الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بقمة الغريفات بجيجل: منطقــة المنـار الكبيـر مـلاذ عشـاق السباحــة و الطبيعــة

تشهد منطقة المنار الكبير بمدينة جيجل، خلال موسم الاصطياف إقبالا كبيرا للزائرين، بين عشاق السباحة بشواطئها الرملية أو الصخرية، والباحثين عن الراحة بالمحيط الأخضر للمنارة، بحيث تشهد المساحة الخضراء إقبالا معتبرا للعائلات و الشباب أين يسهرون لساعات متأخرة من الليل رفقة هواة الصيد.

روبورتاج / كريم طويل

فمنطقة المنار الكبير، تعتبر فضاء ممتازا للعائلات و زوار الولاية قصد قضاء يوم راحة، لما يضمنه من مرافق و فضاءات للاستجمام والاستمتاع البيئي، حيث يقصد الشاطئ عددا معتبرا من المصطافين، ويعتبر قبلة مفضلة للكثيرين بالرغم من وجود بعض المظاهر السلبية كاحتلال الشاطئ، إلا أن العائلات ظلت تزوره باستمرار قصد السباحة، لما يمتاز به من مياه نقية وكذا مساحته الشاسعة ورماله الذهبية المعروف بها، إذ يفضله الزوار لقربه من عاصمة الولاية التي تبعد عنه بحوالي 06 كلم، ولتوفره على العديد من الخدمات المتعلقة ببيع المأكولات وغيرها، ويعكس امتلاء حظائر السيارات المحاذية له في ساعات الصباح حجم الإقبال الكبير عليه.
منطقة تجمع بين شاطـئ رملي و صخري
وقد عمل مستثمرون في السنوات الأخيرة على تقديم خدمات نوعية وجديدة، من بينها فندق المنار الكبير الذي هيئ بمواصفات جديدة، تفضله عائلات لمتمتعه بإطلالة ساحرة على الشاطئ، كما ساهم في تكثيف العناصر الأمنية في المكان، ما أتاح فرصة قضاء متسع من الوقت على الشاطئ إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وذكر، مصطافون، بأن للشاطئ ميزة كبيرة، فهو معروف منذ القدم وملاذا مفضلا للاصطياف والاستمتاع بزرقة البحر والرمال الذهبية.
وتجد في الجهة الصخرية من الشاطئ، عشاق السباحة بين الصخور، والتي تشهد تزاحما للشباب، وحتى عائلات تجد متعتها وراحتها هناك، لعدم وجود خطورة، كما أعربوا، في السباحة بالجهة الصخرية من الشاطئ، وهي جهة هادئة ومغلقة نوعا ما مقسمة على شكل مسابح صغيرة، تبث شعور الراحة والاطمئنان، وقال شاب بأنه يفضل الجهة الصخرية للسباحة بأريحية بعيدا عن العائلات التي تفضل في الغالب الشاطئ الرملي، كما يجد متعته بين الصخور أين يحضر وجبة غذائه بمفرده ويظل رفقة رفاقه إلى أن يحل الظلام، مستمتعا بنشاط هواة الصيد المنتشرين عبر الصخور المحيطة بالشاطئ، وبنسيم الغابات المجاروة وهوائها العليل.
معلم سياحي حيكت حوله أساطير
ويفضل زوار تخليد زيارتهم بالتقاط أمام أحد أهم المعالم السياحية بالمنطقة المسماة «الغريفات»، والمتمثلة في المنارة الكبيرة، الشامخة فوق صخرة، إذ يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض بحوالي 16 مترا، و 43  مترا عن سطح البحر، متوسطة بساطا أخضر يزين مساحتها، وتعتبر من بين 24 منارة بسواحل الجزائر، لها أجزاء تزيدها جمالا، فصومعتها عبارة عن مجسمات في شكل مثلث مصنوعة من النحاس،  وبداخلها يوجد مصباح كهربائي بطاقة ألف واط، تمكنها من إصدار إشارة ضوئية كل خمس ثوان، و يقول المختصون، بأنه بإمكان البواخر، رصدها على بعد 45 كلم في عرض البحر، وهي المنارة الوحيدة التي ترسل إشارات ضوئية باللون الأحمر في السواحل الجزائرية، ويعود تاريخ تشييد المنارة لسنة 1867 من قبل النحّات شارل سالفا، مقاول و نحات للحجارة، استعان بالحجر الأزرق المتواجد بمنطقة العوانة لبنائه، و كلفه انجازه أموالا طائلة، وقد حيكت حولها أساطير وروايات.
«مقـعد القبائل» و «سفينة الحجاج الغارقــة»
وتفيد بعض الروايات بأن الرومان كانوا يقومون بإضرام النيران بمحيطها، قبل غروب الشمس بدقائق، من أجل توجيه البواخر وإنارتها، لتفادي اصطدامها بالصخور الخطيرة المتواجدة في عرض البحر، و التي يطلق عليها بعض السكان المحليين تسمية صخرتي «المدفأة» و»مقعد القبائل»، ولكل من الاسمين حكاية من بينها أسطورة «مقعد القبائل»، حيث يقال بأن سفينة كانت تقل مجموعة من سكان مدينة بجاية، باتجاه البقاع المقدسة من أجل أداء فريضة الحج، و بينما كانت السفينة تعبر المنطقة اصطدمت بصخرة  معروفة لدى صيادي جيجل باسم «السكة»، و لا تزال لحد اليوم موجودة بعرض البحر، على بعد حوالي كيلومترين شمال المنارة ،وعلى ارتفاع أمتار قليلة عن سطح البحر.
وعندما غرقت سفينة الحجاج، أطلق على الصخرة تسمية «مقعد القبائل»، وهكذا أصبحت الأسطورة، بمثابة حقيقة وواقع بالنسبة للسكان والمتوافدين على المنطقة، و يقول شيوخ من أبناء المنطقة، أن الصعود لأعلى المنارة كان يمكن من مشاهدة الحجاج بلباسهم الأبيض جالسين فوق الصخرة التي تسببت في انشطار السفينة وغرقها.
ويعتبر البساط الأخضر الذي يحيط بالمنارة فضاء يحتضن العائلات، الباحثة عن الهدوء والاستمتاع بممارسة هوايات ونشاطات ترفيهية متعددة، حيث تلجأ عائلات كل موسم اصطياف إلى كراء شقق بمنطقة المنار الكبير، لتوفر كل الشروط التي يبحث عنها المصطاف دون الحاجة لاستعمال سيارة، وقضاء الوقت بين الاستمتاع بالبحر والجلوس بالغابة المجاورة، مع توفر مختلف الخدمات.
ك . طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com