الأربعاء 15 جانفي 2025 الموافق لـ 15 رجب 1446
Accueil Top Pub

انتقادات لـوزير الداخلية الفرنسي بسبب تصريحاته المستـفزة: أحـــزاب فرنسيــــة تندّد بالحملـة العـدائية ضـد الجزائــــر

حذر سياسيون في فرنسا، من خطورة الأسلوب الذي تتعامل به باريس مع الجزائر، وأكدوا أن حكومة ماكرون تفتقر إلى الحذر في أسلوب حديثها مع الجزائر وفي إدارة العلاقات الدبلوماسية التي تربط البلدين، خاصة مع انخراط اليمين المتطرف المعروف بخطاب الكراهية والنزعة الانتقامية، عبر أنصاره المعلنين داخل الحكومة الفرنسية الذين أطلقوا حملة تضليل وتشويه ضد الجزائر.
تعالت الأصوات الفرنسية المنددة بحملة التشويه والتضليل التي يشنها وزراء في حكومة فرنسوا بايرو، وأنصار التيار اليميني المتطرف، ضد الجزائر وأفراد الجالية الجزائرية في فرنسا، وحذر سياسيون من مغبة الاستمرار في هذا النهج بسبب تداعياته الوخيمة على مستقبل العلاقات بين البلدين وعلى الجالية الجزائرية والفرنسيين من أصول جزائرية والذي يناهز عددهم السبعة ملايين مواطن.
وبهذا الخصوص، انتقد زعيم اليسار الفرنسي، جان لوك ميلونشون، تصريحات وزراء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه الجزائر، معرباً عن قلقه ومعارضته الشديدة لهذا التصعيد مع الجزائر الذي لا يطاق. وقال ميلونشون في هذا الصدد، إن “وزراء في حكومة ماكرون شرعوا منذ أيام في حملة تصعيد معادية ضد الجزائر بطريقة غير مسؤولة،” مشيرا إلى أن “بعض المسؤولين في فرنسا يلعبون بمنطق سخيف للانتقام من الجزائر ويستعملون مفردات حربية غير مقبولة”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه في حال ثبتت الاتهامات بحق الجزائري المتهم بالتهديد ليس من حق أحد حرمانه من حقوقه، مشدداً على ضرورة احترام حقوق الأفراد في فرنسا. وأكد زعيم اليسار الفرنسي أن الطريقة التي يحاول بها وزير الداخلية الفرنسي التصعيد ومحاولة فرض المواجهة مع الجزائر هي طريقة حقيرة وغير مسؤولة، مبرزا أن فرنسا تم طردها من كل مكان في إفريقيا. “واليمينيون المتطرفون يحاولون الآن مواجهة جميع جيراننا باستفزازاتهم”.
برونو روتايو وراء حملة التصعيد ضد الجزائر
واتهم حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، في بيان له، وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، بأنه أحد السياسيين الذين يساهمون في تصعيد التوترات بين فرنسا والجزائر. وجاء في بيان “فرنسا الأبية”، بزعامة جان لوك ميلانشون، الذي أعادت نشره ماتيلد بانو، رئيسة المجموعة البرلمانية للحزب: “لا للتصعيد بين فرنسا والجزائر!”. وبحسب الحزب السياسي، فإن “طريقة برونو روتايو، منذ دخوله الحكومة، تحثّ على التصعيد والمواجهة، وهو أمر غير مسؤول”. كما تطرق البيان لقضية اتفاقية الهجرة لسنة 1968 التي يلوح بها بعض المسؤولين الفرنسيين كأداة لـ "تأديب الجزائر"، فجاء في وثيقة الحزب "هذه الاتفاقية التي تؤطر شروط دخول وإقامة الجزائريين في فرنسا تطرق إلى إلغائها كل من إيريك سيوتي (يميني متطرف) وغابريال أتال (وزير أول أسبق ومقرب من الرئيس ماكرون) تم إفراغها من محتواها منذ تلك الفترة، والحديث عنها كل مرة لا يهدف إلا لتغذية غرائز غير مسؤولة وجارحة بالنسبة لشعبينا".
وفي سياق متصل ورد في البيان "مع الجزائر مثل مع عدد من الدول الإفريقية التخلي عن نزعة السيطرة والنظرة الاستعمارية هي أساس علاقة متزنة تحترم الجميع". وفتح حزب "فرنسا الأبية" في البيان، النار على توجهات السياسة الخارجية الفرنسية، في الفترة الأخيرة، حين أكد "السلطة الحالية في فرنسا بعد أن تسببت في تراجع بلادنا في إفريقيا، هل تريد إدخال شعبنا في مواجهة مباشرة مع جيراننا واقاربنا عبر استفزازات". وختم البيان "نعبر عن قلقنا ومعارضتنا إزاء هذا التصعيد غير المقبول بالنسبة للملايين من العائلات الفرنسية التي لها علاقة مباشرة بالجزائر مبنية على الأخوة والاحترام، الحرب انتهت منذ 62 أفليس من حق شعبينا أن يعيشا علاقة عادية قوامها الاحترام؟
من جانبها اتهمت مارين تونديلر، رئيسة حزب “الخضر” اليساري، وزير الداخلية الفرنسي، بمخالفة سيادة القانون والقانون الدولي من خلال إرساله لمواطن جزائري (مؤثر على تيك توك) إلى بلاده، دون أدني اعتبار للتدابير القانونية المعمول بها، وقالت مارين تاندوليي “إن روتايو قام بعمل استفزازي، وهو يشعل حريقا كل أسبوع، ولا يهتم بالقضايا الأكثر جدية في فرنسا”. وشدّدت النائبة البرلمانية اليسارية على أن العلاقات بين الدول لها قواعد أيضًا، موضحة أنه عندما يكون لديك مواطن من بلد ما، وتريد إعادته إلى بلده، يتم ذلك بموافقة البلد.
