الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

قطع مهمة محفوظة بالمتحف الوطني العمومي سيرتا: الفسيفساء صفحات تاريخية من كتاب فن “ لا يكذب”

17092426

تروي الفسيفساء قصصا وأحداثا التقطها فنانون وأعادوا تجسيدها في "تابلوهات" ذات مستوى راق تزين قصور أباطرتهم وملوكهم، كما اعتمدوا على بلاغتها التصويرية التي تجمع بين الكلمة والرموز لوضعها فوق قبور الأغنياء والنبلاء، وحفظ ذكراهم في مرثيات فنية بديعة، وانتقلت الفسيفساء بكل حمولاتها الثقافية والاجتماعية والعقائدية، إلى هذا العصر، فوجد الإنسان الحديث ضالته فيها ليشبع فضوله حول من سبقوه، فهو الفن الذي وصفه مختصون في التراث "بأنه لا يكذب".
انتشرت حرفة صناعة الفسيفساء، في مختلف أصقاع الأرض، متأثرة بالحضارات وتوجهاتها، فقد خلف البشر على مر الأزمنة قطعا ثمينة فنيا وتاريخيا، منها ما أعمال رصعت بقطع الذهب والأحجار الكريمة، ووصلت إلى شمال إفريقيا مع الرومان لتزدهر ورشاتها في الشرق الجزائري، وعدة ولايات أخرى.
تحفظ أغلب القطع المهمة في حُفظت المتحف العمومي الوطني سيرتا، الذي يضم بحسب ما أفادت به الملحق بالحفظ في المؤسسة، حليمة غلوش 23 قطعة، منها قطع موجودة في المخزن وأخرى معروضة جزء في القاعة المركزية الكبرى التي تحتوي على ثلاث لوحات رئيسية هي "انتصار فينوس"، "العودة من الصيد" و"عقاب جوبيتير" وتعد الأجمل والأكبر.
كما يوجد جزء آخر من الأثريات في رواق الفسيفساء، ويتكون عموما من 11 قطعة، متنوعة منها ما يسرد مشاهد معينة، فيما تصور أخرى أشكالا نباتية وهندسية، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للمتحف.

17092423
الخرافة والأساطير
مصدر إلهام
يعد المشهد في القاعة المركزية الكبرى بالمتحف العمومي الوطني سيرتا، أسطوريا بامتياز، فهناك تمتزج فنون حديثة، ويعود طيف آلهة من الميثولوجيا القديمة، التي تصور قصصا خرافية عن العظمة والقوة، كما في لوحة "فينوس" التي تستعرض الكبرياء الأنثوي فوق قطعة فسيفسائية كبيرة تملأ جدار القاعة.
جاء المشهد حيويا ومتنوعا، فالفنان وزع زخارف هندسية على كل حواف القطعة، ثم أحاط الصورة بأوراق نباتية، وقد خُصص قلب الجدارية للشخصية الرئيسية، هناك جلست "فينوس" فوق كائنين خرافيين من الأساطير القديمة، نصف خيل بجسد ورأس إنسان، تحيط بها من كلا الجانبين كائنات بحرية متناظرة، بدت لنا، بأنها صنف من الأسماك وأسفلها أحصنة بحرية.
وبالإضافة إلى الموضوع الكلاسيكي "انتصار فينوس"، تقاسمت آلهة الحب والجمال الفسيفساء الكبيرة، مع صيادين أحدهما جالس يشاهد الكائنات البحرية المختلفة التي تطلع من البحر، يقابله آخر يحاول اصطيادها بواسطة صنارة.
صُنعت هذه اللوحة التي تعود إلى القرن الرابع ميلادي، وفقا للملحق بالحفظ في المتحف العمومي الوطني سيرتا، حليمة غلوش، من مادتي الرخام والغرانيت، واستعمل فيها الفنان الألوان الأسود والأخضر و الأبيض، إضافة إلى البني الغامق والفاتح، والزهري والأحمر الأجوري، والأرجواني والرمادي، وظفها بذكاء لرسم وتمثيل المشاهد، وأتبعت غلوش، بأن القطعة اكتشفت في ولاية خنشلة بين سنتي 1961 و1969 في أحد المنازل الرومانية القديمة أين كانت بلاطا لقاعة الجلوس.
وقد حافظت أعمال التهيئة والترميم على أساسيات التحفة، واقتصرت العملية على بعض الأجزاء المتضررة في جوانب الإطار الذي يحف المشهد الرئيسي، وأخبرتنا مرافقتنا، أن ذلك راجع لتقطيع الفسيفساء ذات الحجم الكبير إلى قطع حتى تسهل عملية نقلها إلى المتحف.

