* لقاء سيجمع 23 ولاية جنوبية معنية بمكافحة الظاهرة
اتخذت الحكومة عدة تدابير بهدف التصدي للتهديدات المحتملة لأسراب الجراد، خاصة بالنسبة للولايات الجنوبية المتاخمة لدول منطقة الساحل الإفريقي، لحماية المحاصيل الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي. حيث تم تجهيز فرق ميدانية بأحدث المعدات، إلى جانب تفعيل المكافحة الجوية باستخدام الطائرات المروحية لضمان سرعة وفعالية التدخل في المناطق المهددة.
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، أمس، أن الجزائر وضعت استراتيجية وطنية محكمة لمكافحة أسراب الجراد الصحراوي، وذلك في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى حماية المحاصيل الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي. وأشار بن ساعد في تصريح إذاعي، إلى أن الدولة تبنت تدابير استباقية لمواجهة هذا التهديد البيئي، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأوضح بن ساعد أن الجزائر اعتمدت استراتيجية شاملة تضمنت تفعيل اللجان الوطنية والولائية المختصة، مع تعزيز التعاون مع دول الجوار، مثل ليبيا والنيجر ومالي، لمراقبة تحركات الجراد ومنع تسلله إلى الأراضي الجزائرية. وتم تجهيز فرق ميدانية بأحدث المعدات، إلى جانب تفعيل المكافحة الجوية باستخدام الطائرات المروحية لضمان سرعة وفعالية التدخل في المناطق المهددة.
وأكد أن رئيس الجمهورية شدد على أهمية الجاهزية القصوى لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال تكثيف عمليات الاستكشاف والاستجابة السريعة، مشيرًا إلى أن الجزائر تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال، حيث تعتمد على أجهزة متخصصة في رصد تحركات الجراد والتعامل معه وفق أسس علمية دقيقة.
وقد كلف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الحكومة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمكافحته بفعالية، وبعقد اجتماع تحضيري في ولاية جنوبية نموذجية لوضع خطة محكمة، مع الاستفادة من خبرات المختصين وسكان المناطق الجنوبية. وشدد الرئيس تبون، خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، على ضرورة التنسيق المحكم مع وزارة الدفاع الوطني في جميع مراحل مكافحة الجراد لمنع تقدمه إلى الداخل الوطني، مشيراً إلى أن الجزائر تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال، وهو ما يؤهلها للتعامل مع هذه الظاهرة بكفاءة.
وكشف بن ساعد أن فرق المكافحة تمكنت من معالجة أكثر من 50,000 هكتار من الأراضي الزراعية المتضررة، كما تم تجهيز 8 مروحيات بآلات رش متطورة لضمان التدخل السريع في المناطق الوعرة. وأضاف أن اجتماعًا تنسيقيًا سيُعقد في ولاية ورقلة، بمشاركة ممثلين عن 23 ولاية جنوبية معنية بمكافحة الجراد، إلى جانب قطاعات حكومية رئيسية مثل وزارات الدفاع الوطني، والداخلية، والطاقة، والنقل.
وأشار الأمين العام للوزارة إلى أن التغيرات المناخية، خصوصًا الرياح الجنوبية القوية، ساهمت في انتشار الجراد داخل الجزائر، لكنه أكد أن الوضع لا يزال تحت السيطرة بفضل التدخلات الاحترازية المستمرة.
وأوضح أن مكافحة الجراد لا تقتصر على القضاء عليه فقط، بل تشمل عمليات رصد واستكشاف دائمة، حيث يتم توظيف فرق بحث علمي متخصصة لدراسة أنماط تحركات الجراد وتأثير العوامل البيئية على تكاثره.
وشدد نفس المسؤول على أهمية التوعية المجتمعية ودور الفلاحين في مواجهة هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت حملات توعوية لمساعدة المزارعين على التعرف على العلامات المبكرة لظهور الجراد واتباع الإجراءات المناسبة للإبلاغ عنه. كما تم توزيع مبيدات ووسائل وقائية على الفلاحين في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
وأكد بن ساعد أن الجزائر لديها سجل حافل في مكافحة الجراد، حيث استطاعت خلال السنوات الماضية تطوير آليات فعالة للتعامل مع هذه الظاهرة. وأشار إلى أن التجربة الجزائرية في سنة 2004 كانت نموذجًا مرجعيًا، لكنها تختلف عن الوضع الحالي بسبب التغيرات البيئية والمناخية، فضلًا عن توسع المساحات الزراعية في الجنوب.
وفي ختام حديثه، شدد الأمين العام على ضرورة استمرار الجهود وتضافر جميع الجهات المعنية لضمان حماية المحاصيل الزراعية والحفاظ على الأمن الغذائي الوطني، مؤكدًا أن التنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية سيظل العنصر الأساسي في مكافحة الجراد والحد من تأثيراته السلبية.
ع سمير