كشف أمس وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى أن مصالحه بصدد عقد لقاء وطني نهاية الشهر الجاري بوهران، لمناقشة ظاهرة التيارات الدينية مع دراسة أهم السبل
و الحلول لمعالجتها ودراسة أثارها السلبية على استقرار المجتمع.
اللقاء الوطني حسب محمد عيسى في كلمته الافتتاحية للملتقى المذهب المالكي بولاية عين الدفلى، تشارك فيه نخبة من العلماء و الباحثين من مراكز البحث المتخصصة إلى جانب مصالح الدولة بمختلف تفرعاتها، للخروج بخطة متكاملة لمعالجة ظاهرة النحل أو التيارات التي تتناقض مع المرجعية الجزائرية، و المتمثلة في المذهب المالكي الذي يشكل رافدا في الحفاظ على المرجعية الفقهية وترقيتها، ضمانا لوحدة الوطن وتماسك المجتمع من مختلف التيارات التي باتت تهدد استقراره وكيانه.
وأشار إلى أن هذا الاتجاه الفقهي لم يثن الجزائريين رغم عوادي الزمن وتقلبات الأيام عن التمسك به و الرجوع إليه في شؤونهم العامة ودينهم مع التفتح كما قال على التراث الفقهي الثري المتنوع، محذرا من المد الهدام الذي بدأ كما قال ينتج في مخابر أجنبية لزعزعة استقرار الأوطان، حيث جعلت المذهب الشافعي غريبا في مصر و الحنبلي في الخليج و المملكة والمذهب المالكي في المغرب العربي، تنفق من أجل ذلك كما قال ملايين الدولارات لإضعاف سند هذه الآمة في العلم وبث التفرقة ونشر الحقائد حتى يصبح الشخص ينتصر لطائفته أكثر من انتمائه إلى الإسلام ، وهي إرادة خبيثة من استعمار جديد كما قال لنشر خطاب الكراهية والتفرقة ، وفي المقابل نبه وزير القطاع محمد عيسى إلى النعرات الفكرية التي باتت تسوقها بعض الفضائيات الجزائرية التي امتطت السماوات المفتوحة لتدمير كيان الأمة بأفكار غريبة وفتاوى متشددة ومتطرفة غير مقبولة في مجتمعنا المجند وراء مرجعيته الدينية ، حيث تسعى الوزارة الوصية حسب الوزير مع عدة أطراف من بينها هيئة ضبط السمعي البصري لحصر وضبط الفتوى عبر الفضائيات ومسار النقاش والمسائل الدينية التي تهدد استقرار و أمن الجزائريين ، بإعتبار أن البلاد تعيش مرحلة ما بعد الإرهاب وهي تجربة الوقاية من التشتت و التفرقة التي تريد بعض التيارات فرضها من جديد ، معتبرا الدين الإسلامي جامعا للكلمة وليس سببا لتخريب و تدمير ما تم بناؤه من فكر إنساني وحضاري .
وبغية تمكين الباحثين و العلماء من نشر البحوث العلمية الخاصة بالمذهب و اتجاهاته الفقهية، رصدت الوزارة حسب محمد عيسى غلافا ماليا قدر بنحو 10مليار سنتيم، تتكفل مؤسسة الطباعة "العصر" بالمهمة لنشر الأبحاث ومرافقة العلماء لطبع إنتاجاتهم الفكرية.
وينعقد ملتقى المذهب المالكي في طبعته 14 بعين الدفلى يضيف محمد عيسى في زمن استعادت فيه البلاد عافيتها ومن هنا جاء ترسيم هذا الملتقى الذي ينمو ويتسع بفضل العلماء لنستهدي بنور علمهم فيما يتعلق بالاجتهاد و الاستنباط وتعلم أدب الاختلاف واحترام الرأي و الركون إلى الحق بدون تعصب.
ملتقى المذهب المالكي من مرحلة التأسيس إلى موضوع الاتجاه المقاصدي يكون قد قطع أشواطا من حيث التنظيم و المشاركة المتعددة للعلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حيث يشارك في هذه الطبعة أزيد من 80 محاضرا على مدار ثلاثة أيام من بينهم الدكتور توفيق رمضان البوطي من جامعة دمشق، أسامة الرفاعي مفتي عكار لبنان، عبد الله العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، المفكر اريك جيوفري الباحث في الفكر الإسلامي.
هشام ج
