أصدر الأخصائي النفساني ماليك دريد، مؤلفه الأول في مجال الصحة النفسية، تحت عنوان «الوجيز في المتلازمات النفسية النادرة»، للتعريف بالمتلازمات النفسية النادرة وتبسيطها بأسلوب علمي ومختصر للقارئ. يشرح الكتاب، بعض الظواهر النفسية وفق منظور علمي، مثل حالات الحمل الوهمي، ووهم سبق الرؤية، والمشي أثناء النوم وغيرها، وذلك للمساهمة في نشر الثقافة النفسية.
وتحدث الأخصائي النفساني والمكون في علم النفس السرطاني، عن محتوى الإصدار، قائلا بأن الكتاب يتناول المتلازمات النفسية النادرة بأسلوب علمي بسيط ومختصر، حتى يتمكن المختص والقارئ معا من استيعاب المحتوى الذي ينقسم إلى ثلاثة فصول، يتضمن الفصل الأول المتلازمات النفسية النادرة، بداية بتوضيح مفهوم المتلازمة التي تشكل مجموعة من الأعراض المترافقة والتي تكون أسبابها غير واضحة وغير معروفة، وتسمى عادة على أسماء مكتشفيها.
وترتبط متلازمات نفسية نادرة، بأحداث وثقافات يذكر الفصل الأول من الكتاب بعضها مثل متلازمة القدس، ومتلازمة ستوكهولم، ومتلازمة فلورنسا، ومتلازمة باريس، ومتلازمة كاروشي، ومتلازمة لاتا، وأخرى ارتبطت بأحداث ومواقف سياسية وعسكرية وأمنية حدثت في الماضي، مثل متلازمة أفغانستان، متلازمة حرب الخليج، متلازمة لندن.
أما الفصل الثاني فقد تضمن حسبه، المتلازمات النادرة التي ترتبط بأمراض عصبية واضطرابات عقلية ونفسية، مثل متلازمة أليس في بلاد العجائب، ومتلازمة مونخهاوزن، ومتلازمة روبنشتاين، ومتلازمة ديكليرامبو، وهي مصطلحات علمية مشروحة بدقة في الكتاب.
وتطرق الفصل الثالث، إلى الظواهر النفسية النادرة، كظاهرة الحمل الوهمي عند غير المتزوجات، وهي حالة نفسية نادرة معروفة لدى أطباء النساء والتوليد، والعاملين في مجال الرعاية النفسية، حيث قدم لها تفسيرا علميا وفق نظريات واضحة، وبناء على مقاربات مجدية قصد التفصيل في أسبابها التي قد تكون نفسية أو اجتماعية بيولوجية أو طبية.
يتحدث الكتاب أيضا، عن اضطرابات النوم، كالمشي أثناء النوم، ووهم سبق الرؤية، وهو التوهم برؤية مواقف آنية من قبل، أو يعتقد برؤية أشخاص من قبل، وهي حالة نادرة أسبابها لا تزال غامضة حسبما فصل فيه الإخصائي، لكن هناك نظريات علمية عصبية قدمت تفسيرا لم يجزم بصحته بعد، يشير إلى تقديم المخ إشارات خاطئة، أي حدوث خلل كيميائي في الدماغ، بحيث يعتقد الفرد أنه سبق أن رأى الموقف الآني من قبل، مردفا بأنه اعتمد بشكل كبير على نظريات علمية عصبية لتفسير هذه الظواهر، كما تطرق إلى شق مختصر متعلق بالتشخيص، أين أوضح بأنه لا يتم بسهولة وإنما عبر مراحل وبإشراك أطباء في الصحة العقلية والعصبية.
وعن اختيار موضوع المتلازمات النادرة، قال مليك دريد، أنه أراد توفير مرجع مبسط يساهم في تعزيز ثقافة الصحة النفسية، خصوصا في ظل قلة المراجع في هذا المجال وعدم تصنيف بعض المتلازمات في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية في ميدان علم النفس والطب العقلي، مشيرا إلى أن بعض المتلازمات المتطرق إليها في الإصدار الجديد غير معترف بها كاضطرابات أو متلازمات بالرغم من أنها موجودة.
مضيفا، بأنه أراد تسليط الضوء على نقاط غير معروفة للعامة، معتمدا على مراجع أجنبية باللغة الإنجليزية وأخرى عربية، مفضلا اختيار أسلوب موجز في التعريف بها وشرحها لضمان متعة القراءة، وسهولة وصول المعلومة، سواء للأشخاص العاديين أو المختصين كذلك، وأيضا لنشر الثقافة النفسية وتغذية شغف الراغبين في الاطلاع على خبايا المجال، حيث اعتمد أسلوبا علميا موجزا، ووظف مصطلحات تقنية مع شرح بسيط وواضح.
موضحا، بأن الكتاب يعد أول إصدار له و لهذا لم يكن العمل عليه سهلا، حيث وجد صعوبة كبيرة في الحصول على المراجع، مردفا في سياق متصل، بأنه اعتمد على أساتذة أكاديميين لإتباع منهجية مضبوطة في الكتابة وتهميش المراجع بطريقة صحيحة. ويحتوي العمل، المقدم في شكل وجيز من 105 صفحات، على ملخص لموضوعه باللغتين العربية والإنجليزية، كما ترجمت جميع أسماء المتلازمات والظواهر النفسية إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب معلومات مختصرة تشمل مواضيع في الطب النفسي الثقافي، وعلم النفس العيادي، والأنثروبولوجيا، والتاريخ، والعلوم السياسية، وطب الأعصاب، والطب العقلي، مردفا بأن الدراسات والأبحاث في هذا الموضوع بالذات لاتزال قليلة في مجال العلوم النفسية.
أما الهدف من تأليف الكتاب، هو كما أوضح تسليط الضوء على هذه المتلازمات النفسية والظواهر النفسية النادرة وغير المعروفة حتى لدى بعض المختصين في المجال، ومن المنتظر نشر إصدارات أخرى تصب دائما في دائرة نشر الوعي والثقافة النفسية، من خلال مواضيع متخصصة تهم الباحث والأكاديمي والقارئ العادي.
أسماء بوقرن