أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس الاثنين، أن الإعادة الجزئية لامتحانات شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2016/2015، ستتم خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 جوان الجاري، بمشاركة 38 بالمائة من المجموع العام لمترشحي البكالوريا المقدر عددهم بأزيد من 818 ألف مترشح، مؤكدة بأنه قد تم السماح للتلاميذ الذين تم إقصاؤهم من البكالوريا بسبب وصولهم متأخرين في المواد التي مسها التسريب فقط دون غيرهم، فيما تم حرمان أولئك الذين ضُبطوا في حالة تلبس بالغش من المشاركة.
و أوضحت بن غبريط في ندوة صحفية عقدتها بمقر دائرتها الوزارية في المرادية بأعالي العاصمة، خصصتها للإعلان عن تاريخ الإعادة الجزئية لامتحان البكالوريا والشعب المعنية بهذا الامتحان، بعد أن وافقت عليها الحكومة ‘’ تكريسا لمبدأ الإنصاف و تكافؤ الفرص اللذين يكفلهما الدستور›› بأن الإعادة الجزئية لبكالوريا 2016 ، تشمل 7 مواد في شعبة العلوم التجريبية وحدها وهي الرياضيات و علوم الطبيعة والحياة والفيزياء والفرنسية و الإنجليزية و التاريخ والجغرافيا و الفلسفة، إلى جانب الإعادة في الانجليزية والفرنسية و التاريخ و الجغرافيا و الفلسفة بالنسبة لثلاث شعب أخرى، وهي الرياضيات وتقني رياضي و تسيير واقتصاد، مشيرة أن التعداد العام للمترشحين المعنيين بالإعادة الجزئية للبكالوريا يمثل 38 بالمائة من مجموع المترشحين للبكالوريا ، في حين يمثل المترشحون المعنيون بالمواد المشتركة نسبة 21 بالمائة››.
وبعد أن ذكرت بأن تاريخ سحب الاستدعاءات مع تحديد المؤسسات المدرسية التي ستُجرى فيها الامتحانات سيتم ابتداء من 13 جوان الجاري، قدمت الوزيرة بالمناسبة تطمينات للمترشحين ولجميع الجماعة التربوية أن الامتحان الجزئي للبكالوريا ‘’ سيكون على نفس النمط العلمي والبيداغوجي المعتاد وفي نفس ظروف سير الامتحانات والتصحيح المتعارف عليها، مبرزة بأن الوزارة ستنشر كل المعلومات المتعلقة بكيفيات تنظيم وسير الامتحانات التي سيعاد تنظيمها على مستوى المؤسسات ومديريات التربية بالولايات وكذا على الموقع الالكتروني للوزارة.
وأثناء تطرقها للحديث عن رزنامة الامتحانات، قالت أنه تم تحديدها على نحو يمكّن المترشحين من أن يكونوا في اريحية خلال شهر رمضان حيث تقرر بموجب ذلك أن يكون امتحان الرياضيات يوم الاثنين 20 جوان من الـ 9 صباحا إلى منتصف النهار والنصف، على أن يجرى امتحان العلوم يوم الأربعاء 22 جوان من الـ 9 صباحا إلى الواحدة والنصف بعد الظهر.
أما امتحان الفيزياء فسيتم إجراؤه يوم الخميس 23 جوان من 9 صباحا إلى منتصف النهار والنصف.
وبخصوص التلاميذ الذين تم إقصاؤهم من المشاركة في البكالوريا بسبب وصولهم المتأخر إلى مراكز الإجراء أكدت ممثلة الحكومة أنه سيسمح للمترشحين الذين وصلوا متأخرين في المواد التي سيعاد تنظيمها بإعادة إجراء البكالوريا في حين سيقصى الذين تورطوا في عمليات الغش وقالت ‘’ إن المترشحين الذين تم التأكد من تورطهم في عمليات الغش على ضوء التقارير المحررة، غير معنيين بإعادة الاختبارات عملا بالتنظيم الساري المفعول.
من جهة أخرى، أفادت المتحدثة بأنه سيتم الإبقاء على جهاز التصحيح وإعلان النتائج لجميع الامتحانات والمسابقات كما هو، في حين سيتم إعلان نتائج البكالوريا لجميع الشعب في نفس التاريخ المحدد بالأسبوع الثاني من شهر جويلية.
وحرصت بن غبريط على توجيه دعوة باسم قطاعها للمترشحين بمواصلة الجهد والمثابرة للحصول على الشهادة التي تفتح له أبواب الجامعة ، كما وجهت نداء إلى كل الفاعلين المتدخلين للتحلي باليقظة ، مؤكدة عزمها على بذل ما أمكن من الجهود للحفاظ على مصداقية هذا الامتحان، ‘’ من خلال تكريس مبدأ الاستحقاق والاعتراف بالجهد المبذول.
وقررت وزيرة التربية بذات المناسبة إبقاء أبواب الثانويات مفتوحة أمام التلاميذ المعنيين بالإعادة الجزئية لامتحان البكالوريا مع تأكيد التزامها أيضا بتوفير المرافقة النفسية بفضل تجنيد مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي.
نحو تغيير نمط وطريقة تنظيم رزنامة الامتحانات الوطنية
على صعيد آخر، أكدت بن غبريط خلال ذات الندوة التي حضرها عدد من الشركاء الاجتماعيين للقطاع، عزم وزارة التربية الوطنية على استخلاص الدروس مما عبرت عنه بالتجربة الأليمة، وقالت "إن تغيير نمط وطريقة تنظيم رزنامة الامتحانات الوطنية، خاصة البكالوريا أصبح أكثر من ضرورة اليوم " وذكرت بالمناسبة بأن دائرتها الوزارية ستعرض عن قريب نتائج اللجنة المشتركة ( وزارة – شركاء اجتماعيين ) التي أقيمت لهذا الغرض، مضيفة " لقد بات من الضروري التأقلم والتكيف، مراعاة للتطور المتسارع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال››.
وأعربت بن غبريط في الكلمة التي ألقتها خلال ذات اللقاء، دون أن تفتح المجال للصحافيين لطرح أسئلتهم قبل انصرافها، عن قناعتها بأن " العمل على تسريب مواضيع البكالوريا محاولة لتخريب البلد " مضيفة "...دون المساس بمجريات التحقيق واستباق الأحداث فيما يخص التحريات التي تجريها المصالح المختصة للأمن ، يمكننا الجزم بأن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا العمل الإجرامي، كانوا يريدون ضرب بلدنا في أهم ما يكسب وهو نظام التربية والتعليم "وأشادت بالمناسبة بما اعتبرته إظهار المجتمع لنضج وبصيرة من خلال تضامنه مع الجماعة التربوية وتنديده بما أسمته " المناورة الخطيرة المعادية للوطن" مؤكدة في ذات الوقت بأن ما يبعث عن الارتياح هو موقف التلاميذ وأوليائهم من هذه الأعمال بعد أن عبروا عن استنكارهم الشديد للتسريبات وتضامنوا مع الشركاء الاجتماعيين للمحافظة على مصداقية البكالوريا من خلال موافقتهم على إعادة الامتحان جزئيا " رغم وقع الصدمة عليهم".
عبد الحكيم أسابع