80 ألف موقع إلكتروني بالجزائر أغلبها ذات توطين أجنبي
دعا أمس خبراء في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال إلى ضرورة بلورة استراتيجية وطنية من أجل تنمية وتطوير صناعة المحتوى الرقمي المحلي، مؤكدين على ضرورة الإسراع في اعتماد صيغة الدفع الإلكتروني باعتبار أن ذلك أصبح ضرورة ملحة لتطوير المحتوى الجزائري، وتوطين المواقع الجزائرية في الجزائر باعتبار أن عملية التوطين في الخارج تكلف أموالا باهضة.
وأكد المتدخلون في الطبعة الثانية لمنتدى ‘’ موبيليس ‘’ حول ‘’ إنشاء وتطوير محتوى رقمي محلي ‘’ أنه غياب الدفع الإلكتروني ‘’ عبر النات ‘’ يعد أهم معرقل لتطور صناعة المحتويات والمضامين الرقمية وتطورها في البلاد وفي هذا الصدد دعا نسيم الوناس المدير العام لشركة ‘’ ماد آند كوم’’ المتخصصة إلى ضرورة خلق آليات جديدة لدعم المؤسسات الصغيرة الناشئة التي تعمل على تطوير البحوث التي تسعى لصناعة المحتويات الوطنية، ملفتا إلى أن الشركات الشبانية الناشئة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لا تحتاج اليوم إلى الحواسيب والأجهزة لممارسة بحوثها بقدر ما هي بحاجة إلى تمويل بحوثها من أجل إصدار المحتوى الوطني، وقال ‘’ إن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لا تأخذ بعين الاعتبار هذا النوع من المؤسسات لذلك من الواجب على الدولة وسائر المتدخلين المعنيين تخصيص الدعم الكافي لتنفيذ مشاريع تطوير المحتويات والمضامين المحلية’’.
وأبرز المتحدث أهمية تدخل جميع الفاعلين من أجل القضاء على العراقيل الحالية التي تحول دون تطوير وتنمية المحتوى الرقمي الوطني، سيما مشكل غياب الدفع الإلكتروني الذي قال أنه المعرقل الأساسي للمشتغلين في الميدان.من جهة أخرى دعا الوناس، إلى إنشاء ‹› مرصد وطني لتكنولوجيات الإعلام والاتصال ‹› يكلف بتقييم «استهلاك الانترنت» في الجزائر بغية إجراء تقييم حقيقي بما يسهم كما قال - في تحسين صورة الجزائر عالميا، مسجلا في هذا السياق إلى أن الحديث الذي يجري عن ‹› وجود الجزائر في ذيل الترتيب في مجال الأنترنيت وعموم تكنولوجيات الاتصال الحديثة، غير صحيح ‹› مضيفا ‹› إن الجزائر رائدة في العديد من جوانب تكنولوجيات الإعلام والاتصال ولكن غياب هيئة متخصصة لتسويق صورتها جعل جهات ما تصنفها في ذيل الترتيب وهذا غير صحيح، لذلك أؤكد بانه من الضروري تقديم إحصائيات عن الواقع الرقمي الجزائري››.
وفي ذات السياق أشار مدير التنمية بالوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية، محمد لكروم إلى أن الجزائر تتوفر اليوم على حوالي 80 ألف موقع على شبكة الانترنيت غير أن 5650 موقع فقط مسجلة تحت اسم نطاق الجزائر .’’ دي زاد’’ فيما نجد سائر المواقع المتبقية تم توطينها من خلال مؤسسات أجنبية.
وشدد المتحدث على ضرورة البحث عن الحلول الملائمة لحل إشكالية تمويل والاستثمار في مجال صناعة المحتوى الوطني الذي يتناسب مع المجتمع الجزائري وخصوصياته لما له من أهمية في الانتقال إلى اقتصاديات المعرفة. كما أكد على ضرورة خلق مراكز ‘’ داتا ‘’ من أجل تسهيل توطين المواقع الجزائرية والاستغناء بالتالي عن التوجه مستقبلا لتوطينها في الخارج.
وأثناء تدخله أكد أحمد مهدي عمر عياش رئيس مؤسسة ‹›كوناكست›› المتخصصة في خدمات الانترنيت وبرمجة المواقع والاستشارة، بأن إنتاج المحتوى الرقمي الوطني يعد عاملا جوهرياً لبناء قطاع تكنولوجيا معلوماتي مبدع، وقال ‹› من خلال تطوير المحتوى الرقمي المحلي سيتم تعزيز الاتصال والتواصل المتبادل بين الشركات والأفراد محلياً وعالمياً›› وحث في هذا الصدد على ضرورة توعية كل المعنيين بضرورة مشاركة الجميع في إثراء المحتوى الرقمي المحلي، وكذا حول أهمية وضع إستراتيجية وطنية لصناعة المحتوى الرقمي الجزائري، و إنجاز بنية تشاركية محفزة لهذه الصناعة وحاضنة لها، مؤكدا بدوره على ضرورة التعجيل بإطلاق عملية الدفع الإلكتروني لتسهيل تسويق المنتجين للمحتويات التي ينتجونها.
ويرى أنيس صويلح، مسير شركة متخصصة في التطبيقات الهاتفية، من جهته بأن المتعاملين ليسوا وحدهم المسؤولين على تطوير المحتوى الوطني على أجهزة الهواتف المحمولة الذكية في الجزائر وإنما كل السلطات العمومية والمؤسسات العمومية والخاصة معنية.
وقال ‘’ إن المشكل القائم اليوم ليس في غياب المحتوى المحلي للتطبيقات الهاتفية لكن المشكل يكمن في غياب الدفع الإلكتروني مما يحرم المنتجين لهذه المحتويات من بيع ما ينتجونه للزبائن على نطاق أوسع ما يجعل الامر متوقف على تسويق ذات المحتويات للشركات فقط باعتبار أن الزبائن العاديين ( المواطنين ) لا يملكون طريقة إلكترونية للدفع والحصول على ما يريدونه مما يجعلهم يكتفون بالحصول على التطبيقات والمحتويات المجانية ‘’.
وكان الرئيس المدير العام لموبيليس، سعد دامة قد أشار في افتتاح المنتدى، أن الهدف من هذه المبادرة هو تمكين الصحفيين الجزائريين من «إثراء معارفهم» في مجال التكنولوجيات الحديثة.
ع.أسابع