دعت حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني المعارضة للأمين العام الحالي عمار سعداني رئيس الحزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة “لفعل أي شيء” من أجل وقف ما أسموه بالانزلاقات التي تتسارع داخل الحزب ووضع حد للفساد الذي ينخر كيانه. وجّهت حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني المعارضة لعمار سعداني أمس رسالة خاصة لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة طالبته فيها بفعل أي شيء لإنقاذ الحزب من الوضع الذي آل إليه في المدة الأخيرة، وجاء في الرسالة التي حصلت النصر على نسخة منها « لقد كان للأزمة المتعددة الأوجه التي برزت في المؤتمر التاسع آثارا وخيمة على مساره.. و لم تفرج بل ازدادت اتساعا وغورا بعد المؤتمر العاشر وتبدد الأمل».
و تضيف الرسالة الممضاة من طرف منسق الحركة عبد الكريم عبادة أن اختطاف الحزب ومركزة نشاطه في شخص الأمين العام نقلت الحزب من الإنتظارية إلى الجمود، وتساءل أصحابها» فمن أين للحزب أن يبقى مؤثرا وفعالا وطريقة إعلان المواقف واتخاذ القرارات وإبراز القيادات لا تأخذ في الحسبان الموروث السياسي للحزب ولا الإرث المشترك لأغلبية الجزائريين، ولا التطورات الحاصلة في المجتمع ولا المتغيرات التي تعرفها الساحة السياسية».
وتضيف الرسالة الموجهة لرئيس الحزب أن «الانفراد بتسيير الحزب ومركزة نشاطه وقراراته وشخصنته كان سببا رئيسا في السقطات المتتالية التي أضرت ليس فقط به بل مست بسمعة البلاد وشرف المناضلين»، ثم يعدد معارضو عمار سعداني جملة من الخروقات والمواقف التي وصفوها بالغريبة التي لا تمت بصلة لموروث الحزب مثل إحالة المواطنين المنشغلين بصحة رئيسهم على رئيس فرنسا، والتشكيك في مواقف مبدئية تشكل اسمنت وحدة الامة الجزائرية وتضرب بجدورها في أعماق الثورة التحريرية والحركة الوطنية والمقاومة الشعبية، وإيحاء سعداني بأن التضامن مع الشعب الصحراوي موقفا مشبوه يكتنفه الشك والغموض، واقحام الحزب في قضايا هي من صميم العدالة، والطعن في إخلاص كفاءات وطنية، ومباركة خيارات اقتصادية تنافى وأسس بناء الدولة الديمقراطية الاجتماعية واستعداء الطبقة السياسية.
ومن هذا الواقع يقول أصحاب الرسالة ان «الصمت لم يعد حكمة ولا السكوت ذهبا» وعليه ناشدوا رئيس الحزب التدخل و»فعل شيء» لمنع الانزلاقات التي تتسارع داخل الحزب ووضع حد للفساد الذي ينخر كيانه، وانقاذ ما تبقى منه والحفاظ على مقوماته الأساسية وصيانة هويته، والحفاظ على إرثه وضمان وحدته واسترجاع مكانته الحقيقية كقوة أولى في البلاد، وإرجاع الأمل للمناضلين.
محمد عدنان