أكد أطباء مختصون في مجال أمراض النساء و التوليد، أن مستوى الرعاية الصحية الخاصة بالحوامل في حالات خطرة والحالات التي تعاني ضعفا في الخصوبة، عرف تطورا ملحوظا في الجزائر في غضون العشرين سنة الماضية، حيث بلغت نسبة الشفاء من العقم حوالي 35 بالمائة.
واعتبر المشاركون في فعاليات الطبعة الثامنة للملتقى الدولي الدراسي حول أمراض النساء و التوليد، ومرض سرطان الثدي والعقم والتلقيح الاصطناعي، بأن ما تحقق إلى غاية الآن مهم جدا ويرجع إلى تطور مستوى التكوين الطبي في الجزائر، مع ذلك فقد تمت الإشارة خلال اللقاء الذي احتضنه فندق ماريوت، إلى تسجيل ارتفاع في معدلات ضعف الخصوبة بين الأزواج.
وقدر البروفيسور منار لحمر، رئيس مصلحة الولادة بمستشفى قسنطينة الجامعي النسبة بحوالي 25 بالمائة، موضحا بأن الأمر مرتبط بجملة من العوامل أولها عامل السن، إذ ارتفع سن الزواج في بلادنا إلى 30 سنة عند المرأة، وهو ما أثر سلبا على حظوظها في الإنجاب بفعل تراجع مخزون البويضات.
كما يلعب التلوث دورا كبيرا في المشكلة، لأنه يؤثر بشكل مباشر على صحة وخصوبة الطرفين، وحذر كذلك من تأثيرات الموجات المغناطيسية للهواتف و الأجهزة الإلكترونية عموما على الخصوبة لدى الرجل والمرأة، إذ يتم التعامل حسبه، مع حالات مختلفة ترتبط بضعف البويضة والحيوان المنوي وبشكل كبير. وأضاف لحمر، بأن الرقم يبقى نسبيا، نظرا لعدم اشتماله على حالات الأزواج الذين يرفضون الفحص، مع ذلك أكد، بأن الحلول موجودة وأن مستوى التكفل بحالات العقم وضعف الخصوبة عرف تطورا ملحوظا في بلادنا خلال عشرين سنة.
نجاح حالات حمل لمريضات سرطان وقصور كلوي
مشيرا، إلى الدور الكبير الذي لعبه القطاع الخاص في توفير رافد إضافي مكمل لجهود المؤسسات الاستشفائية العمومية، وأكد أن التجهيزات باتت متوفرة في العيادات و المخابر الطبية، وأن نسبة نجاح عمليات التلقيح الاصطناعي و الحقن المجهري صارت مشجعة جدا ولا تقل عن النسب المحققة في الخارج، والتي تبقى متفاوتتا بحسب الحالات وطبيعتها واختلافاتها.
وشدد الطبيب، في هذا الشق، على أهمية المتابعة الصحية قبل الزواج خصوصا في ظل توفر كل الإمكانيات الطبية في بلادنا وقال، إنه يتعين على المرأة أن تخضع لفحص وقائي، وأن تهتم بنوعية ما تأكله، وتنتبه لمؤشرات السكري والضغط الدموي والغدد والهرمونات، وطمأن أن تطور العلم بات يسمح بتجميد بويضات المرأة المصابة بالسرطان و التي تخضع للعلاج عن طريق الأشعة، حتى تستطيع الحمل بعد الشفاء، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من القصور الكلوي ويخضعن للتصفية عن طريق الجهاز، مؤكدا تسجيل حالات ناجحة لسيدات تمكن من الإنجاب بعد تخطي المرض.
أكثر أمراض النساء شيوعا في الجزائر
من جانبه، ذكر الدكتور محمد بوكرو، رئيس الجمعية الوطنية لأطباء أمراض النساء والتوليد الخواص، أن واقع الرعاية الصحية الخاصة بالمرضى في تطور مستمر، ولكن الوقاية تبقى بحسبه شرطا رئيسيا لتحسين واقع الصحة العمومية أكثر.
وأشار، إلى تسجيل نسب متقاربة فيما يتعلق بأمراض النساء في بلادنا، خصوصا حالات سرطان الثدي الذي يأتي في الصدارة إلى جانب مرض بطانة الرحم المهاجرة، المتعلق بوجود نسيج دخيل مشابه لبطانة الرحم في منطقة الحوض، ما يؤثر على صحة وأداء باقي الأعضاء على غرار المبيضين، وقناة فالوب، إلى جانب المثانة وصولا إلى الأمعاء.
واعتبر بوكرو، بأن العقم يطرح كمشكل متزايد في المجتمع الجزائري، مؤكدا تسجيل ارتفاع في حالات ضعف الخصوبة وتراجع القدرة على الإنجاب، غير أنه أكد من جهة ثانية، بأن العلاج صار متاحا في الجزائر، وقال إن كل التقنيات والتجهيزات متوفرة، وأن المريضة لم تعد بحاجة للسفر إلى الخارج لإجراء عمليات التلقيح و الحقن وتجميد البويضات وغير ذلك، لأن نسب النجاح في الداخل مشجعة جدا، حيث يسمح التكفل النوعي بعلاج 30 إلى 35 بالمائة من الحالات.
من جانب آخر، شكلت الوفيات بسبب الحمل عالي الخطورة، أحد محاور النقاش خلال الملقى الدراسي المنظم من قبل خلال الملتقى الذي تنظمه جمعية أطباء النساء و التوليد الخاصين بقسنطينة، بمشاركة عشر دول أجنبية، حيث كشف البروفيسور منار بلحمر، أن هناك مخاوف دائمة ترافق هذا النوع من الحمل، وأن الخطورة تمس بدرجة كبيرة النساء اللواتي خضعن مسبقا للولادة القيصرية، والمصابات بالسكرى والضغط الدموي، أو من يملكن فصيلة دم نادرة، متحدثا عن تسجيل انخفاض في معدلات الوفيات من 120 امرأة في كل 1000 ولادة، إلى رقم 40 في كل 1000.
وقال، إن دراسة ميدانية أجريت في مستشفى قسنطينة الجامعي، بينت تراجع النسبة في المؤسسة إلى 23 حالة وفاة في كل 1000 حالة حمل عالي الخطورة وهي نتائج جد مشجعة حسبه وتعكس تحسن مستوى التكفل.
يذكر أن المشاركين في الملتقى، ناقشوا عدة محاول أخرى من قبيل جديد طرق العلاج داخل وخارج الوطن، كما عرفت الفعالية تنظيم ورشات عمل مفتوحة قدمها أطباء مختصون حول مستجدات العلاج الطبي والجراحي في اختصاص أمراض النساء والتوليد.
هدى طابي