سيمثل الكاتب كمال داود أمام المحكمة الابتدائية بباريس في إطار الدعوى التي رفعتها ضده المواطنة الجزائرية سعادة عربان التي اتهمته بانتهاك حياتها الشخصية بنشر قصتها في رواية حوريات الفائزة بجائزة الغونكور اعتمادا على ملفها الطبي الذي كان بحوزة زوجة الكاتب باعتباره الطبيبة النفسية لسعادة عربان، الناجية من اعتداء إرهابي وحشي.
خبر مقاضاة داود كشف عن موقع التحري الشهير "ميديابارت"، اليوم الجمعة، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، من جانبها، أن الكاتب استلم استدعاء من العدالة يوم الخميس ببوردو حيث كان يروّج لروايته، و سيمثل أمام المحكمة الابتدائية في السابع ماي القادم.
وسبق للسيدة سعادة عربان اتهام الكاتب كمال داود بانتهاك حياتها الخاصة في رواية «حوريات» الفائزة بجائزة غونكور الفرنسية، من خلال استغلال ملفها الطبي الذي كان بحوزة معالجتها النفسانية التي هي زوجة الكاتب، غير أن كمال داود حاول إنكار التهمة في تصريحات قال فيها إن سعادة عربان ليست الوحيدة التي تعرضت لاعتداء إرهابي وغنه كتب مأساة عامة.
وكشفت سعادة عربان منتصف نوفمبر الماضي في حصة بثها تلفزيون «وان تي في» أنّ الكاتب سبق وأن عرض عليها استغلال قصّتها لكنها رفضت، وأوضحت أنّ زوجة كمال داود التي هي معالجتها منذ سنة 2015 دعتها لشرب قهوة في البيت وهناك عرض عليها الكاتب استغلال قصتها.
السيدة سعادة عربان و هي ناجية من جريمة إرهابية قضى فيها كلّ أفراد أسرتها وتعرّضت بدورها للذبح لكنّها نجت بأعجوبة ، كشفت للحصة أنّها كانت تعالج لدى زوجة الكاتب التي هي طبيبة أعصاب وأن علاقتها توثقت بها، إلى درجة أن ابنيهما صارا صديقين، وأظهرت رواية «حوريات» ممهورة بتوقيع الكاتب وهو يُحيّيها على شجاعتها، فيما يشبه اعتراف منه باستغلال قصّتها في روايته، مشيرة إلى أنّ زوجة داود هي التي حملت إليها الرواية، وعندما جرى بينهما الحديث عن عائداتها حاولت زوجة داود إغراءها بالعائدات المالية التي ستستفيد منها من تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي وهو على ما يبدو مشروع قيد التنفيذ، لكن الضحية قالت إنّها ترفض بيع القصة، التي سبق لأهلها رفض استغلالها إعلاميا، مشدّدة على أنّ القصة قصتها والماضي ماضيها، وأن داود استغل مأساتها للحصول على المال، وفوق ذلك يقوم بتشويه سمعتها.
وأظهرت المتحدثة أوجه التشابه بينها وبين فجر بطلة الرواية، منها محاولة الإجهاض و الأوشام على جسدها وإدارتها لصالون حلاقة وهوايتها للفروسية وعلاقتها الصعبة مع والدتها.
مؤكدة أنّ الكاتب أخذ كل التفاصيل مما كانت تسرده على طبيبتها في جلسات العلاج ، وأنه «ليس من حقه أن يفعل ذلك".
وسبق للضحية رفع قضية أمام محكمة وهران وهو ما قامت به أيضا جمعيات لضحايا الإرهاب.
وقد رافق نشر الرواية الحائزة عن الغونكور حملة دعائية تحولت فيها الجزائر إلى موضوع وليس الرواية، حيث يتبنى الكاتب كمال داود خطابا يدعمه اليمين المتطرف، يزعم فيه أن الجزائر تحاول فرض الصمت على مرحلة الإرهاب من خلال التركيز على جرائم الاستعمار الفرنسي.
ق-ث