الخميس 30 جانفي 2025 الموافق لـ 30 رجب 1446
Accueil Top Pub

اتفاق عسكري وصفقات اقتصادية وتفاهمات سياسية ودبلوماسية: توافـــق غيـــر مسبــوق في العلاقــات الجزائريــة - الأمريكيــــة

* عهدة ترامب تبدأ برغبة مشتركة لتعزيز التعاون
اتفقت الجزائر وواشنطن، على مواصلة الجهود من أجل توطيد التعاون الثنائي في المجالات ذات الطابع الأولوي على غرار الدفاع، والطاقة، والفلاحة وكذا العلوم والتكنولوجيا، وذلك خلال مكالمة جمعت وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف ونظيره الأمريكي، ماركو روبيو، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق البيني داخل مجلس الأمن الأممي بُغية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان استدامته.

برزت مؤشرات قوية، بعد أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، على توجه استراتيجي نحو تعميق العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة، سواء الدبلوماسية والسياسية، إضافة إلى العلاقات العسكرية دون إغفال الاقتصادية، وذلك من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم في التعاون العسكري، بالتزامن مع إعلان شركة شيفرون العملاقة دخولها السوق الجزائرية في مجال الاستكشاف النفطي في المياه الإقليمية ، وتعزز هذا التوجه بعد المباحثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف ونظيره الأمريكي، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي.
وبهذا الخصوص، تلقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس، مكالمة هاتفية من كاتب الدولة الأمريكي، السيد ماركو روبيو. ووفقا لما أفادت به الوزارة في بيان، جدد الوزير عطاف خلال المكالمة تهانيه لنظيره الأمريكي على إثر تعيينه على رأس كتابة الدولة الأمريكية.
كما أثنى الوزيران “على الحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الجزائرية الأمريكية، واتفقا على ضم جهودهما من أجل توطيد التعاون الثنائي في المجالات ذات الطابع الأولوي على غرار الدفاع، والطاقة، والفلاحة وكذا العلوم والتكنولوجيا.”
أما في صعيد العمل الدولي متعدد الأطراف، يضيف البيان، فقد “بحث الوزيران تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأعربا عن التزامهما بمواصلة التنسيق البيني داخل مجلس الأمن الأممي بُغية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان استدامته، وكذا مرافقة الأشقاء في كل من سوريا ولبنان نحو تحقيق الأمن والاستقرار وصون سيادتهما ووحدتهما الوطنية.”
 تعزيز التعاون العسكري بين البلدين
ومنذ تولي الرئيس الأمريكي الجديد شؤون البيت الأبيض، برز توجه نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن والجزائر، وذلك عكس ما راهنت عليه العديد من الدوائر المعادية التي كانت تتمنى «انفجار» نزاع سياسي ودبلوماسي بين الجزائر والولايات المتحدة بسبب بعض الملفات وهو ما لم يحدث إطلاقا، بل على العكس من ذلك برز توجه قوي نحو تعزيز العلاقات وتمتينها.
وتجسدت أولى ملامح هذا التوجه على الصعيد العسكري، خلال الزيارة التي قام بها الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، إلى الجزائر للمرة الثالثة. حيث التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون، وقبلها التقى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الفريق أول السعيد شنقريحة، حيث أجرى الطرفان محادثات تناولت حالة التعاون العسكري بين البلدين، وتبادلا التحاليل ووجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، قبل توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري، بين وزارتَي الدفاع للبلدين.
