تسببت الثلوج التي تساقطت نهاية الأسبوع على عديد ولايات الوطن في قطع عديد محاور الطرق، حسبما أفاد به بيان لقيادة الدرك الوطني أمس. و قد تدخلت قوات الجيش الوطني الشعبي لفتح الطرقات بالعديد من الولايات وسط و غرب البلاد، حيث أغلقت الثلوج طرقات بولايات تلمسان و سيدي بلعباس و الشلف و البيض و حتى بالأغواط.
و أوضح بيان الدرك أن الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين تيزي وزو و البويرة بمضيق تيروردة بلدية ايفرحونن مقطوع بسبب تراكم الثلوج و كذا الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين تيزي وزو و البويرة بالقرب من ملعب بوسول بلدية ايت بومهدي.
و أكدت قيادة الدرك الوطني أنه «تم نشر الدرك الوطني على مستوى محاور الطرقات الرئيسية لتقديم يد العون للمواطنين كما تواصل السلطات أشغال فتح الطرقات المقطوعة».
وشهدت تيزي وزو قيام المواطنين بحملات تضامنية واسعة بين سكان مختلف البلديات وتدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي لفك الحصار المفروض منذ عدة أيام بسبب العاصفة الثلجية التي مست الولاية.
الاضطراب الجوي الأخير المصحوب بتساقط كميات كبيرة من الثلوج أغلق من جديد عدة طرق وطنية و ولائية و بلدية، حيث أغلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين ولاية تيزي وزو و ولاية بجاية انطلاقا من منطقة «إيعكوران» إلى غاية الحدود مع ولاية بجاية.
كما أدت الثلوج الكثيفة إلى عزل سكان عديد القرى في دائرة بوزقان وتيروردة و إيليلتن في إيفرحونان التي بقيت تحت رحمة الثلوج منذ الاضطرابات الجوية الماضية، و رغم أن السلطات حاولت فتح طرقات القرى الجبلية لإخراج السكان من عزلتهم إلا أن صعوبة التضاريس حال دون الوصول إليهم.
و في دائرة واضية ظهر التضامن مرة أخرى بين السكان من خلال تلبيتهم لنداء الإغاثة كل على حسب إمكانياته حيث خرجت جمعيات القرى والمقاولين لتكثيف الجهود و التصدي مرة أخرى للعاصفة الثلجية التي عزلت السكان عن العالم الخارجي و أغلقت طرقات قرى هذه المنطقة ، و من جهة أخرى لا يزال سكان أغلب قرى و مداشر الولاية المتواجدة خارج التغطية بشبكة الغاز الطبيعي يعانون من أزمة حادة في التزود بقارورة غاز البوتان، و هو ما أدى إلى زيادة درجة التوتر بين المواطنين و السلطات المحلية.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة شلت نشاطها أول أمس من أجل سلامة التلاميذ، كما تم إعطاء أمر إلى المعلمين ومدراء هذه المؤسسات من أجل تسريح التلاميذ باكرا خلال الأيام القادمة إلى غاية الإعلان عن تحسن الأحوال الجوية.
أما بولاية البويرة فقد أدت الثلوج المتساقطة الى قطع الطريق رقم 15 الرابط بين هذه المدينة و ولاية تيزي وزو بمضيق تيروردة بلدية اغبالو و الطريق الوطني رقم 30 الذي يربطه بتيزي وزو بالمكان المسمى تيزي نكولن بلدية السهاريج و كذا الطريق الوطني رقم 33 الذي يصل ولاية تيزي وزو بتيكجدة بلدية الاسنام.
و تسببت الثلوج المتساقطة منذ ليلة الأربعاء الماضي على أعالي ولاية بومرداس، في عزل بلدية تيمزريت و توسيع هوة معاناة قديمة مع الانقطاعات المتكررة في الكهرباء و لهث خلف قارورات غاز البوتان.
بلدية تيمزريت بدائرة يسر و الواقعة جنوب شرق بومرداس، دخلت في حالة من العزلة أمس الأول نتيجة الثلوج المتساقطة بالمناطق الجبلية للولاية و التي تراوح سمكها بين 10 إلى 20 سم، ما تسبب في غلق المنفذ الرئيسي للبلدية وعزل أهلها عن باقي المناطق.
و بحسب ما أكده سكان المنطقة، فإن تساقط الثلوج قد تسبب في قطع الطريق الولائي رقم 107 الرابط بين بلديتهم و بلدية الناصرية بالمكان المسمى أورياشة، الأمر الذي تسبب في عدم التحاق التلاميذ بالمدارس و كذا الموظفين بمراكز عملهم.
و قد استدعى الوضع الاستعانة بكاسحة للثلوج تابعة لمديرية الأشغال العمومية، و التي أصيبت هي الأخرى بعطب زاد من سخط السكان و حدة الأزمة، التي لم تنفرج إلى غاية منتصف نهار يوم الخميس، أين تم فتح الطريق و خرج السكان لأجل التمون بغاز البوتان الذي شكل أزمة حقيقية بالمنطقة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي ليلة الأربعاء إلى الخميس، ما قلص خيارات المواطنين في توفير التدفئة في ظل نزول درجة الحرارة إلى أقل من 2 درجة ليلا بالمرتفعات الجبلية.
يذكر أن العديد من المناطق الجبلية بولاية بومرداس قد اكتست حلة بيضاء على غرار منطقة آيت بودخان ببلدية شعبة العامر، إلا أن الطرقات ظلت مغلقة، ما أعاق تنقلات المواطنين خاصة لأجل التموين بغاز البوتان الذي يشكل هاجسا لمعظم سكان الولاية التي لا تتعدى فيها نسبة التغطية بغاز المدينة 40 من المائة، في حين لم يسجل بباقي نقاط الولاية سوى تساقط للأمطار و رياح قوية نسبيا، لم تخلف سوى بعض الانقطاعات في التيار الكهربائي في بعض النقاط و التي لم تستغرق وقتا طويلا بفضل تدخل مصالح سونلغاز.
ق.ج/إ.زياري/ سامية إخليف