الشّـبـكـة الاسـتـدلالـيــة الجــديـــدة للأجـــــور والتــرقـيــات تـقــسّـم نـقــابــات التـربـيــة
استبعدت تنسيقية نقابات التربية أمس شن احتجاج للتعبير عن موقفها من الشبكة الاستدلالية لمرتبات عمال القطاع التي تم الإفراج عنها أول أمس، بسبب تحفظها عن بعض مضمونها، مصرة في ذات السياق على ضرورة أن تلتزم الوزارة بالتوصيات التي خلصت إليها لجنة مراجعة القانون الأساسي لعمال التربية المنصبة سنة 2015.
اجتمعت تنسيقية أمس نقابات التربية بمقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لدراسة محتوى الشبكة الاستدلالية للأجور، التي نشرتها قبل يومين وزارة التربية الوطنية عبر موقعها الإلكتروني، وتباينت مواقف التنظيمات النقابية بشأن الشبكة الجديدة التي كانت محور مفاوضات مستمرة منذ العام 2015، فقد أبدت بعضها رضاها عن الإجراءات التي تضمنتها، خاصة في شقها المتعلق بترقية أساتذة الطور الابتدائي الذين استفادوا من زيادات لا بأس بها في الأجور، بعد أن تمت ترقيتهم من الرتبة 11 إلى الرتبة 12، ما يعادل زيادة في الراتب الشهري بقيمة 3 آلاف دج، كما حظي المستشارون والنظار بأعلى زيادة تقدر بحوالي 6 آلاف دج شهريا، في حين أبدت نقابات أخرى تحفظها بحجة أن الشبكة الاستدلالية الجديدة لم تنصف كافة الأساتذة.
وبحسب عاشور إيدير رئيس مجلس ثانويات الجزائر «الكلا»، فإن اللقاء المنعقد أمس خصص لتقييم الشبكة الاستدلالية، وليس لاتخاذ قرار محدد بشأن كيفية الرد على إجراءات وزارة التربية الوطنية، موضحا بأن لقاءات ستعقدها النقابات الخمس الممثلة لتنسيقية عمال التربية على مستوى قواعدها العمالية، بغرض الوصول إلى مواقف موحدة بشأن الشبكة، لكون الترقيات الجديدة المعلن عنها من قبل الوصاية منذ حوالي يومين، لم تكن في مستوى طموح كافة الأساتذة، لأنها لم تنصف وفق تقديره أساتذة الطورين المتوسط والابتدائي، الذين استفادوا من أقل نسبة من الزيادة في الأجور، ويرى المصدر بأن الوزارة لم تأخذ بعين الاعتبار التوصيات التي خرجت بها لجنة مراجعة القانون الأساسي لعمال القطاع، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه مسعود بوديبة العضو القيادي في نقابة الكنابست.
وفي تقدير رئيس مجلس ثانويات الجزائر فإن الزيادة في الأجور لا تمس في الواقع سوى 3 بالمائة فقط من عمال القطاع، على اعتبار أنها خصت بدرجة كبيرة النظار والمقتصدين الذين لا يمثلون نسبة هامة ضمن عمال القطاع، وبشأن أساتذة الابتدائي الذين تمت ترقيتهم إلى الرتبة 12، أفاد المتحدث بأن هذا الإجراء أيضا خص عددا محدودا من أساتذة الطور الابتدائي، على اعتبار أن معظمهم تمت ترقيتم إلى الرتبة 12 في فترات سابقة، وأن الإجراء الأخير قام بتسوية الحالات العالقة فحسب، من ضمنهم الأساتذة الحاصلين على شهادات في الدراسات المعمقة، في حين تطالب تنسيقية نقابات قطاع التربية الوطنية بتوسيع الزيادة في الأجور لتخص كافة عمال القطاع دون استثناء أي الأطوار التعليمية الثلاثة وكذا الأسلاك المشتركة، بغرض تحقيق العدالة والإنصاف والمساواة والمساهمة في استقرار القطاع.
واستبعد المصدر أن تبادر نقابات التربية إلى تنظيم حركات احتجاجية خلال ما تبقى من الموسم الدراسي، نظرا لعدم ملاءمة الظرف المتزامن مع التحضير لامتحانات نهاية السنة، وكذا انشغال الأولياء بإعداد أبنائهم لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، فضلا عن حرص الأساتذة على إتمام كافة البرنامج الدراسية في الموعد، لكنه هدد بالدخول في إضراب مفتوح مع بداية السنة الدراسة المقبلة، في حال لم تقدم الوزارة على فتح ملف الترقيات من جديد، ومعالجة الاختلالات التي ترى نقابات التربية بأنها ما تزال تعيب الشبكة الاستدلالية للترقيات. لطيفة/ب
