* تنويع الاقتصاد الوطني توجه استراتيجي lقرار «تأميم المحروقات» كان تحديا لتكريس الاستقلال الاقتصادي والسيادة على الثروات
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون،أمس، أن الدولة لن تدخر أي جهد لتعزيز المكاسب الاجتماعية التي استفاد منها العمال، وتحسين إطارهم المعيشي والمهني، وهذا تأكيدا لمبدأ الدولة ذات الطابع الاجتماعي المكرس في بيان أول نوفمبر. وأوضح أن الانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات هو توجه استراتيجي من شأنه أن يحفظ حق الأجيال من ثرواتنا الطبيعية.
التزم رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمواصلة المسعى الذي جسده منذ توليه قيادة البلاد، والمتمثل في الحفاظ على القدرة الشرائية للجزائريين، من خلال تعزيز المكاسب الاجتماعية للعمال في جميع القطاعات، وذلك خلال كلمته بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين ولتأميم المحروقات، تلاها نيابة عنه الوزير الأول، نذير العرباوي، خلال فعاليات إحياء هذه الذكرى المزدوجة التي جرت بحاسي مسعود بولاية ورقلة.
و أكد رئيس الجمهورية، أن الدولة لن تدخر أي جهد لتعزيز المكاسب الاجتماعية التي استفاد منها العمال، ولتحسين الإطار المعيشي والمهني لهم، تأكيدا لمبدأ الدولة ذات الطابع الاجتماعي المكرس في بيان أول نوفمبر. مضيفا بأن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في تجسيد الانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات، وبأنها حققت مستويات غير مسبوقة من الصادرات خارج المحروقات.
الانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات
كما جدد رئيس الجمهورية، عزمه في هذه المرحلة على وضع وتنفيذ سياسات وطنية غايتها إحداث الانعطاف والانتقال من الاعتماد على المحروقات إلى تنويع الصادرات. وأوضح أن هذا الانتقال يعد «توجها استراتيجيا» يحفظ حق الأجيال من الثروات الطبيعية، ويفتح المجال لأنماط استثمارية مربحة في مجال ترقية الصناعات التحويلية والمقاولاتية وإنشاء المؤسسات. كما يحقق الاندماج في المفاهيم الاقتصادية المعاصرة التي تعتمد على المورد البشري كطاقة محركة للمبادرة ومنتجة للثروة.
واعتبر رئيس الجمهورية أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة لتجسيد هذه الغايات باستقطاب الآلاف من الشباب ومن المستثمرين الوطنيين والأجانب، وحققت مستويات غير مسبوقة من الصادرات خارج المحروقات، مؤكدا التمسك بهذه الرؤية التي ستؤهل الجزائر للانخراط وبجدارة في مسار الدول المرشحة لاحتلال مكانتها المستحقة في منتدى الدول الناشئة.
قرار «تأميم المحروقات» كان تحديا جريئا
كما أشاد رئيس الجمهورية، بالمجهودات المتواصلة التي يبذلها عمال قطاع المحروقات لضمان أمن الجزائر الطاقوي، مستذكرا الروح الوطنية العالية التي تحلى بها أسلافهم المهندسون والتقنيون والفنيون، عندما رفعوا التحدي -غيرة على الجزائر- غداة استرجاع السيادة الوطنية وتمكنوا من إبطال توقعات توقف انتاج تسويق مواردنا الطاقوية». واعتبر رئيس الجمهورية، بأن قرار «تأميم المحروقات» كان تحديا جريئا لتكريس استقلالنا الاقتصادي، وبسط السيادة على ثروات البلاد، ومواردها الطبيعية.
وأوضح بهذا الخصوص، أن القرار الوطني التاريخي الذي اتخذته قيادة البلاد برئاسة الرئيس الراحل هواري بومدين، سنة 1971, هو حلقة مكملة لروح التحرر، وتمكين للاستقلال الوطني الكامل, وهو قرار يعكس صدق الإرادة .. ووطنية التوجه .. والوفاء لرسالة نوفمبر .. وللشهداء الأبرار, فمن تلك الروح تغذت قيادة البلاد آنذاك .. وستبقى روح نوفمبر للأجيال تذكر مآثر الرجل كقائد وطني مخلص, حريص على الطابع الاجتماعي للدولة, غيور على ثروات الجزائر وسيادتها عليها.
وقال الرئيس تبون، إن الاحتفال بِالذكرى (69) لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والذكرى 54 لتأميم المحروقات، وبغيرها من الذكريات الوطنية الخالدة، دلالة على «ارتباط وطننا المفدَّى بتَاريخه المجيد وبالعبرِ التي نستلْهمها من محطاته الخالدة والحافظة لذكرَى الرجالِ، صناع الأحداث العظيمة في مسيرَةِ الجزائرِ الظافرةِ».
كما حرص الرئيس تبون على توجيه تحية عرفان لكل العاملات والعمال في كل القطاعات، مستذكرا تضحيات جيل الرواد «الذين قادوا حركة تعبئة العمال وتجنيدهم للالتحاق بثورة التحرير المباركة»، قبل أن يترحم الرئيس على روح الشهيد عيسات إيدير، وعلى النقابي المناضل شهيد الواجب الوطني عبد الحق بن حمودة، وعلى أرواح كل النقابيين الشهداء.
ع سمير