نسيم مبروك حضّر مفاجأة بنقل والدته وجدته لآداء مناسك العمرة ففاجأه الموت
هو الرقيب في صفوف الجيش الوطني الشعبي ابن مدينة عين البيضاء بأم البواقي نسيم مبروك، الذي حضّر مفاجأة لوالدته وجدته بإتمامه الإجراءات الإدارية لنقلهما لآداء مناسك العمرة، غير أن الموت فاجأه فشكل فاجعة لوالديه وأهله وكل مقربيه، فهو الذكر الوحيد لوالده الذي يعيل أسرة من أربعة أفراد.
نسيم مبروك المولود سنة 1991 وصاحب الـ27 ربيعا، تمدرس في مرحلة الابتدائي بمدينة واد نيني، لينتقل بعدها للدراسة بثانوية فكيرينة، أين توقف عن الدراسة في السنة الثالثة ثانوي لعدم توفيقه في نيل شهادة البكالوريا، يكشف والده مبروك عمار للنصر بأنه ترك المجال مفتوحا أمام ابنه الذي أحسن تربيته، بين الالتحاق بمؤسسة من الأجهزة الأمنية أو الانضمام لأحد معاهد التكوين المهني أو مواصلة الدراسة سعيا وراء الظفر بشهادة البكالوريا والالتحاق بمقاعد الجامعة، غير أن ابنه فضل الالتحاق بصفوف الجيش الوطني بعد مشاورات حثيثة بينه وبين محيطه ومقربيه، ليقرر الالتحاق بالمؤسسة العسكرية من بوابة ثكنة ولاية خنشلة، أين تدرب بها ثم تنقل لإحدى ثكنات مدينة بوسعادة وتدرب بها طيلة سنة كاملة، ثم حول لثكنة بولاية تيندوف أين شارف على إتمام عامه الرابع هناك.
يكشف عمي عمار والد فقيد الواجب الوطني نسيم مبروك وهو الذي بدا راضيا بقضاء الله وقدره، بأنه تنقل للعيش بمدينة عين البيضاء قادما من بلدية واد نيني ليستقر بحي ابن رشد على طول طريق خنشلة، أين شرع ابنه في تشييد سكن خاص به في الطابق العلوي لسكنه، تحضيرا لزفافه، مشيرا بأنه تفاجأ بأن ابنه وخلال الإجازة الأخيرة التي مكث فيها فترة 13 يوما بين والدته وأفراد العائلة، أتم فيها إجراءات نقل والدته وجدته لمكة المكرمة لآداء مناسك العمرة دون علمهما، غير أن الموت غيبه بلا رجعة وشكل مفاجأة مدوية لكل العائلة، وبين الوالد بأنه تنقل لمدينة بوفاريك بالبليدة أين خضع تحت إشراف فرقة الدرك الوطني لتحاليل الحمض النووي، بعد أن تعذر معرفة جثة ابنه، في الوقت الذي أشرفت فيه فرقة الدرك الوطني بعين البيضاء على اقتطاع عينات من دم ولعاب زوجته والدة نسيم بعد أن قدموا منها داخل المنزل العائلي.
محدثنا أوضح بأن ابنه المتوفي البالغ من العمر 27 سنة، هو الثاني بعد ابنته المتزوجة البالغة من العمر 29 سنة والرابع وسط شقيقتيه الأخرتين البالغتين من العمر 22 و24 سنة، مضيفا بأنه راض عن فلذة كبده وصفح عنه قائلا “نسيم ابني راهو مسامح دنيا وآخرة”، مبينا بأنه تلقى التعازي من زملاء ابنه في الدراسة الذين قدموا لمنزله، وبينوا بأن ابنه مثال للأخلاق وسط أترابه، وتلقى التعازي كذلك من رفاقه في السلاح من تيندوف وبوسعادة وغيرها من المناطق، وختم والد نسيم حديثه بأن ابنه لم تتبق إلا فترة 3 أشهر ليترقى من رتبة رقيب إلى رقيب أول غير أن القدر جعله يفارق الدنيا إلى الأبد.
أحمد ذيب