شددت الأخصائية النفسانية العيادية سميرة الهاني بعداش، على أهمية الصحة النفسية في علاج الأمراض المزمنة بما في ذلك مرض السرطان، وقالت إن المرافقة النفسية لمريضات سرطان الثدي تعد جزءا من رحلة العلاج، لذلك يجب علينا أن نضبط استراتيجية متابعة تبدأ مع أولى لحظات التشخيص، و تستمر خلال كل مراحل المرض وصولا إلى محطة التشافي، مع التركيز على آلية العلاج الجماعي و العلاج بالمرآة.
واعتبرت المعالجة النفسانية بمستشفى أحمد عروة، بزيغود يوسف بقسنطينة، هذه الخطوة مصيرية لأن الجانب النفسي هو الحامل أو الدعامة التي تستند إليها المرأة خلال معركتها العلاجية، مؤكدة بأن أول ما يجب القيام به هو احتواؤها من طرف الأسرة ومحيطها القريب وضمان الدعم المعنوي الكافي لها، خصوصا من قبل الزوج الذي يشكل أهم حلقة في سلسلة الداعمين.
مضيفة، أن البداية تكون بتعزيز تقبلها للإصابة و تخفيف أثر الصدمة النفسية، ومن ثم التهوين من المشكلة قدر الإمكان عن طريق تجاوز فكرة الموت، لأن الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الوفاة في مرحلة لاحقة، لأن الطب تطور و الشفاء أصبح ممكنا بدليل تزايد نسب النجاح و ارتفاع معدل الحياة بين المريضات.
وقالت بعداش، إن الإنكار هو أكثر ما يضعف قدرة الجسم على التعافي لأن التقبل يسمح للمريضة بالتعامل بشكل إيجابي أكبر مع حالتها ومتابعتها بأمل أكبر في الشفاء، الذي بات يتحقق بنسبة مائة في المائة في الحالة الكشف المبكر كما أكدت.
وحسب المعالجة النفسانية، فإنه على المريضة أن لا تنغلق على نفسها وأن تطلب المساعدة النفسية، وتحاول الاستفادة من التجارب السابقة لمريضات استطعن تحدي المرض وفزن عليه، مشيرة إلى أن العلاج الجماعي يشكل أحد الآليات المثالية والناجعة جدا في مثل هذه الحالات. وقالت، إن التقنية متوفرة ويمكن للنساء الاستفادة منها على مستوى جمعية واحة لمريضات السرطان بقسنطينة، مؤكدة أن هذه الخطوة تسمح للمريضات بالتعامل ببساطة أكثر مع المرض، والاندماج بشكل أسرع وبسلاسة في عملية العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، وتقبل التغيرات الجسمانية التي تنجر عن هذا النوع من التدخلات العلاجية.
وأضافت، بأن دور الزوج والأسرة في هذه المرحلة مهم جدا، إذ يتعين عليه أولا التعامل بحذر وبلطف و عطف مع الزوجة المريضة، ولما لا حلق شعره كنوع من التضامن والدعم، كما يمكن أن يلتزم الأبناء بنفس الحمية الغذائية التي تخضع لها الأم طوال فترة العلاج الكيماوي، كي تتمكن المريضة من تقبل التغيرات التي تطرأ على جسدها و تكون أقل توترا وضعفا.
كما تحدثت الأخصائية، عن تقنية علاجية نفسية جديدة، تتمثل في المرآة أو المواجهة المباشرة للمريضة مع مرآتها لتقبل آثار عملية الاستئصال والتعود على الوضع، كي تتجاوز تأثير الصدمة أوالإنكار الذي قد يرافقها طويلا ويستمر معها حتى بعد الشفاء، فيتسبب لها في انتكاسة نفسية وبالتالي صحية.
وأوضحت المتحدثة، أن هذه التقنية الأمريكية مستجدة وتعد قاسية نوعا ما، ولذلك فإن عملية التحضير لاعتمادها تكون مسبقة، أي أنه يجب أولا تحضير المريضة للموقف وتوقع كل ردود أفعالها و استباق طريقة التدخل للتحكم فيها بشكل جيد قبل مواجهة المرآة للمرآة أول مرة سواء بعد سقوط شعرها بفعل العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، أو بعد استئصال الثدي، علما أن المرافقة النفسية يجب كذلك أن تسبق و تتبع العلاجين.وأشارت سميرة بعداش، إلى أن الحديث عن الرعاية و التكفل النفسيين يشمل كذلك الرجال مرضى السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، وحتى وإن كان الرجل أقدر على التقبل كما قالت، فإنه لا يمكن إغفال دور مرافقته نفسيا خلال مرحلة علاجه، سواء من طرف عائلته أو أخصائيين نفسانيين. هدى طابي