قال محمد الصالح بولطيف الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أن التقرير النهائي للتحقيق في حادث سقوط طائرة سويفت أير في مالي العام الماضي سيقدم في ديسمبر المقبل، وتعهد بمعالجة مسألة التأخيرات في المواعيد وتحسين الخدمات بعد استلام الأسطول الجديد للشركة، وقال أن هذه الأخيرة تعرف في الوقت الحالي إعادة هيكلة عامة مست مختلف مستوياها، وكشف عن شبكة جديدة للأجور سيعلن عنها بعد أشهر قليلة، وبالنسبة للاستثمارات المرصودة إلى غاية 2017 والمقدرة ب 79 مليار دينار يؤكد أنها متأتية من قرض بنكي ولا يوجد فيها سنتيم واحد من الخزينة العمومية، ولا تعتزم الشركة استئجار أي طائرة لنقل الحجاج خلال الموسم الحالي بل ستتكفل بهم بطائراتها الكبيرة التي استملت والتي ستستلمها خلال الثلاثة أشهر المقبلة.
قدّم الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف خلال نزوله أمس ضيفا على منتدى جريدة «ليبرتي» صورة عامة عن الإمكانات التي تحوز عليها الشركة في الوقت الحالي وعن عملية إعادة الهيكلة التي تعرفها حاليا، وكذا عن برنامج تطويرها وتوسيع مجالات عملها مستقبلا إلى غاية 2017، و أعطى بولطيف الانطباع بأن الشركة تسير من يوم لآخر نحو المزيد من تحسين الخدمات المقدمة للزبائن ونحو التكيف أكثر مع المتطلبات والمعايير الدولية المعمول بها في مجال الطيران المدني، معتبرا إياها سفيرا للجزائر.
وكشف المتحدث في هذا السياق أن الشركة تحوز اليوم على 43 طائرة 42منها لنقل المسافرين وواحدة فقط لنقل البضائع، وبعد استلام 16 طائرة جديدة نهاية العام المقبل سيصبح أسطول الشركة يضم في المجموع 59 طائرة، و يبلغ معدل عمر الطائرات حاليا 10,6 سنوات وسينخفض نهاية 2016 إلى 7 سنوات فقط، كما تسيّر الشركة في الوقت الحالي رحلات نحو 37 وجهة دولية و33 وجهة داخلية عبر 36 مطارا على المستوى الوطني.
وقد استلمت الشركة طائرة «إيرباص» من نوع أ330-200 من أصل ثلاث طلبتها، وهي مزودة بتجهيزات تقنية متطورة خاصة على مستوى قمرة القيادة على أن تستلم الطائرتان المتبقيتان في ماي وجوان المقبلين، وتسلمت أيضا طائرة واحدة من نوع أ-تي أر، وكشف بولطيف أن نوع إيرباص سيقدم مستقبلا خدمات الهاتف الجوال والانترنيت» ويفي» وقد تم توجيه طلب لسلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية لهذا الغرض.
وفي إطار تجديد الأسطول سيتم استلام الطائرة الأولى الكبيرة من نوع «بوينغ» 737-800 في جويلية المقبل، ومن أصل 16 طائرة جديدة هناك إثنتان مخصصتان لنقل البضائع وهما قابلتان التحويل لنقل المسافرين عند الحاجة.
وقد حققت الشركة زيادة معتبرة في نقل المسافرين العام الماضي قدرت بـ10 بالمائة، بحيث بلغت 5,2 مليون مسافر مقارنة بالعام الذي سبقه 4,8 مليون مسافر، بحصة قدرت بـ 52 بالمائة من السوق الدولية في العام المنصرم، علما أن حوالي 20 شركة أجنبية تعمل حاليا في السوق الوطنية، أما رقم أعمال الشركة فقد وصل العام الماضي إلى 77 مليار دينار بعدما كان في العام الذي سبقه 59.6 مليار دينار.
وبالنسبة لبرنامجها التوسعي المستقبلي تعتزم الجوية الجزائرية فتح 13 خطا دوليا جديدا أغلبها نحو القارة الإفريقية مع بداية العام 2017، و كذا نحو الصين وكندا.