17092428
"باخوس الطفل"
توجد في المتحف أيضا فسيفساء "باخوس طفل"، لكن تشوهات عديدة طرأت عليها، مع ذلك تتوسط الجدارية الكبيرة أنثى نمر ضخمة تنظر داخل قدح، وفي الجزء السفلي إلى اليمين يقف تمثال إنسان يحمل عصا بيد ونايا بالأخرى، وللتعرف على المشهد كاملا لاحظنا وجود لوحة تقريبية أعادت محاكاته مصورة كامل أجزائه، وقد عُلقت إلى جانب القطعة الأصلية في رواق الفسيفساء، وظهرت فيها أنثى النمر بكامل جسمها، تحمل فوق ظهرها صبيين أحدهما هو "باخوس"، أسفلها في الجانب الأيسر تجسيد لامرأة ورجل.
وقالت الملحق بالحفظ في المتحف العمومي الوطني سيرتا، حليمة غلوش إن اللوحة وُجدت في واد حميميم بقسنطينة، وهي تعود للفترة الرومانية مضيفة بأن "باخوس" مجسد في مشاهد عديدة ويمكن ملاحظته على الآثار الرومانية الموزعة في عدة ولايات جزائرية، وهذا ما سهل إعادة تصويره في اللوحة المرافقة حسبها.
وبحسب دراسات، فقد صورت هذه الشخصية في مشاهد عديدة، وكذا باختلاف مراحلها العمرية، لكنه ارتبط ارتباطا بزراعة الكروم التي اشتهرت بها الحضارة المتوسطية، لذلك لطالما جُسد مقرونا بها.
كما تصلح المشاهد المجسدة في الفسيفساء، لتروى في شكل قصص، فهي لم تمجد الآلهة فحسب، بل تحدثت أيضا عن أبطال تلك الفترة، مثل فسيفساء اختطاف "هيلاس"، صديق "هرقل"، وأوضحت غلوش بأن القطعة عبرت عن اختطافه من طرف حوريات المنبع، وهي أسطورة رومانية قديمة، يتمثل المشهد بها في رجل وامرأتين تجلس واحدة إلى جوار المنبع، بينما تمسك الأخرى بذراع "هيلاس" من خلف.

17092424
داخل حياة مجتمعات قديمة
وعبرت فسيفساء الفترة الرومانية، عن كل تفاصيل الحياة اليومية وهي الفترة التي تُنسب إليها كل قطع الفسيفساء الموجودة في متحف قسنطينة وفقا لغلوش، حيث إن فناني تلك الفترة غطوا جوانب مختلفة من حياة مجتمعهم بما في ذلك الجوانب الاقتصادية و الثقافية و الدينية، مبرزين أيضا الأحداث التي تحصل معهم.
ويجد الزائر لمتحف سيرتا الوطني العمومي، فسيفساء تعبر عن العودة من الصيد، قُسمت إلى ثلاثة أجزاء يحتوي أكبرها على معظم المشهد، بينما اقتطعن منها أجزاء أخرى، وأفادت الملحق بالحفظ، بأن الفسيفساء كانت معروضة في الطابق العلوي في رواق مخصص لها، وبعد مطابقة الرسومات الموجودة في الأجزاء، بالإضافة إلى المصادر التاريخية والأثرية اكتشف بأنها تابعة لبعضها البعض وقد جُمعت منذ فترة قصيرة فقط.
ويوحي استقراء المشهد بتشارك الإنسان لفعل الصيد مع باقي الحيوانات من أجل البقاء، وقُسمت اللوحة إلى ثلاثة أجزاء، في الأول صور لحيوانات مفترسة، مثل النمر و الخنزير البري و الثعلب، أما الثاني فيصور افتراس نمر لثور، و الجزء الأخير صورة لإنسان يحمل طرائد اصطادها و بجواره كلب صيد.
وبحسب بطاقة تقنية اطلعنا عليها في المتحف، فإن هذه الفسيفساء وجدت داخل أقبية بعد هدم المباني رقم 59 و61 بالشارع الوطني في قسنطينة عام 1875، ، وقد تم اكتشاف أول قطعة منها في المبنى رقم 59 بعدها عثر على القطعتين الصغيرتين في المبنى رقم 61. وعلقت في الجهة الأخرى للرواق، فسيفساء للفصول الأربعة، وجدت في باتنة، صورت المحاصيل الزراعية التي يجنيها الفلاحون في كل فصل، تقابلها فسيفساء الصيد، وهي مكتشفة في قسنطينة.