من جانبه، أكد السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفيي فور، أن وزير الداخلية “أراد البحث عن خلق الهالة الإعلامية، واعتدى على القانون، كونه لم يحترم الإجراء اللازم في قضية المؤثر الذي أراد ترحيله”، داعيا “إلى الحذر في التعامل مع الجزائر”. أما مانون أوبري، رئيسة كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي، فقد أكدت “أن فرنسا لم تبق دولة القانون، عندما أراد وزير الداخلية حرمان شخص من حقه القضائي، إلى جانب اعتدائه على استقلالية العدالة”. وفضحت أوبري، إيديولوجية اليمين المتطرف والوزراء الجمهوريين الذين يريدون إدانة الجزائريين، في وقت تواجه فرنسا أزمة افتقاد المصداقية على الساحة الدولية.
الانتقادات ضد سياسية ماكرون وأعضاء من حكومته لم تتوقف هنا، حيث التحق بالمنتقدين الضابط الاستخباراتي الفرنسي السابق، إيروان دافوكس، الذي قال في تعليق على السياسة الخارجية الفرنسية في عهد ماكرون خصوصا مع الجزائر: "بينما قتل إيمانويل ماكرون السياسة الخارجية لفرنسا فإن هناك العديد من الوزراء، غير الأكفاء بنفس القدر في هذا الأمر". وأضاف "كل منهم يسعى لإطلاق فكرة المزايدة المفرطة لزيادة التوتر مع الجزائر ، أصبحت السياسة الفرنسية دراما كوميدية".
امتعاض دبلوماسي وإعلامي من سياسة ماكــرون
وربطت عديد الأوساط الإعلامية والدبلوماسية، بين استقالة المستشار الدبلوماسي للرئيس ماكرون وتصريحاته الأخيرة حول الجزائر والدول الافريقية، وتوقعت مزيدا من الهزات في بيت ماكرون بسبب تلك المواقف وانسياقه خلف خطوات اليمين المتطرف الذي يسعى إلى تأزيم العلاقات مع الجزائر.
وأكدت وسائل إعلام فرنسية، من بينها يومية "لوبينيون"، استقالة إيمانويل بون، بسبب طريقة تسيير ماكرون لعدة ملفات دبلوماسية حساسة. وحسب ما كشفت عنه يومية "لوبينيون"، فإن الأمور تغيرت و"أصبح من هب ودب يدلو بدلوه في الأمور الدبلوماسية". واستدلت اليومية بتصريح غابريال أتال، الوزير الأول الأسبق والمقرب من الرئيس، حول ضرورة نقض اتفاقية 1968 للهجرة بين الجزائر وفرنسا، كرد على رفض استقبال الجزائر المؤثر "بوعلام". وهو التصريح الذي أغضب المستشار الدبلوماسي، هذا الأخير رأى فيه (التصريح) محاولة من أتال لاستعراض عضلاته ليس إلا.
من جهتها دعت صحيفة "لاكروا" الفرنسية إلى وقف التصعيد مع الجزائر، وقالت في افتتاحية بقلم رئيس تحريرها جان كريستوف بلوكين : "لدينا مصالح مشتركة ولا يمكن اتباع الأهواء السيئة فقط، وجاء إن أنه يتعين التحلي بالهدوء، فـ “البلدان مرتبطان ارتباطاً وثيقاً”. وأوضحت “لاكروا”، أن الجزائر هي إحدى البلدان التي تشترك مع فرنسا في معظم التاريخ.. فمنذ أجيال، لم يتوقف التنقل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، حاملاً معه المشاعر الأكثر تنوعاً وعدائية، وخاصة منذ حرب الاستقلال. وتظهر بانتظام مصالح متباينة، يستغلها بعض الزعماء السياسيين.
تابعت الصحيفة قائلة إن باريس والجزائر تعيشان، منذ عدة أشهر، حالة جديدة من الأزمة. وكان السبب وراء ذلك هو التغير في موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء الغربية، حيث أيّدَ الرئيس الفرنسي، رؤية المغرب، واعتبرت “لاكروا” أنه يتعين على الدبلوماسية أن تجد السبل الكفيلة بعدم حرق الجسور، وقالت فرنسا والجزائر لديهما مصالح مشتركة كثيرة، ولا يمكنهما أن يتبعا الأهواء السيئة فقط.
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com