الاثنين 14 أكتوبر 2024 الموافق لـ 10 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

متدخلون في ملتقى حول الدور التعليمي والتربوي بجامعة البرج : الزوايا تعرضت للتشويه والمغالطات البعيدة عن حقيقتها

أجمع، يوم أمس، أساتذة وباحثون ومشايخ، يتقدمهم الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، وزير الدولة عميد جامع الجزائر الأعظم ورئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، على الدور البارزللزوايا الدينية التي تمثل ركيزة أساسية في المجتمع الجزائري، لما تؤديه من دورفي الحفاظ على الهوية الوطنية ونشر قيم التسامح والاعتدال، ولما كان لها من دور إبان الثورة التحريرية في صون العقيدة والهوية من محاولات الاستلاب والتشويه، موجهين دعوات إلى تعزيز تواجدها وسط المجتمع لنقل مرجعيتها الوسطية المعتدلة للأجيال القادمة، مع التشديد على أبعادها عن حملات التشويه والمغالطات.

الزوايا جزء لا يتجزأ من النسيح الاجتماعي والثقافي

وركز، مختلف المتدخلون في الملتقى الوطني الأول المنظم من قبل جامعة محمد البشير الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، بالتعاون مع الزاوية الطاهرية القاسمية، حول(الرسالة التربوية والتعليمية للزوايا العلمية، زاوية الهامل القاسمية أنموذجا)، على أهمية التعريف بدور الزوايا، وابعادها عن النظرة السطحية، داعين إلىالعمل على دعم هذه المؤسسات وتطويرها، حتى تستمر في أداء دورها في المجتمع، مشيرين إلى أن الزوايا الدينية في الجزائر عموما، وزاوية الهامل خصوصا، جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للبلاد، ومن أهم الصروح التاريخية التي تجمع بين العلم والعبادة، إذ كانت ولا تزال تلعب دورا محوريا في الحفاظ على الهوية الجزائرية ونشر قيم التسامح والاعتدال.

دور الزوايا لم يقتصر على الرسالة الدينية بل تعداها إلى التربية والتعليم

كما أكد مدير الجامعة، على أن هذا الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على الدور التاريخي والحضاري للزوايا العلمية في الجزائر، ودورها في نشر العلم والمعرفة وتوجيه الشباب، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المجتمع المعاصر، مع إحاطته بالتجارب الناجحة للزوايا في مجال التعليم والتوجيه، وتبادل الخبرات بين الباحثين والمختصين في هذا المجال، إذ شارك في هذا الملتقى نخبة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالتراث الإسلامي، حيث تم ضبط برنامج لتقديم المحاضرات والورش العلمية على مدار يومين كاملين، كما تم تنظيم جلسات نقاشية حيوية حول دور الزوايا في الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الإسلامية.

كان للزاويا دور هام في مجابهة محاولات الاستلاب والفرنسة

وأكد رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، على أن الزوايا شغلت حيزا واسعا في النطاق التاريخي والجغرافي، وشكلت أنموذجا يحتذى به في تدبير المجتمع، والنهوض به، ذلك أن منطلقها قام على الجمع والتكامل بين حقول معرفية،حيث أصبحت عنوانا لمرجعية مؤسسة لشخصية جزائرية منسجمة معتقدا وفقها وتصوفا، بواسطة مشايخها ومريديها، الذين أدوا مهمة التبليغ والحفاظ على الهوية الجزائرية، التي كانت دائما معرضة للإستلاب بفعل الكيد الخارجي، لا سيما خلال فترة الاحتلال.
وتم التأكيد في مختلف التدخلات، على أن الزوايا ولاسيما العلمية منها، بذلت ما يستحق التنويه والذكر من الجهد الروحي والتربوي، بمقاماتها وأحوالها، وبطرقها وروادها، كما قدمتالكثير من العطاء العلمي، فضلا عن دورها المحوري ابان الثورة، بقيادةمؤسسها الأول الشيخ محمد بن أبي القاسم الحسني الهاملي، الذي وقف نفسه وما ملك على الزاوية، ومرتاديها وجعل من نفسه قدوة في مقاومة الاحتلال الفرنسي، كما لا تزال الزاوية القاسمية، بفروعها المنتشرة عبر الوطن، ومع الزوايا الأخرى، تعمل لأداء رسالتها التربوية والتعليمية، على أحسن وجه، إذ تتميز الزوايا الدينية بكونها حاضنة للعلوم الشرعية واللغات، كما أنها تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، ففيها يتعلم الطلاب القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى العلوم الأخرى كاللغة العربية والفقه والتاريخ.

