خلف حادث دهس ارتكبه سائق سيارة نفعية وقعت في منتصف نهار أمس الثلاثاء بالقرب من ثانوية ومدرسة ابتدائية ببلدية بوقرة بولاية البليدة 04 قتلى هم تلميذ وتلميذة، ورجل و امرأة، كما خلف الحادث 12 مصابا من بينهم 07 جرحى في حالة خطيرة تم وضعهم تحت العناية المركزة بمستشفى فرانتز فانون.
اهتز أمس سكان مدينة بوقرة بولاية البليدة في يوم ثلاثاء أسود على وقع حادث دهس ارتكبه سائق سيارة نفعية من نوع « رونو اكسبار» يكون في عقده السادس، بحيث في حدود منتصف النهار وثمانية دقائق (12:08سا)، وحينما التلاميذ يغادرون الثانوية التقنية الشهيد الطيب العقبي وابتدائية الشهيد حمزة محمد المتجاورتين بحي عين الباردة متوجيهن إلى منازلهم، فاجأتهم سيارة مجنونة دهست كل من كان في طريقها وسط دهشة وصدمة كبيرتين.
وحسب مدير الصحة لولاية البليدة أحمد جمعي فإن الحصيلة النهائية تتمثل في 04 قتلى و12 جريحا، والقتلى هم التلميذ المدعو( ب ز) يبلغ من العمر 13 سنة والتلميذة المدعوة ( ق ن)تبلغ من العمر 13سنة، إلى جانب رجل (ق ع) يبلغ من العمر 68 سنة، وسيدة ( م ف) تبلغ من العمر 66سنة، أما باقي الجرحى فأغلبهم من التلاميذ المتمدرسين بالثانوية التقنية والمدرسة الابتدائية، بحيث قدر عدد الجرحى من التلاميذ ب11تلميذا، و05 من المارة الذين كانوا بالقرب من مسرح الحادث.
وحسب شهود عيان فإن الحادثة وقعت مباشرة بعد خروج تلاميذ الثانوية التقنية والمدرسة الابتدائية من الأقسام، وفي تلك الأثناء قدمت السيارة بسرعة متوسطة كانت تذهب يمينا وشمالا، ودهست كل من وجدته في طريقها، ثم اصطدمت بعمود كهربائي، وذكرت نفس المصادر بأن سائق السيارة يوجد من بين المصابين بعد أن اصطدمت السيارة بعمود كهربائي.
وذكر في هذا السياق مصدر آخر ببلدية بوقرة بأن السائق مصاب بمرض الصرع، كما يعاني من داء السكري، ويرجح حسب نفس المصدر أن يكون السائق قد أصيب بالصرع أو أغمي عليه نتيجة انخفاض مستوى السكر في الجسم، ولهذا لم يتحكم في قيادة السيارة، وتسبب في دهس عدد من التلاميذ والمارة، وما رفع حصيلة الحادثة هي تزامنها مع وقت خروج التلاميذ من المتقنة والمدرسة الابتدائية، بحيث وجدت السيارة جمعا غفيرا من التلاميذ يغادرون المؤسستين فدهستهم، ولهذا كانت حصيلة الضحايا أكبر في أوساط التلاميذ.
ويذكر شهود عيان بأن حي عين الباردة شهد أمس مأساة حقيقية، بحيث بقي الجرحى لعدة لحظات يصارعون الألم في الطريق قبل وصول مصالح الحماية التي جندت 06 سيارات إسعاف لنقلهم إلى المستشفيات، ويذكر السكان المجاورون أنهم لم يستوعبوا حجم الكارثة والمشهد المأساوي، بحيث في ظرف دقائق فقط تحول المكان إلى تراجيديا.
ويذكر في هذا السياق شاهد عيان كان قريبا من مسرح الحادثة بأن السيارة كانت تسير بسرعة متوسطة، ويضيف بأن السائق يرجح أنه لم يكن في وعيه، بحيث كانت السيارة تذهب تارة يمينا وتارة شمالا، إلى أن وصلت إلى جدار المتقنة ودهست عددا من التلاميذ والمارة، ويضيف بأنه لم يصدق ما حدث ولم يستطيع وصف لنا صورة الضحايا وهم ساقطون على الأرض، واختصر المشهد لنا بقوله بأن هذا الصور لم يشاهدها إلا في أفلام الرعب.