17092425

صورت مركبا بحريا به صيادون بجوارهم أطفال يلعبون، وضم المشهد أيضا كائنات بحرية مختلفة كالأسماك، والأخطبوط و بعض المستحاثات والسلطعونات بالإضافة إلى ثعبان ونجمة البحر.
لاحظنا من خلال البطاقات التقنية، أنه لا توجد معلومات كثيرة عن بعض قطع الفسيفساء، و أنها تقتصر على وصف للوحة فحسب، وقد أرجعت الملحق بالحفظ بالمتحف العمومي الوطني سيرتا، حليمة غلوش، ذلك إلى ندرة المعلومات في الكتب والمصادر خصوصا وأن أغلب القطع قديمة جدا.
لاحظنا أيضا، أن الرومان وثقوا لحياتهم السياسية من خلال هذا الفن وهو ما تشير إليه فسيفساء "عقاب جوبيتير" التي تمتد على طول أرضية القاعة المركزية بالمتحف، وهي مقسمة إلى ثلاثة مشاهد مكتملة وفي حالة جيدة من الحفظ، لكن الرابع مُحي تماما، كان الأول عبارة عن سفن حربية تحمل أسلحة، و جاء في الوسط تصوير لأشكال هندسية، كما تحيط بعقاب "جوبيتير" دائرة كبيرة و يظهر وهو يحمل سهاما برجليه، أما المشهد الأخير فهو لسباحين أحدهما أبيض و الثاني أسود.
قالت غلوش، إن القطعة تعد الأهم في المتحف بالإضافة إلى فسيفساء "انتصار فينوس"، و"العودة من الصيد"، فضلا عن أنها واحدة من أقدم وأندر الفسيفساء الجزائرية، وقد اكتشفت أثناء الحفريات في سيدي مسيد بقسنطينة حوالي سنة 1959، و تعود في الأصل للفترة الرومانية.
واهتم الرومان بالجمال والإبداع، ولعل الآثار التي تركوها شاهدة على ذائقتهم الفنية الراقية، لذلك فقد استخدموا الفسيفساء في تزيين القبور أيضا ورثاء موتاهم من خلال رموز تدل على البداية والنهاية مثل الوردة المتفتحة الزاهية بالحياة، ثم تصويرها في الصورة نفسها ذابلة ساقطة أرضا، وهو ما لفتنا في فسيفساء جنائزية معلقة في رواق الفسيفساء بالمتحف، بالإضافة إلى نقش عبارات ترثي الفقيد، مثلما لفتتنا عبارة بلغة لاتينية قديمة دونت على فسيفساء جنائزية لأنثى جاء فيها "هنا ترقد أسيلا بسلام".
وكتب على فسيفساء جنائزية لذكر "مرحبا أيها الأخ الأكبر ووداعا إلى الأبد"، وقد وجدت هذه القطعة أيضا في قسنطينة. ومن خلال حديثنا مع غلوش، توصلنا إلى أن الرومان قديما استخدموا العناصر نفسها على قبور الإناث والذكور، حيث لا توجد فوارق كثيرة بينها، فالزخارف النباتية والهندسية متشابهة، ويكمن الفرق في إضافة اسم المتوفي فقط.
حضارات تركت روحها في الفسيفساء
يحيلنا نثر أوراق تاريخ فن الفسيفساء إلى أن هذه الحرفة بدأت في الحضارة البابلية، كما يذهب إليه مدير المتحف العمومي الوطني الإخوة بولعزيز بولاية خنشلة، عبد الحق شعيبي، قائلا بأنها كانت عبارة عن زخارف بسيطة، تطورت وانتقلت إلى الإغريق الذين أعطوها دفعا كبيرا وتزينت بها مبانيهم، وحماماتهم والساحات العمومية، مجسدة معبوداتهم.
ثم أتى الرومان الذين منحوها شهرة وبعدا اجتماعيا وعقديا وتطورا فنيا مع الحفاظ على الغرض ذاته، وهو تصوير الآلهة والميثولوجيا القديمة أما المرحلة الثانية، فقد كانت بحسب المتحدث، في الفترة المسيحية من القرن الثالث إلى الخامس ميلادي، أي بعد اعتناق الإمبراطورية الرومانية لمعتقد جديد، بات يظهر جليا في تفاصيل الفسيفساء التي تحررت من صور المعبودات القديمة التي استبدلت بالأشكال الهندسية الخفيفة والهندسة النباتية والألوان غير الداكنة.
كما ظهرت أيقونات جديدة مثل مريم العذراء و المسيح و الصليب المعقوف والقسطنطيني، ورموز المسيحية، وأضاف عليها البيزنطيون بعد وصولها في الفترة الأخيرة، صورا الإمبراطور الروماني قسطنطين، وصورا تجسد آلهتهم وتحاكي المشاهد التي كرستها المدرسة الرومانية.
وخلصت الفترة الإسلامية الفسيفساء من الصور الوثنية تماما، خصوصا في عهد الخليفتين الأمويين الوليد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، كما يوضح شعيبي، لكن المسلمين حافظوا على أبهة البيزنطيين والفخامة في تجسيد القطع فرصعوها بالأحجار الكريمة وقطع الذهب لتزين أرضيات قصورهم وغرف نومهم، ومن أشهر القصور والمعالم الإسلامية التي تحتوي على الفسيفساء، ذكر مدير المتحف العمومي الوطني الإخوة بخنشلة، قصر الوليد بن عبد الملك في دمشق، وقصر هشام بن عبد الملك وقصور الأندلس خصوصا في زمن ملوك الطوائف، فضلا عن قصور إشبيلية و قرطبة و طليطلة، وكلها مدن كانت قصورها مغطاة بفسيفساء متأثرة بالنمطين الإسلامي والبيزنطي وفقا له.