الشيخ محمد المأمون القاسمي
يجب تعزيز دور الزوايا العلمية كمرجعية دينية للأجيال القادمة


أكد، الشيخ محمد المامون القاسمي الحسني، على الدور البارز للزوايا العلمية، كحِصن منيع في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة، وحماية هويتها من محاولات الاستلاب والادماج في الثقافات الغربية.
وشدد، الشيخ محمد المأمون القاسمي، وزير الدولة وعميد جامع الجزائر الأعظم ورئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، في كلمة ألقاها حول دور الزوايا العلمية في التربية والتعليم، خلال الملتقى الوطني المنظم بجامعة الابراهيمي ببرج بوعريريج، على أهمية نقل (الزوايا العلمية) كمرجعية دينية إلى الأجيال القادمة، مؤكدا أن هذه المؤسسات الدينية لعبتدورا أساسيافي حمايةالشعب الجزائري من محاولات الفرنسة خلال فترة الاستعمار.
واستعرض الشيخ القاسيمي كيف تصدت (الزوايا العلمية) لمشروع التبشير والتنصير، الذي حاولت فرنسا فرضه،مبيناأنهذه المؤسساتكانت بمثابة حصن منيع للدين والمبادئ الإسلامية، وأنها حمت هوية الشعب من محاولات القضاء عليها.
وشدد الشيخ على أهمية تفعيل دورها، في الوقت الراهن، والتأكيد على دورها في تعليم الأجيال القادمة، وتثقيفهم بدينهم وتاريخهم، مؤكدا على ضرورة توحيد الجهود من أجل تعزيز تواجدها وسط المجتمع، وخدمة الأمة من خلال هذه المؤسسات التي تُمثل ركيزة أساسية في الحفاظ على هويتها وتاريخها، معددا ومبرزا دورها في تربية الأجيال وإعدادهم لتحمل مسؤولية بناء مستقبل الأمة.

بوعزة بوضرساية مدير جامعة البرج
الزوايا العلمية حصن منيع لحماية هوية الأمة


أكد، بوعزة بوضرساية، مدير جامعة محمد البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج، على أن الزاوية الجزائرية تعد من أهم الركائز الثقافية والاجتماعية التي حافظت على هوية الجزائر خلال تاريخها،كحصن منيع، مبرزا دورها في مقاومة الاستعمار الفرنسي والحفاظ على الهوية الوطنية، داعيا إلى إعادة النظر في دور الزاوية في المجتمع الجزائري المعاصر. وأشار بوعزة بوضرساية، مدير الجامعة والباحث في التاريخ،في كلمة ألقاها مع افتتاح الملتقى، إلى أن الزاوية لعبت دورا هاما في مجابهة محاولات الاستعمار الفرنسي لفرض ثقافته على الجزائر، فكانت الزاوية هي الحصن المنيع الذي حافظ على قيم المجتمع الجزائري وتراثه، من خلال الوعي الثقافي والديني الذي قدمه لأبنائه.
وتطرق، إلى دور الزاوية في التعليم وتربية الجيل الذي قاد ثورة التحرير، مشدداعلى أن أغلب قادة الثورة تلقوا تعليمهم في الزاوية في إطار ما يسمى بالتعليم الحر الذي حافظ على هوية الأمة، مبرزا أهميتها أيضا بعد الاستقلال، في للحفاظ على الهوية الوطنيةوالقيم والأخلاق والتراث الجزائري.
ودعا، إلى ضرورة إعادة النظر في دور الزاوية في المجتمع الجزائري المعاصر،وإعطائها مكانة مرموقة في النظام التعليمي والتربوي، حتى تحقق أهدافها في بناء مجتمع قوي ومتماسك، مجددا التأكيد على أن الزاوية ليست مجرد مؤسسة دينية بل هي معلم ثقافي اجتماعي، يجب الحفاظ عليه و تطويره ليواكب متطلبات العصر الحديث، مشيرا إلى أن الملتقى الأكاديمي الذي تنظمه جامعة محمد البشير الابراهيمي، هو فرصة للإضاءة على دور الزاوية في التاريخ الجزائري، ومناقشة مستقبلها في المجتمع الجزائري المعاصر.

مدير الزاوية الطاهرية القاسمية المنظمة للملتقى
الزوايا تعرضت لتشويه علمائها ومعالمها وهذه حقيقتها


أشار، مدير الزاوية الطاهرية القاسمية المنظمة للملتقى بالتعاون مع جامعة البشير الابراهيمي، إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى تسليط الضوءعلى الدورالتربوي للزوايا في المجتمع، وبيان حقيقتها ودورها في الحفاظ على القيم الإسلامية وتحصين الأجيال من الأفكار الضالة والشهوات.
وأكد، الدكتور أحمد أبو أنس بوصبع، مدير الزاوية الطاهرية القاسمية ببرج بوعريريج وهي فرع من فروع زاوية الهامل، في تصريح اعلامي على هامش الملتقى، أن الكثيرين لا يعرفون حقيقة الزوايا، مبادئها، قيمها شيوخها، تأسيسها، أهدافها وغاياتها، وقد تعرضت عبر التاريخ كما أضاف لتشويه لعلمائها ومعالمها، مشددا على أن هذا الملتقى يهدف إلى إبراز حقيقة هذه المؤسسات الدينية العريقة، ودورها في تربية الأجيال وتحصينهم.
وقال أن الملتقى يركز على الجانب التربوي للزوايا، والذي يتضمن التحصين من الأفكار الواردة من الخارج، والتغلب على الشبهات، والتربية الصحيحة على مبادئ الإسلام، كما يسلط الضوء على الجانب التعليمي للزوايا، والذي يتضمن المناهج التعليمية التي أخرجت علماء كبارا تصدوا لكل الحملات من استعمار فرنسي وغيره، مضيفا أن المداخلات المُقدمة خلال يومي الملتقى، تركز على الدور التربوي الأخلاقي والسلوكي، والتربية الجهادية للزوايا،وتتناول دور الزوايا في مقاومة الاستعمار الفرنسي منذ بداية دخوله إلى الجزائر مرورا بالمقاومات الشعبية إلى ثورة التحرير المجيدة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com