الصحفي مطالب بالتصرف بطريقة مسؤولة على مواقع الميديا الاجتماعية
دعا مدير المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين بتونس، الدكتور صادق الحمّامي، رجل الإعلام إلى '' التصرف بطريقة مسؤولة على مواقع الميديا الاجتماعية، وأن يتحلى بكامل الاستقلالية في نشاطاته على هذه المواقع وأن يحرص بذلك على عدم الانضمام إلى المجموعات ذات الطابع الإيديولوجي حتى لا تتسبب في أي تشويه لصورته، أو الإساءة لمؤسسته، مشددا على ضرورة التحلي بالضبط الذاتي في غياب مواثيق أخلاقيات المهنة التي تنظم العلاقة بين الصحفي ووسائط الميديا الاجتماعية.وأوضح الحمّامي خلال تنشيطه دورة تكوينية حول "الصحافة في عصر الميديا الاجتماعية " لفائدة مهنيي الإعلام من تنظيم وزارة الاتصال بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة ببن عكنون ( العاصمة )، بأن الرقابة الذاتية أو ما عبر عنه بالضبط الذاتي، هو أحسن وسيلة للدفاع عن المهنة بما يسمح للصحفي من استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بكل مسؤولية و استقلالية.وفي إجابته على العديد من الأسئلة المطروحة حول علاقة رجال الإعلام بالميديا الاجتماعية، أكد الحمّامي وهو أستاذ جامعي محاضر بتونس بأن التجارب العالمية تبين بوضوح أن حرية الصحفي في الفضاء الافتراضي ليست مطلقة بل تخضع إلى عدد من المبادئ ( مدونات السلوك )، مبرزا بأن هذه المدونات مصدرها الأساسي الصحفيين الذين يضعونها في إطار التنظيم الذاتي لمهنتهم ولا علاقة لها بالسلطة السياسية. وفي هذا السياق أوضح أن بعض المجموعات الإعلامية العالمية الكبرى تمكنت من إعداد مواثيق تنص على أن وسائل الإعلام الاجتماعية تعد "أدوات وليس ألعابا" و تؤكد على ضرورة التأكد من المعلومات التي تنشرها، مشيرا إلى أن مجلس الصحافة في بلجيكا نشر استشارة حول استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية اعتبر فيها أن ما ينشره الصحفيون في الميديا الاجتماعية يكتسي طابع العمومية ويخضع إلى المبادئ الأخلاقية ذاتها التي يلتزم بها الصحفي في ممارسته المهنية مهما كانت الوسائط، لسببين لخصهما في '' انتماء الصحفي إلى مؤسسة حريصة على صورتها ومكانتها في المجتمع ولدى الجمهور، من جهة ومن جهة أخرى أن المسؤولية الاجتماعية للصحفي باعتباره فاعلا اجتماعيا يقوم بأدوار أساسية في المجتمع تقتضي منه أن يتصرف بطريقة مسؤولة. كما أشار إلى أن الجمعية الأمريكية لناشري الأخبار أصدرت دليلا اختزلت فيه القواعد التي وضعتها الصحف الأمريكية لتنظيم استخدام الصحفيين للميديا الاجتماعية، يتضمن عشر قواعد كبرى، تطالب الصحفي بالتصرف بطريقة مسؤولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الشيء ذاته الذي تطالب به - كما قال، الفيدرالية المهنية لصحفي مقاطعة الكيبك بكندا التي تؤكد على أن المبادئ الأخلاقية التقليدية يجب أن تطبق في الفضاء الإلكتروني فلا ينشر الصحفي ما لا يرتضى نشره في الصحيفة كما لا ينشر على مواقع الشبكات الاجتماعية ما يسيء إليه شخصيا أو مهنيا أو ما يسيء إلى مؤسسته.كما ذكر المتحدث بان وكالة الأنباء الفرنسية، تشجع الصحفيين على رصد الأحداث والبحث عن المعلومات وإثراء علاقاتهم وتعزيز التواصل مع المصادر والجمهور، باستخدام الفايسبوك والتويتر، لكنها وضعت دليلا لذلك يتضمن عددا من القواعد لضبط سلوك الصحفيين في مواقع الميديا الاجتماعية تدعو لتجنب الكلام البذيء والسوقي، والتحلي بالرصانة وعدم الرد بالعنف عن ردود فعل المستخدمين. من جهتها أصدرت '' بي بي سي '' في عام 2011 دليلا خاصا باستخدام الميديا الاجتماعية في قسم الأخبار يدعو الصحفيين التأكد مما ينشر لتفادي الإساءة إلى مؤسسة البي بي سي أو للصحفي، كما يؤكد أن استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية يجب أن يخضع لأهداف تحريرية جليّة وواضحة. كما يقر دليل استخدام الميديا الاجتماعية لوكالة رويتز بأهميتها في العمل الصحفي فهي تمثل مصدرا من مصادر تجديد الممارسة الصحفية ووسيلة للحصول على معلومات أولية وتجديد طرق الإخبار. ع.أسابع