وقال قائد القيادة الأميركية لإفريقيا «أفريكوم»، الفريق أول مايكل لانغلي، إن «التعاون العسكري الثنائي والشراكة بين البلدين ديناميكية إيجابية في شتى المجالات، بما فيها مجالا الدفاع والأمن، يعكس الديناميكية وإرادتنا على الارتقاء بهذه الشراكة إلى أعلى المستويات»، مضيفاً أن واشنطن مرتاحة لطبيعة «علاقات التعاون العسكري الجزائري-الأمريكي، الذي يقوم على العقلانية والبراغماتية والحوار البنّاء والهادف الرامي إلى التأسيس لشراكة مستديمة»، مشيداً «بمستوى التنسيق متعدد الأبعاد بين الطرفين، وكذا بمساهمة الجيش الجزائري في استتباب الأمن والسلم في المنطقة».
وعكست تصريحات المسؤول العسكري الأمريكي بخصوص التعاون بين واشنطن والجزائر في المجال الأمني والعسكري ارتياحاً أمريكياً لافتاً بشأن الدور الجزائري الحيوي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، وأفادت القيادة العسكرية «أفريكوم» في بيان لها أن زيارة لانغلي، وتوقيع مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة والجزائر «توضحان الرؤية المشتركة لبلدينا لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي من خلال الحوار الاستراتيجي».
شركات نفطية كبرى ترغب في الاستثمار بالجزائر
كما برز توجه لدى كبرى الشركات النفطية الأمريكية بدخول قطاع المحروقات في الجزائر، حيث تم قبل أيام الإعلان عن توقيع اتفاقية مع شركة “شيفرون” الامريكية، لإنجاز دراسة حول إمكانات موارد المحروقات في السواحل الجزائرية. وتهدف هذه الاتفاقية، التي تمتد لمدة 24 شهرا، وفق بيان لوزارة الطاقة، إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النفطية في المنطقة البحرية الجزائرية، كما تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الجزائر وشركة “شيفرون” في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية، مما يمهد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية.
وخلال جولة الحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة العام التي انعقدت بواشنطن سنة 2023، كان وزير الخارجية أحمد عطاف، قد أكد أن دخول الشركات النفطية العملاقة “ميجور” السوق الجزائرية مؤشر على قوة العلاقات الجزائرية الأمريكية. وتحدث الوزير أنه منذ استقلال الجزائر، كانت دائما الشركات الأمريكية التي تدخل السوق الجزائري من الدرجة الثانية أو الثالثة، في حين نشهد اليوم لأول مرة ، حضور الشركات الكبرى (ميجور) في المحروقات في الجزائر. وبحسب عطاف، فإنه في الولايات المتحدة يقال إذا أردت أن تعرف اهتمام أمريكا ببلد، فتابع نشاط شركاتها النفطية، وهو ما يعني المكانة التي باتت تحتلها الجزائر لدى الولايات المتحدة.
والشركات التي تستهدف الجزائر استقطابها هي أن أكسيدنتال وشفرون واكسن موبيل وهي المؤسسات النفطية الأكبر في أمريكا. وفي بداية العام الماضي، دخلت وزارة الطاقة في محادثات مع شركة إكسون موبيل في مجال تطوير المحروقات، لاسيما في مجال المنبع البترولي والغازي. وأكد وزير الطاقة محمد عرقاب في هذا الصدد على عزم الدولة لمرافقة ودعم وتقديم كل التسهيلات للشركاء الأجانب وخاصة شركة  “إكسون موبيل” في جميع مراحل تجسيد هذه الاستثمارات.
التأكيد على أهمية التنسيق الدبلوماسي بين الجزائر وواشنطن
وقد أبلغت الجزائر واشنطن رغبتها الاستمرار في التعاون والتنسيق داخل مجلس الأمن، وتعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية.
والتقى رئيس الحكومة نذير العرباوي، مؤخرا، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر إليزابيث مور أوبين، وكشف بيان لرئاسة الحكومة أن لقاء العرباوي بالسفيرة أوبين، جاء بسبب رغبة لدى الجزائر في «تكثيف التشاور الثنائي القائم بين البلدين من أجل مواجهة التحديات المشتركة والدفع بأجندة السلم والاستقرار والتنمية، لا سيما في إطار مجلس الأمن الدولي»، مضيفاً أن اللقاء بحث مسار العلاقات المتميزة القائمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية ومختلف أوجه التعاون الثنائي، والإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الجزائرية - الأمريكية في شتى المجالات، وتوسيعها وتنويعها بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين».
 ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com