نظمت، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة ندوة تاريخية بمناسبة احياء الذكرى الـ70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد، سلط خلالها المشاركون الضوء على شخصية هذا القائد الفذ الذي يعد أحد مهندسي ثورة أول نوفمبر المجيدة التي بفضلها تم استرجاع السيادة الوطنية.
وقد تم في هذه الندوة التي احتضنها منتدى جريدة «المجاهد»، بالتعاون مع جمعية «مشعل الشهيد»، التأكيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية، تخليدا لبطولات رموز الثورة التحريرية.
وفي هذا الصدد، أبرز رئيس جمعية «مشعل الشهيد»، محمد عباد، بطولات الشهيد ديدوش مراد المدعو «سي عبد القادر»، والذي يعد أصغر القادة الستة الذين فجروا الثورة التحريرية وأول من استشهد منهم بعد مواجهة ضارية مع جيش الاحتلال الفرنسي في معركة بوكركر يوم 18 جانفي 1955، مؤكدا على أهمية صون الذاكرة الوطنية من خلال «الاهتمام بكافة مراحل الثورة وما قبلها».
من جانبه، تناول المؤرخ احسن تليلاني، في مداخلة له، ملامح شخصية القائد ديدوش مراد من خلال شهادات رفاق دربه، لافتا إلى أنه كانت لديه «شخصية قوية ويتمتع بكفاءة عالية في القيادة أكسبته احترام رفاقه في الجهاد الذين كانوا يتبعون توجيهاته، بالنظر إلى نظرته الاستشرافية وشجاعته اللامتناهية التي أرعبت العدو الغاشم».
ونقل ذات المتحدث عن رفقاء ديدوش مراد، من خلال شهاداتهم وكتاباتهم، تأكيدهم على أن «وجوده بينهم كان يشعرهم بالثقة ويزيل عنهم الخوف»، مشيرا إلى أن الشهيد «كان بإمكانه الانسحاب من معركة بوكركر إلا أنه فضل مواجهة جيش الاحتلال الذي وصل تعداده إلى حوالي 400 عنصر ليسقط شهيدا في ساحة الشرف».
من جانبه، استعرض ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين، المجاهد بوعلام شريفي، جوانب من المسيرة النضالية للشهيد ديدوش مراد، بداية من انخراطه في صفوف الكشافة الاسلامية الجزائرية وصولا إلى مقاومته السياسية والمسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، مؤكدا أنه «آمن بالثورة التحريرية سبيلا، فالتزم بها وكافح في سبيل الوطن إلى غاية استشهاده».
وأكد بالمناسبة على «أهمية الحفاظ على الذاكرة وحمايتها من النسيان، خصوصا وأن السجل الإجرامي لفرنسا بالجزائر ليس له مثيل»، داعيا الشباب إلى «الاستلهام من دروس الثورة وبطولات المجاهدين والشهداء».
وفي ذات الإطار، تطرق المؤرخ لحسن زغيدي إلى شخصية الشهيد البطل الذي يعد --كما قال-- من «أبرز وجوه الثورة التحريرية الذين أدركوا أن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لطرد الاستعمار الغاشم»، مشيرا إلى أن رموز الثورة «جزء من الذاكرة الوطنية التي نبني بها الجزائر الجديدة ونحصن بها الأجيال الصاعدة».
