* الجزائر تخطو اليوم خطوات نحو ضمان الأمن المائي
أكد خبراء اقتصاديون، أمس، أن مصانع تحلية مياه البحر الجديدة، تعتبر مكسبا كبيرا في إطار تعزيز الأمن المائي، وأوضحوا أن الجزائر قطعت أشواطا وخطت خطوات كبيرة لضمان الأمن المائي ونوهوا في هذا السياق بالإرادة السياسية والنظرة الاستراتيجية و البرنامج الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في هذا المجال، كما أشاروا إلى الخبرة المكتسبة بخصوص مصانع تحلية مياه البحر و إنجاز هذه المشاريع الكبرى في وقت قياسي، بأيادي جزائرية.
وأوضح الخبير الاقتصادي والبرلماني، البروفيسور عبد القادر بريش في تصريح للنصر، أمس أن الجزائر تخطو اليوم، خطوات نحو ضمان الأمن المائي، لافتا في هذا الإطار إلى برنامج محطات تحلية مياه البحر الخمس عبر ولايات وهران وتيبازة والطارف وبومرداس وبجاية والتي تضاف إلى المحطات التي تم إنجازها في وقت سابق و التي ستعزز من قدرات التزويد بالمياه الصالحة للشرب لفائدة السكان .
وأضاف في هذا الصدد، أن هذا أمر مهم جدا، لأن الأمن المائي، جزء لا يتجزأ من المساهمة في الاستقرار والأمن المجتمعي ويمكن الجزائر من التحكم في تكنولوجيا تحلية مياه البحر والتي تتطلب معرفة وخبرة.
وذكر المتدخل، بقرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بخصوص إنجاز هذه المحطات الجديدة لتحلية مياه البحر ، منوها في هذا الإطار بالرؤية الاستراتيجية فيما يخص مواجهة تحديات التغيرات المناخية والشح المائي.
وأضاف أن السيد رئيس الجمهورية، وضع على رأس الأولويات في برنامجه ما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي والسيادة الغذائية والأمن المائي والأمن الطاقوي والأمن السيبراني.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن تحلية المياه خيار استراتيجي ، حيث أننا اليوم نجني ثمار هذه الاستراتيجية، مع تدشين مصانع تحلية مياه البحر في ظل قدرات إنجاز بسواعد جزائرية ما يجعل الجزائر في مصاف الدول التي تتحكم في تكنولوجيا تحلية مياه البحر وتكنولوجيا المشاريع العملاقة.
وأشار في هذا الإطار، إلى مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بوهران الذي تم إنجازه بأيادي جزائرية وشركات وطنية وفي آجال جد قياسية وهذا فخر للجزائر التي تنجز هذه المشاريع والتي تترك آثارها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلد.
وأضاف في السياق ذاته، أن هذا المشروع الضخم، وراءه شباب يؤمنون بقدراتهم وبالجزائر الجديدة المنتصرة وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه إذا توفرت الإرادة السياسية والرؤية والقرار السياسي السليم، فإننا يمكن أن ننجز إنجازات كبرى، على غرار مصانع تحلية مياه البحر و كذا في مجالات أخرى.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى كسب رهان كبير في التحكم في الإنجاز وفترة الإنجاز و تكنولوجيا تحلية مياه البحر، لافتا من جهة أخرى إلى أهمية ضمان تكوين عنصر بشري مؤهل لضمان صيانة واستمرارية هذه المنشآت، أضف إلى ذلك الوعي المجتمعي بترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها.
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر3 الدكتور مداني لخضر في تصريح للنصر، أمس، أن مشاريع مصانع تحلية مياه البحر والتي تم إنجازها في مدة زمنية أقل مقارنة بالمحطات السابقة وبأيادي جزائرية، تعتبر مكسبا كبيرا في تعزيز الأمن المائي، باعتبار أنها تدخل في إطار تعزيز الموارد غير التقليدية من المياه.
وأبرز أهمية المشاريع الخمسة المتعلقة بتحلية مياه البحر ومنها مصنع تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض بوهران وكذا مصنع تحلية مياه البحر فوكة 2 بتيبازة، بالإضافة إلى ثلاثة مشاريع أخرى على مستوى بومرداس وبجاية والطارف، لافتا إلى أن الطاقة الانتاجية لهذه المصانع، تبلغ 1.5 مليون متر مكعب يوميا، فيما تقدر القدرة الانتاجية لكل مصنع بـ 300 ألف متر مكعب يوميا وهذا، ما سيعزز من الطاقة الإجمالية للمياه المحلاة.
واعتبر أستاذ العلوم الاقتصادية، أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في إطار تعزيز الأمن المائي ، بفضل هذه المحطات، منوها بالنظرة الاستباقية التي كانت في سنة 2021 من خلال رسم استراتيجية طويلة المدى لتعزيز الأمن المائي من خلال تجسيد هذه المشاريع الكبرى والعملاقة والتي ستضاف إليها مشاريع أخرى، سيتم إطلاقها في المستقبل في هذا المجال.
وأضاف الدكتور مداني لخضر، أن كل هذه الخطوات تعتبر خطوات استراتيجية باعتبارها تتعلق بمورد أساسي ببعده الاجتماعي والاقتصادي وهو ضمان الأمن المائي.
من جانب آخر، أشار المتحدث، إلى أن الخبرة المكتسبة في مجال تحلية مياه البحر، خلال الفترات السابقة، سمحت بالتحكم في عملية الإنجاز، لافتا في هذا السياق، إلى أهمية توطين التكنولوجيا المتقدمة في الجزائر في هذا المجال من خلال الشراكات.
وأضاف أننا اليوم كسبنا رهان الإنجازات، مبرزا أهمية تعزيز المهارات التكنولوجية للتحكم أكثر في هذه التكنولوجيا وخاصة ضمان إمداد هذه الصناعة بمدخلات أساسية ورصد التغيرات التكنولوجية لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكلفة.
وأكد أستاذ العلوم الاقتصادية، أن تحلية مياه البحر خيار ضروري واستراتيجي، لأن احتياجات الساكنة في تزايد وتنامي وهذا في ظل التغيرات المناخية المستمرة.
مراد -ح