشرف على موقع الشلال الشهير، معدل السياح في اليوم الواحد بمدينة حمام دباغ وحدها منذ بداية عطلة الشتاء، بين 14 و 16 ألف سائح، مسجلا رقما قياسيا بلغ نحو 20 ألف سائح يوم الفاتح جانفي 2025.
يكون تعداد السياح قد تجاوز ربع مليون شخص زاروا المدينة الحموية الشهيرة على مدار أيام عطلة الشتاء كما أضاف المتحدث وهناك أعداد أخرى من السياح الذين فضلوا الذهاب إلى منتجعات حمام أولاد علي، التي لا تقل أهمية من ناحية الخدمات و مكونات مياهها المعدنية الساخنة، و مناظرها الطبيعية الجميلة المتفردة.
وبدا إقبال السياح على منتجعات قالمة الحموية، كأنه موجة اكتشاف قوية لهذه المعالم السياحية النادرة في البلاد، حيث جاءها سياح من الغرب، والشرق، و الوسط و الجنوب، قاطعين مسافات طويلة ليلا و نهارا، للوصول إلى الشلال العجيب و البحيرة الجوفية بير بن عصمان، و محمية العرائس الأسطورية، و مركب الشلالة العريق، و القرية السياحة الجديدة الإخوة بن مساهل، التي فتحت آفاقا جديدة أمام السياحة الحموية في البلاد، بطاقة إيواء معتبرة و مطاعم و مسابح، و منصات العاب و طبيعة ساحرة بمحاذاة وادي بوحمدان، و في قلب المنابع الساخنة التي تتدفق من أعماق الأرض دون انقطاع منذ عقود طويلة.
و قال أصحاب الفنادق و دور الضيافة، بأن الحجوزات بلغت ذروتها في الأيام القليلة الماضية، و عملت المطاعم و الحمامات المعدنية، و منصات الألعاب بأقصى طاقتها، و وضعت الشرطة مخططا خاصا لتسيير الحشود و تنظيم حركة السير، التي تعد مشكلا عويصا تعاني منه المدينة خلال المواسم السياحية، حيث أصبحت الطرقات و الشوارع القديمة عاجزة عن تحمل الضغط المروري الكبير، و خاصة حول الشلال و محمية العرائس و طريق المركب السياحي الشلالة و طريق القرية السياحية الجديدة.
وحلت وفود أخرى من السياح الأجانب بالمنتجعات الحموية بقالمة هذا الشتاء، لاستكشاف واحدة من أجمل و اسخن المنابع المائية في العالم، وقدم زوار من كل القارات إلى المنطقة التي تتوفر على إمكانات سياحية أخرى غير المنتجعات الحموية، بينها المتحف الروماني بمدينة قالمة و الحديقة الأثرية، و مدينة تيبيليس الرومانية ببلدية سلاوة عنونة، و البحيرة الجوفية بين بن عصمان، و كهوف جبال طاية، و منتجعات و محميات طبيعية بجبال ماونة و بني صالح.
و يصر السياح على الوصول إلى منابع تفوق حرارتها 96 درجة مئوية، و سلق البيض فيها و هو تقليد عريق دأب عليه السياح الجزائريون و الأجانب كلما زاروا المنطقة.
ومن أهم النشاطات التي تستهوي السياح و تغريهم عندما يصلون إلى منتجعات قالمة، القلب النابض للسياحة الحموية في البلاد، ملامسة الشلالات و أخذ صور تذكارية أمامها، و التجوال مشيا على الأقدام وسط محمية العرائس، و الجلوس في بساطها الطبيعي الأخضر، و دخول الغرفة البخارية و الاستحمام بالمياه المعدنية الساخنة، و ركوب الأحصنة و اخذ الصور معها، و مع الطيور النادرة، و التسوق برواق الهدايا و التحف الأثرية، و المبيت في بناغل وسط طبيعة هادئة.
فريد.غ