توصلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى اتفاق مبدئي مع اللاعب الدولي السابق رابح ماجر لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز، الذي تم ترسيم قرار الاستغناء عن خدماته خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد الأربعاء الماضي، في انتظار التوصل إلى طريقة قانونية لفسخ عقده الإداري، كما أن ماجر من المرتقب أن يجلس إلى طاولة المحادثات مع رئيس الفاف خير الدين زطشي يوم الاثنين القادم، لحسم المفاوضات حول بنود العقد المقترح وكذا الأهداف المسطرة، ولو أن صاحب «الكعب الذهبي» أصبح يتواجد في خانة أكبر المرشحين لقيادة الخضر، بعد شطب اسم المغترب جمال بلماضي من القائمة، عقب رفضه العرض المبدئي التي
تقدمت به الفيدرالية.
مصدر جد مقرب من المكتب الفيدرالي كشف للنصر أن الإتحادية بادرت إلى التفاوض مع مناجير بلماضي سهرة الأربعاء، بالاتصال به هاتفيا، غير أن رد هذا الأخير كان بعدم الموافقة على مقترح الفاف، دون تقديم الأسباب التي كانت وراء هذا الموقف، رغم أن بلماضي كان قد أعلن في وقت ليس ببعيد عن تحمسه لتدريب النخبة الوطنية، والسعي للعمل من أجل إخراج الخضر من الوضعية التي يمرون بها منذ قرابة سنة، غير أنه اعتذر رسميا بمجرد الاتصال به، وهو الذي يشرف حاليا على تدريب نادي الدحيل القطري، بعدما كان قد تولى مهمة قيادة منتخب قطر.
ولعل ما يجعل ماجر أكبر المرشحين لخلافة لوكاس ألكاراز تمسك أعضاء المكتب الفيدرالي في إجتماعهم الأخير بخيار المدرب الجزائري، والإجماع على اقتراح قائمة مصغرة تضم مبدئيا اسمي بلماضي و ماجر، لتفادي سيناريو أفريل الماضي، لما التزم الرئيس الجديد للاتحادية زطشي سرية تامة في المفاوضات التي كان يجريها مع عديد التقنيين الأجانب، لتكون نتيجة هذه الطريقة جلب مدرب «نكرة»، فتح قرار تعيينه باب التساؤلات على مصراعيه في الوسط الرياضي الجزائري، على اعتبار أن السواد الأعظم من الجزائريين لم يكن يعرف هذا التقني، رغم أن الرهان كان على مدرب «عالمي»، بصرف النظر عن الأزمة التي طفت على السطح داخل المكتب الفيدرالي بخصوص كيفية جلب هذا المدرب، في غياب أي اسشارة وسط أعضاء الهيئة التنفيذية.
وانطلاقا من هذه الوضعية فإن رئيس الفاف إرتأى الرمي بالكرة في مرمى المكتب الفيدرالي لتقرير مصير ألكاراز، ومن ثمة رسم المعالم الأساسية لرواق المحادثات مع المرشحين لتولي مهمة تدريب المنتخب في المستقبل القريب، بغية التأكيد على أن القرارات الحاسمة تتخذ بالإجماع، وإسقاط فكرة إنفراد رئيس الفاف و نائبيه حداد و ولد زميرلي بمناقشة القضايا الهامة، خاصة أن زطشي بادر إلى تنصيب لجنة موسعة تضم 5 أعضاء من المكتب الفيدرالي، مهمتها الأساسية تشريح الوضعية الراهنة للنخبة الجزائرية، سيما بعد «نكسة» تصفيات مونديال روسيا، وهي اللجنة التي يتواجد فيها كل من رشيد قاسمي، محمد معوش، العربي أومعمر وعمار بهلول، تحت رئاسة بشير ولد زميرلي، الذي أسندت له مهمة إدارة شؤون المنتخبات الوطنية رفقة حكيم مدان، بعد انسحاب جهيد زفزاف من هذا المنصب لأسباب شخصية.
وأوضح مصدر النصر بأن خيار ماجر لقي إجماعا وسط أعضاء المكتب الفيدرالي، لأن صاحب «الكعب الذهبي» يتواجد ضمن الطاقم المساهم في تسيير شؤون الكرة الجزائرية، بعدما عينه زطشي في ماي الفارط في منصب سفير للجزائر على مستوى الهيئات الكروية الدولية (الكاف والفيفا)، وكذا مستشار تقني للاتحادية، ما يجعله على دراية بالوضع الحالي للنخبة الوطنية، ولو أن رئيس الفاف ـ يؤكد مصدرنا ـ حاول الإبتعاد نسبيا عن هذا الاختيار، والبحث عن ورقة أخرى من شأنها أن توسع مجال المفاوضات، وتبقي ماجر في منصبه، لكن خيار بلماضي سقط بمجرد الإتصال به.
وخلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن ترسيم صفقة ماجر سيكون بعد حسم الاتحادية في الإشكال الإداري الذي اصطدمت به بخصوص صيغة فسخ العقد الذي كان يربطها بالإسباني ألكاراز، لأن هذا التقني كان قد غادر أرض الوطن بنية قضاء عطلة مع عائلته، على أساس أن يعود مجددا إلى الجزائر لإستئناف عمله أوائل شهر نوفمبر القادم، بغية التحضير لمباراة نيجيريا، لكن هذه الرحلة ستكون بلا رجعة، لأن مسؤولي الاتحادية ـ يؤكد مصدرنا ـ توصلوا إلى اتفاق مبدئي مع المكلف بأعمال ألكاراز بخصوص صيغة الطلاق بين الطرفين، دون طرح القضية على طاولة الفيفا للمطالبة بإجمالي المستحقات، وعليه فإن ماجر و في حال موافقته رسميا على تدريب الخضر، سيباشر عمله في اللقاء المقبل أمام نيجيريا.
