تأكيد على دور التعددية الثقافية في تحسين جودة التعليم
أكد أول أمس، أساتذة من جامعات وطنية وأجنبية شاركوا في ملتقى دولي، نظم بكلية الآداب واللغات بجامعة قسنطينة01، حول التعددية الثقافية والتعليم، أن العديد من الدراسات أثبتت دور الانفتاح الثقافي في تحسين جودة ومستوى التعليم، لأن التعددية تكرس احترام ثقافات المجموعات المتنوعة وتساعد على توسيع آفاق التواصل و التعبير و تسهل الوصول إلى المعلومة و مواكبة التطور و التعامل مع مفرزات العولمة.
مداخلات اللقاء، توزعت حول خمسة محاور، تعلقت بالهوية والدراسات الثقافية و التعليم الثقافي والتدريب الاحترافي و التعليم و الاختلاف، فضلا عن التعليم العالمي، و جاءت حسب منسقة اللقاء أمينة قريش، بهدف تقريب وجهات النظر حول تكريس التعددية الثقافية في ميدان التعليم كأساس لتطوير ورسم الخرائط التعليمية والمجتمعية التي تواكب العولمة ومكانة اللغة الإنجليزية كلغة عالمية مشتركة، وكذا مناقشة المناهج الجديدة المتعددة الأوجه لإحدى القضايا الأساسية في عصرنا، وهي العولمة وإشكال الثقافات العالمية التي نتجت عنها.
وحسب رئيس قسم الآداب واللغة الإنجليزية بجامعة قالمة عبد الكريم دخاخنة، فإن المجتمع في العصر الرقمي أصبح متجانسا ثقافيا، في ظل تعزيز التقاليد الثقافية المتعددة ضمن نطاق واحد، مؤكدا أن الأمر ضاعف الحاجة بين مؤلفي الكتب المدرسية والمعلمين لتحقيق التوازن والاحتفاظ بالهوية الوطنية وتطوير فهم الطلاب الثقافي للغة الأجنبية.
وأشار، إلى أن رئيس الجمهورية، أعطى مؤخرا الضوء الأخضر لتدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وهذه القرارات السياسة لها تأثير مباشر على شعور الطلاب تجاه أنفسهم وهويتهم الثقافية، مطالبا بضرورة أن يتم تأهيل اللغة الإنجليزية في المستقبل على جميع المستويات ليتحدث بها الطلاب بطلاقة، بشرط أن تحترم في مضامينها العادات والقيم والدين والثقافة المحلية.
ويجب بحسب دخاخنة، أن تصور في الكتب المدرسية الثقافات المحلية وليس الأجنبية فقط، وذلك من أجل تعزيز شعور الانتماء إلى رقعة جغرافية تعرف بالتراث اللغوي والثقافي والتاريخي، بما يسمح بإجراء مقارنة مع الآخر لأجل الحصول على صورة ذاتية.
وأشار المتحدث، إلى أن تصوير الثقافات الأجنبية في الكتب المدرسية، لا يخلو من القومية المبتذلة التي تظهر فيها ثقافة الربوتات والثقافات العابرة للحدود، مشددا على ضرورة مراجعة الكتب المدرسية و التأكد من أن مواضيعها تعزز الانتماء. وأوضح، أن الهدف من تعليم اللغة الإنجليزية، هو مساعدة المجتمع على الاندماج بانسجام ومرونة في زمن الحداثة عبر التحدث بها، بما يتيح للفرد فرصة الوصول إلى العلوم والتكنولوجيا والثقافة وتجنب موقف التثاقف.
من جانبه قال الدكتور مايكل بيرم، من جامعة ديرهم بإنجلترا، في مداخلته حول القيمة والمسؤولية الأخلاقية في تدريس اللغات بين الثقافات، أن التعددية الثقافية مفهوم إشكالي متعدد التعريفات تحدده الحقول المعرفية، وأن التعليم متعدد الثقافات واحد من بين أهم الفروع التي تحتاج إلى الدراسة، كون المؤسسات التعليمية اليوم تضم طلابا ومعلمين من خلفيات ثقافية متنوعة.
وشدد على أهمية التنشئة الاجتماعية التعليمية، من خلال توفير التعليم المتوافق مع حقوق الطفل والإنسان وتطوير ثقافة الديمقراطية، وتعليم الطلاب مهارات النقاش والحوار والقبول، وكذا تشجيعهم على أن يكونوا قادة رأي في مجتمعاتهم ينبذون التمييز العنصري والعنف.
وأضاف، أن تعليم اللغات الأجنبية له دور فعال في التنشئة الاجتماعية القيمية والثقافية فضلا على أن اللغة تعتبر أداة رابطة بين جيل وجيل، وتحافظ على وحدة تماسك المجتمع مشيرا في ذات السياق، إلى أن اللغات الأجنبية بالنسبة للمعلمين ليست مجرد مهارة اتصال و تدريب بل رسالة تعليمية و إنسانية.
وقالت، أمينة قريش أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية، بجامعة منتوري، بأن مفهوم التعددية الثقافية يعني تعايش عدد مختلف من الثقافات في مجتمع واحد، وهو مصطلح يتم التطرق إليه في العديد من المجالات أهمها المجال الثقافي و الاجتماعي والتعليمي. و أوضحت أن العديد من الدراسات توصلت إلى أن التعددية الثقافية التعليمية لها أثار إيجابية، بحيث لا تقوم بتنمية مهارات الطالب اللغوية والتقنية وفقط، بل تعده نفسيا وفكريا لأن يصبح مواطنا منفتحا على الغير، قادرا على الاندماج و التفاعل أثناء السفر للعمل أو للدراسة أو للسياحة.
لينة دلول