دعت نقابات في قطاع التربية الوطنية مدراء المؤسسات التعليمية إلى التقيد بما يتضمنه النظام الداخلي للمؤسسة بشأن شكل الهندام والمظهر الخارجي للتلميذ، مع ضرورة التنسيق مع الوزارة لغلق المجال أمام المبادرات الفردية، وتفادي إدخال المدرسة في الصراع الإيديولوجي، في وقت تحاشت وزارة التربية الخوض في الموضوع، مكتفية بالتأكيد أنها لم تصدر أي قرار أو بيان في هذا الشأن.
لم تدل وزارة التربية الوطنية بموقفها من إجراءات اتخذها مؤخرا بعض مسيري المؤسسات التعليمية بخصوص الهندام المحترم، وتفادي اللباس القصير والسراويل الضيقة، وتحاشت ذات الهيئة على لسان مصدر مسؤول التعليق على هذه الخطوة، مكتفية بالتأكيد أنه لم يصدر بيان من جانبها يلزم التلاميذ بنمط معين من اللباس وتحليقة الشعر، إذ يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة على النظام الداخلي للمؤسسات التربوية في انتظار المصادقة عليه، الذي يتضمن الخطوط العريضة لسير المؤسسات دون الخوض في التفاصيل.
في حين دعت نقابات التربية، من بينها «الكنابست» إلى ضرورة تدخل الوصاية لإلزام مدراء المؤسسات التعليمية بالتقيد بما ينص عليه النظام الداخلي لكل مؤسسة، سيما وأن الأولياء يطلعون على مضمونه كل بداية سنة دراسية ويوقعون عليه، كما يتم التصديق عليه من قبل مصالح الحالة المدنية، ورفض رئيس التنظيم «مزيان مريان» التعليق على محتوى قرارات بعض مسيري المؤسسات التربوية المتخذة تزامنا مع انطلاق الموسم الدراسي، بحجة فرض الانضباط والقضاء على الظواهر السلبية التي طالت القطاع، جراء عدم التزام التلاميذ باللباس المحترم وإفراطهم في اتباع آخر صيحات الموضة، خاصة بالنسبة لقصات الشعر التي يختارها الذكور، لأن الأمر يتعلق في اعتقاد المصدر بمبدأ عدم شرعية تجاوز النظام الداخلي للمؤسسة، والاجتهاد في المواضيع التفصيلية، منها ما تعلق بنوعية اللباس، دون العودة إلى الوزارة، ورفض مزيان مريان بشدة أن يصدر كل مدير مدرسة قانونه الخاص، لأن المنطق يفرض الخضوع للوصاية التي تسهر على تنظيم العلاقة ما بين التلميذ والمدرسة.
وكشف من جهته مسعود عمراوي عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين عن إعداد مشروع جديد للنظام الداخلي للمؤسسات التعليمية من قبل الوصاية وبمساهمة النقابات، في انتظار المصادقة عليه من قبل المسؤولة الأولى عن القطاع، وهو يتضمن محاور شاملة عن كيفية سير المؤسسات وعلاقتها بالنقابات ومديريات التربية والوزارة، وكيفية تنظيم العلاقة ما بين الأستاذ والتلميذ والإدارة، ومن بين ما ينص عليه الهندام المحترم دون أن يخوض في التفاصيل الدقيقة، مضيفا أن المربين يحرصون على أن يتوجه التلاميذ والطلبة إلى المدارس في مظهر لائق وبلباس محترم.
وأثار عاشور إيدير رئيس نقابة ثانويات الجزائر، قضية الإطار العام للمؤسسات التربوية الذي لا يمكن الخروج عنه، أي القانون الداخلي، فضلا عن سلطة مجلس تسيير المؤسسة، الذي يشارك في عضويته ممثلو التلاميذ والعمال والإدارة، ويتولى جميعهم إعداد القانون الداخلي للمؤسسة بطريقة توافقية، من أجل تسيير ناجع للمؤسسة، دون إقحام الإديولوجية في عملية التسيير، مقابل التقيد بالنظام الداخلي، أي عدم الخوض في الجانب الفيزيولوجي للتلاميذ، معتقدا بأن شكل اللباس وحلق الشعر هي خيارات فردية لا ينبغي التدخل فيها، وفسر المصدر تحرك الوصاية لوضع حد للجدل، بانشغالها بالأمور الاستعجالية، من بينها توفير الكتاب المدرسي وفتح المطاعم وإنهاء إجراءات تحويل العمال والأساتذة، فضلا عن أنها المرة الأولى التي يثار فيها هذا النقاش، لذلك فضلت الوزارة التريث.
وفي نظر عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ السيد بن شطارة محمد فإن اللباس والهندام بصورة عامة وحلق الشعر وانعدام التجانس في المظهر الخارجي للتلاميذ، هي من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الطفل وتجعله غير مكترث لاتباع السلوكات التي تفرضها حرمة المدرسة، مقترحا أن يشارك الأولياء مع المؤسسات التعليمية في ضبط التفاصيل الدقيقة، بدل تشجيع أبنائهم على التمادي في اختيار طبيعة الهندام، مؤيدا فكرة توحيد اللباس على غرار ما هو معمول به في بلدان عدة، بهدف إخفاء الفوارق الاجتماعية وجعل التلاميذ سواسية، وكذا فرض الاحترام والانضباط داخل المدرسة، مع أهمية تمكين التلاميذ من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية والرياضية لما لها من تأثير إيجابي على سلوك ونفسية التلميذ بصورة عامة.
لطيفة/ب