أكّد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، أمس، التزام الجزائر بمواصلة دعم النيجر، لا سيما في مجال الطاقة وصناعة المحروقات، لافتا إلى أهمية نقل الخبرات الجزائرية وتوفير برامج تكوينية متخصصة لدعم الكفاءات النيجيرية.
جاء ذلك خلال استقباله، أمس، بمقر دائرته الوزارية، وزير البترول لجمهورية النيجر، صحابي عومارو، الذي كان مرفوقا بوفد رفيع المستوى، ضم وزير الموارد المائية والتطهير والبيئة، العقيد ميزاما عبد الله، إلى جانب مسؤولين وإطارات من وزارة البترول والشركة الوطنية للبترول «سونيديب» (SONIDEP) ، حسبما أفاد به، أمس، بيان لوزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة.
و جرى اللقاء بحضور سفير جمهورية النيجر لدى الجزائر، والرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، رشيد حشيشي، وعدد من إطارات الوزارة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، جدد عرقاب، «التزام الجزائر بمواصلة دعم الأشقاء في جمهورية النيجر، لا سيما في مجال الطاقة وصناعة المحروقات».
وأشار إلى «أهمية نقل الخبرات الجزائرية وتوفير برامج تكوينية متخصصة لدعم الكفاءات النيجيرية».
من جهته، أعرب وزير البترول النيجري، صحابي عومارو، عن «امتنانه للتعاون الوثيق بين البلدين، مشيدًا بالدعم التقني الذي تقدمه «سوناطراك»، والذي سيسهم في تحقيق الأهداف المشتركة».
وأكد على» أهمية التكوين المقدم في المعهد الجزائري للبترول لتأهيل فرق من الإطارات والتقنيين النيجريين». وتركزت المحادثات بين الطرفين، والتي امتدت لاحقًا إلى أعضاء الوفدين، على تعزيز علاقات التعاون الأخوية والتاريخية بين الجزائر والنيجر، خاصة في مجال الطاقة والمحروقات.
كما تم استعراض آخر المستجدات المتعلقة بتنفيذ المشاريع التنموية المشتركة المتفق عليها، والتي تشمل مشاريع البحث، الاستكشاف، واستغلال المحروقات، إضافة إلى مشاريع التكرير، البتروكيمياء، والتسويق وتوزيع المنتجات البترولية. ويأتي هذا في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين شركتي «سوناطراك» و»سونيديب» بتاريخ 1 أكتوبر 2024.
كما ناقش الاجتماع نتائج زيارات وفود «سوناطراك» إلى نيامي، التي أسفرت عن توقيع محضر اجتماع يوم 14 جانفي 2025 بين «سوناطراك» و»سونيديب».
وتضمن المحضر إنشاء لجنتين فرعيتين: الأولى تُعنى بمرافقة النيجر في إطلاق مشروع مصفاة ومجمع بتروكيميائي في مدينة دوسو، والثانية تُعنى بتسيير المشاريع، إبرام الصفقات، وتطوير الأطر القانونية اللازمة لدعم قطاع النفط والبتروكيمياء في النيجر.
كما شكل اللقاء فرصة لمناقشة المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز العابر للصحراء (TSGP)، حيث تم التأكيد على ضرورة مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة مختلف جوانب المشروع، ومتابعة تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقاءات الثلاثية السابقة بين وزراء المحروقات من الجزائر، النيجر، ونيجيريا.
وبهذه المناسبة، سلم الرئيس المدير العام لسوناطراك نتائج التحليل المخبري لعينات النفط الخام النيجري التي تم تحليلها في مخابر الشركة بالجزائر، مما يعكس مستوى التعاون التقني بين البلدين، حسب بيان الوزارة.
ويأتي اللقاء في إطار زيارة العمل التي يقوم بها وزير البترول النيجري إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 09 إلى 15 فيفري 2025، حيث من المنتظر أن يتضمن برنامج زيارة الوفد النيجري العديد من اللقاءات مع مسؤولي شركة «سوناطراك»، بالإضافة إلى زيارات ميدانية لمنشآت طاقوية بارزة في قطاع المحروقات.
وتعكس هذه الزيارة الحرص المتبادل بين الجزائر والنيجر على تعزيز تعاونهما الاستراتيجي في قطاع الطاقة، وتأكيد التزام البلدين بالمضي قدمًا في تنفيذ مشاريع مشتركة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة للطرفين.
م -ح