17092427

وصول ورشات الفسيفساء إلى شمال إفريقيا
نقل الرومان ورشات الفسيفساء إلى شمال إفريقيا، وذلك خلال القرنين الأول قبل الميلاد والأول ميلادي، وأفاد شعيبي، بأن الإمبراطور "أدريان" خلال بداية حكمه في القرن الثاني ميلادي، زار شمال إفريقيا وأسس مدينة "تيمقاد" التي نقل إليها ورشاته وعمالا ومهندسين يتحلون ببراعة ومهارات عالية، أبدعوا في صناعة الفسيفساء خصوصا في الشرق الجزائري.
ومن أشهر الولايات التي عرفت انتشار هذا الفن، ذكر عنابة "هيبون القديمة"، و شرشال "القيصرية"، و تازولت و تيمقاد، إضافة إلى قسنطينة وتبسة و قالمة، وكذلك خنشلة، التي قال إنها كشفت عن قطع فسيفساء جميلة جدا يحتفظ بها في المتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة، مثل لوحة الصيد، و لوحة العودة من الصيد، و انتصار "فينوس".
فن صادق
وبحسب شعيبي، فإن قطع الفسيفساء كانت تُقسم إلى طبقات، تُشكل الأولى بالحجارة الكبيرة، ثم المتوسطة والصغيرة، فالحصى، بعدها يأتي المشهد التصويري، كما استخدم الفنانون الرخام أيضا، والأحجار الكريمة ومربعات من الذهب خصوصا في الفترة الرومانية. وأكد المتحدث، أن الفسيفساء فن يعطي صورة حقيقية عن عادات وتقاليد شمال إفريقيا، منذ وصوله إلى المنطقة إلى غاية القرنين الخامس والسادس ميلادي، موثقا الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مثل صور الصيد التي أبرزت الأدوات المستخدمة آنذاك، ونوعية المزروعات التي اشتهرت كما عرفت بالنمط الديني للفترة القديمة، من خلال تجسيد صور الآلهة وكذا المعتقدات الحديثة على غرار الأيقونات المسيحية. وأحالت أيضا، إلى الحركة الثقافية قديما، مثل أسلوب الكتابة المستخدم وعرفت بشعراء الحضارة الرومانية، وضرب المتحدث مثالا بالفسيفساء الجنائزية الموجودة في المتحف الوطني العمومي سيرتا بقسنطينة، التي تحمل رثاء كتبه الشاعر فرجيل، لتكريم صديقه قائلا "مرحبا أيها الأخ الأكبر ووداعا إلى الأبد".
ولقطع الفسيفساء قيمة تاريخية وفنية، فضلا عن أنها محبوبة لدى الجمهور وفقا لشعيبي، وهو ما وقفت عليه النصر، أثناء تواجدها بمتحف سيرتا، حيث وقف زوار طويلا أمام فسيفساء "انتصار فينوس"، صادفناهم مجددا في رواق الفسيفساء، ويؤكد مدير المتحف، بأنها تجذب الأكاديميين لدراستها، وأنها مهمة جدا في المتاحف الجزائرية لإبراز الموروث الثقافي والتعريف به. كما تساهم قطع الفسيفساء القديمة والنادرة، في تنشيط سياحة البلد من خلال استقطاب الباحثين والأثريين خصوصا من المدرستين الإيطالية والفرنسية اللتين أشار شعيبي، إلى تشبعهما بثقافة فن الفسيفساء.
وذكر المتحدث، بنشاط ثقافي أقيم في الجزائر قبل أشهر حول الفسيفساء المنتشرة في شمال إفريقيا، تضمن ورشات تكوينية حول صناعة وحماية هذه القطع، وكشف بأن هذه الفعالية ستتبعها أخرى في مختلف ولايات الوطن. إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com