بالموازاة مع ذلك كشف مصدرنا أن بوعلام شارف لم يوافق بعد على شغل منصب مدير المنتخبات الوطنية، وتولي مهمة قيادة المنتخب الأولمبي، لأن هذه الأمور تبقى مجرد مقترحات طرحها أعضاء المكتب الفيدرالي للنقاش خلال إجتماع الأربعاء المنصرم، في انتظار جلسة العمل التي يرتقب أن يعقدها الرئيس زطشي هذا الاثنين مع رابح سعدان، الذي يبقى أكبر مرشح لإعتلاء منصب المدير الفني الوطني.
ص / فرطــاس
المكتب الفيدرالي يعود إلى خيار "الهندسة الجزائرية"
جسدت المقترحات التي خرج بها أعضاء المكتب الفيدرالي من جلسة الأربعاء الماضي ميل القائمين على تسيير شؤون المنظومة الكروية الوطنية، إلى «الهندسة الجزائرية» كخيار حتمي سعيا لإيجاد مخرج عاجل من الأزمة التي دخلتها منتخباتنا، سيما المنتخب الأول الذي عاد إلى نقطة الصفر، بعد تألقه وبلوغه العالمية بتنشيط ثمن نهائي مونديال البرازيل، ليتحول هذا التألق إلى «نكسة» كبيرة، تجلت أكثر في الإقصاء المبكر من دورة «كان 2017»، و الفشل في التأهل إلى مونديال روسيا.
هذا الطرح تجلى في جميع الإقتراحات التي درستها الهيئة التنفيذية للإتحادية في إجتماعها الأخير، حيث كانت كل الأسماء الذي تم ترشيحها لشغل جميع المناصب التي لها علاقة بالجانب التقني حاملة للجنسية الجزائرية، وسبق لها التواجد في مناصب على مستوى المنتخبات، انطلاقا من المدير الفني الوطني المقترح رابح سعدان، الذي كان قد أشرف على تدريب الخضر في العديد من المناسبات منذ منتصف الثمانينيات، مرورا ببوعلام شارف، الذي يبقى من أبرز التقنيين الذين تتلمذوا على يد «الشيخ»، والذي اقترحه أعضاء المكتب الفيدرالي لشغل منصب مدير المنتخبات الوطنية، وصولا إلى الثنائي رباح ماجر وجمال بلماضي، بصرف النظر عن اقتراح شغل بيرة منصب مستشار مكلف بمتابعة منتخبات الشبان، والتقني الشاب محمد مخازني، الذي تبقى عودته للعمل مع منتخب الأواسط ممكنة، حيث تولى تدريب هذه الفئة على مدار سنتين، قبل أن يتم الاستغناء عنه في 2016.
إلى ذلك فإن حصر قائمة المرشحين لقيادة النخبة الوطنية في الثنائي بلماضي وماجر جاء ليؤكد بأن المكتب الفيدرالي الحالي اقتنع بأن خيار المدرب الأجنبي، لم يعد مجديا، على الأقل في الفترة الراهنة، لأن تجربة الإسباني ألكاراز كانت فاشلة، خاصة وأن هذه الصفقة كانت الاختبار الأول لخير الدين زطشي، كونه تسلم مشعل تسيير شؤون الكرة الجزائرية والمنتخب لا يتوفر على مدرب رسمي، لتتواصل «النكسات» منذ جوان 2016، لما دخل الخضر في «دوّامة» الاإستقرار، عقب رحيل الفرنسي غوركوف، وخيار «الهندسة الإسبانية» ، لم يكن كافيا لإعادة القاطرة إلى السكة، و لغة الأرقام تحصر حصيلة ألكاراز في انتصارين، أحدهما رسمي على حساب الطوغو في تصفيات «كان 2019»، والآخر وديا أمام غينيا، مقابل تلقي 3 هزائم في تصفيات مونديال روسيا، وهي حصيلة زادتها المشاكل الداخلية سلبية، ولم تختلف عن التي سجلها البلجيكي جورج ليكنس في ظرف 3 أشهر، بصرف النظر عن تجربة الصربي ميلوفان راييفاتس، التي مرت بسرعة البرق.
هذه المعطيات تثبت بأن المنتخب الوطني افتقد كثيرا لعامل الاستقرار، لتداول 3 تقنيين أجانب على قيادته في 12 شهرا، وضعية دفعت بأعضاء المكتب الفيدرالي إلى العودة إلى خيار «التقني الجزائري» لإيجاد حلول ميدانية أكثر نجاعة، لأن آخر مرة تولى فيها تقني «محلي» مهمة تدريب الخضر كانت في جوان 2011، و انهاء مهام عبد الحق بن شيحة بعد «زلزال» مراكش أحدث القطيعة مع هذا الخيار، سيما وأنها أعقبت فترة «ذهبية» لوحيد حليلوزيتش، بقيادته المنتخب إلى «العالمية» في البرازيل.
ص / فرطــاس