كما يذكر أحد السكان كان بجوار مسرح الحادث، بأنه سمع الصراخ، ولما التفت واقترب من المكان لم يستطع وصف هول الحادثة، ولم يستوعب تلك الصور للضحايا وهم ساقطون على الأرض يصرخون.
كما أكد شاهد عيان آخر بأن هذا المشهد ذكرهم بسنوات التسعينات وما عاشته هذه المنطقة من ويلات الإرهاب، وقال بأن الخبر انتشر في البداية وسط بعض السكان على أنه عمل إرهابي، و بعدها تم التأكد من أن العملية تتعلق بدهس قام به شخص يرجح أنه كان فاقدا للوعي.
تسجيل عشرات حالات الإغماء وسط أقارب الضحايا
لحظات بعد وقوع الحادث تنقلت سيارات الإسعاف إلى عين المكان لنقل المصابين إلى المستشفيات، بحيث جندت مصالح الحماية المدينة حسب مسؤول الإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية البليدة عادل الزغيمي 06 سيارات إسعاف بعد أن تلقت وحدة الحماية المدنية لدائرة بوقرة الدعم من وحدتي الأربعاء وبوينان.
انتشار الخبر سريعا وسط السكان، أدى إلى وقوع عدة حالات إغماء وسط النساء اللواتي يتمدرس أطفالهن بالثانوية والمدرسة الابتدائية.
وبعد لحظات فقط من الحادث، خرجت عشرات العائلات من النساء والرجال للبحث عن ذويهم ، بحيث تجمهر أمام مسرح الحادثة مئات الأشخاص بحثا عن ذويهم، مما عرقل نسبيا عمل مصالح الحماية المدنية، بعد سقوط عشرات الضحايا الآخرين نتيجة الإغماءات، حيث اكتظت بهم العيادة المتعددة الخدمات ببوقرة، في حين تم تحويل الجرحى إلى مستشفى بن بوالعيد للأطفال ومستشفى فرانتز فانون بمدينة البليدة.
حالة طوارئ بمستشفيات البليدة
لم تتوقف طيلة نهار أمس صفارات سيارات الإسعاف بالطريق الوطني رقم 29 الرابط بين مدينة بوقرة وعاصمة الولاية البليدة، أمام حجم الكارثة، وجندت مصالح الحماية المدنية والمصالح الاستشفائية عشرات سيارات الإسعاف لنقل المصابين، كما شهدت أمس المستشفيات حالة طوارئ، وتم تجنيد كل الطواقم الطبية للتكفل بالمصابين، وفي نفس الوقت تم إطلاق عبر صفحات التواصل الاجتماعي نداءات للمواطنين للتبرع بالدم للضحايا.
و عرف مساء أمس مستشفى بن بوالعيد للأطفال حالة طوارئ، وتم استدعاء عدد من الأطباء للتكفل بكل المصابين، وفي نفس الوقت تنقلت عشرات العائلات من سكان بلدية بوقرة للاطمئنان على حالة ذويهم الجرحى، ونفس المشهد شهدته مصلحة الاستعجالات بمستشفى فرانتز فانون التي استقبلت أغلب الجرحى، بحيث شهد حركية غير عادية، كما أن نفس المشهد سجل أمس بالعيادة المتعددة الخدمات ببوقرة التي استقبلت عددا من الضحايا، وحالات الإغماء وسط أقارب الضحايا.
من جانب آخر ذكر مدير الصحة لولاية البليدة في تصريح للنصر مساء أمس بأنه تم تسجيل خروج جريحين من المستشفى لإصاباتهما الخفيفة،أما باقي الجرحى فقد خضع أغلبهم لعمليات جراحية بمصلحة الاستعجالات بمستشفى فرانتز فانون ومصلحة طب الأطفال بمستشفى بن بوالعيد.
الأمن يفتح تحقيقا مع السائق
ذكرت أمس مصادر أمنية بأن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الحادث، وينتظر استجواب السائق الذي كان من ضمن المصابين بعد أن اصطدمت سيارته بعمود كهربائي، وينتظر أن يتم التحقيق معه لمعرفة حالته الصحية، والظروف التي كان يقود فيها السيارة المجنونة التي أدت إلى قتل 04 أشخاص وإصابة 12 آخرين، في حين تفيد المعلومات الأولية بأن السائق مصاب بأمراض مزمنة، وأثناء وقوع الحادث كان فاقدا للوعي.
نورالدين- ع