وتحدث بولطيف عن برنامج إعادة هيكلة الشركة الذي وافقت عليه السلطات العمومية حيث تم استحداث أربعة فروع جديدة منها فرع خاص ببيع التذاكر عن طريق الواب بعد ابرام اتفاقية مع البنك الوطني الجزائري لهذا الغرض، واستحداث أربع مديريات جديدة أيضا، أما بالنسبة للاستثمارات فأغلبها موجهة لتجديد الأسطول وتبلغ قيمتها 79 مليار دينار متأتية عن طريق قرض بنكي ولا يوجد منها سنيتم واحد من الخزينة العمومية.
وعاد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية للكثير من المسائل التي تهم المسافر مباشرة والتي تؤرقه منذ سنوات على رأسها مسألة احترام المواعيد، حيث تعهد بولطيف في هذا الشأن بتحسين الخدمة والالتزام بدقة بالمواعيد بعد الحصول على الأسطول الجديد وتنفيذ برنامج التكوين الخاص بكل موظفي الشركة على كافة المستويات، وقال أن نسبة الالتزام بالمواعيد حاليا تبلغ 72 بالمائة، وبالنسبة للتكوين تحدث عن تكوين 200 طيار حاليا في اكسفورد ببريطانيا، وتكوين 150 من المضيفين وتكوين الاعوان التقنيين هنا في الجزائر.
واعتبر بولطيف أن الشركة تقدم أجورا محترمة لمنتسبيها مقارنة بمستوى المعيشة في بلادنا، وقال أن ملفا كاملا مطروح اليوم على مكتب دراسات جزائري لوضع بيان هرمي للأجور سينتهي إعداده نهاية الصيف بالتعاون مع الفرنسيين والاتراك وستقدم بعد ذلك شبكة جديدة للأجور.
التقرير النهائي عن حادثة سقوط بمالي نهاية العام:
وفي تعليقه عن التقرير الذي قدمه المكتب الفرنسي للتحقيقات في قضية سقوط طائرة «سويفت آير» الصيف الماضي بمالي أوضح بولطيف أن ما قدمه المكتب المذكور يوم الثاني مارس هو عبارة عن بيان صحفي وليس تقريرا نهائيا، وقال أن التقرير النهائي سيقدم نهاية العام الجاري مشيرا مرة أخرى أن الطائرة التي تحطمت ليست جزائرية وأن الجوية الجزائرية ضحية في هذه القضية، وأنها استأجرت الطائرة من شركة أوربية وبطاقم أوربي لكن البيان الذي قدمه المكتب الفرنسي يبين ان الخطأ كان بشريا وأن تعامل الطاقم مع الحالة التي أصابت الطائرة لم يكن في المستوى، خاصة وأن طائرة من نفس الشركة كانت قد تعرضت لنفس الحالة قبل شهر لكن تصرف طاقم الطائرة كان في المستوى وتم في الأخير إنقاذ الطائرة وركابها.
ونفى المتحدث توظيف أو ترقية أي شخص في الشركة بطرق غير قانونية، موضحا أن لجانا خاصة هي من يقوم بذلك، وانه يعمل على ترسيخ نظام التقييم عند أي ترقية أو توظيف دائم، و بشأن التحضير لموسم الحج أكد أن الشركة لن تستأجر هذا العام اي طائرة لنقل الحجيج لأنها بعد استلامها طائرة الإيرباص الجديدة وفي انتظار تسلم أخرى ستتكفل لوحدها بحجاجنا، كما نفى الأخبار التي راجت أمس حول منع السلطات السعودية استقبال أي طائرة جزائرية فوق مطاراتها، وقال أنه أول أمس فقط تم تسيير ثماني رحلات نحو جدة والمدينة، وأمس كانت مبرمجة سبع أخرى لنقل المعتمرين.
أما بشأن الأمن والحفاظ على الأمتعة فقد رد بأن ضياع الامتعة يحدث في كل مطارات العام، و في مطاراتنا يعتمد على كاميرات المراقبة التي تستعملها الشرطةوقد تم العام الماضي ضبط 43 حالة سرقة، مشددا أنه أعطى تعليمة بأن كل من يضبط متلبسا بسرقة متاع المسافرين يطرد مباشرة من العمل.
م- عدنان