أبدى مدرب جمعية الخروب رشيد ترعي الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق العودة إلى الرابطة المحترفة الثانية، وأكد بأن تجسيد هذا الهدف يتطلب تضافر جهود الجميع، رغم أنه أوضح في هذا الحوار الذي خص به النصر، بأن المؤشرات الأولية توحي بأن قطار "لايسكا" على السكة الصحيحة، خاصة بعد عملية ضبط التعداد، والتدعيم الذي عرفته التشكيلة وفق معايير مدروسة.
هل لنا أن نعرف الطريقة التي اعتمدتموها في ضبط التعداد، خاصة ما يتعلق بالاستقدامات؟
كنا قد سطرنا استراتيجية عمل منذ منتصف الموسم الفارط، وذلك مباشرة عقب خروج الفريق من سباق الصعود، وذلك بعد تلقينا الضوء الأخضر من الرئيس معمر ذيب، الأمر الذي جعلنا كطاقم فني نشرع في ضبط قائمة العناصر التي نعتزم الاحتفاظ بها، قبل المرور إلى انتقاء العناصر التي نراهن على استقدامها، والتي كنا نراها كفيلة بتغطية النقائص المسجلة، وهذه الاختيارات تمت وفق 3 أسس، تتمثل في مدى تماشي أي لاعب مع الخيارات التكتيكية التي نعتمدها، وكذا الخبرة الميدانية بضم عناصر لها تجارب سابقة في قسم الهواة، إضافة إلى الجانب الانضباطي، وهذا لتفادي أي مشاكل داخل المجموعة، لأن الروح الجماعية هي التي تصنع الفارق في الكثير من الوضعيات الحرجة.
وهل لمستم فرقا في طريقة تسيير الفريق بالمقارنة مع تجاربكم السابقة؟
الأكيد أن المعطيات تختلف من موسم لآخر، لأن تجاربي السابقة مع "لايسكا" كانت في الرابطة المحترفة، ولو أنني كنت بمثابة رجل الانقاذ الذي أتولى تدريب الفريق في مراحل جد صعبة، وهذا "السيناريو" تكرر في 3 مناسبات، لكن في موسم 2015 / 2016 أخذت الأمور مجرى مغايرا، لما توليت قيادة التشكيلة منذ بداية الموسم، فأشرفت على التحضيرات، وشكلنا حينها فريقا قويا من حيث التركيبة البشرية، لكن مشكل المال طفا على السطح، وكان سببا في تفجير أزمة داخلية، دفعت باللاعبين إلى المقاطعة والدخول في إضراب، لتكون العواقب السقوط إلى قسم الهواة، وتلك واحدة من التجارب السيئة.
وبالمقارنة مع هذا الموسم فإن الوضع مختلف تماما، لأن الرئيس ذيب احتوى مشكل التمويل نهائيا، بالاعتماد على ماله الخاص لتسوية مستحقات اللاعبين وكذا توفير كافة الظروف الكفيلة بضمان سير العمل في أجواء جيدة ومريحة.
نعرج الآن على التحضيرات، فأين وصلتم في إعداد الفريق لدخول أجواء المنافسة الرسمية؟
برنامج التحضيرات الذي سطرناه موزع على 4 مراحل، والشطر الأول كان بالخروب، وشمل 16 حصة تدريبية، موزعة بين قاعة تقوية العضلات والملعب، بينما تبقى المرحلة الثانية هي المحطة الأهم في استعداداتنا للموسم الجديد، لأننا أجرينا تربصا مغلقا بتونس، حاولنا خلاله الرفع من وتيرة العمل البدني، بحثا عن ضمان جاهزية اللاعبين من هذا الجانب، وقد أجرينا في هذا التربص 13 حصة تدريبية، وكذا مقابلتين وديتين، في حين أن الجزء الثالث انطلق هذا الأسبوع، ومن المرتقب أن يمتد على مدار أسبوعين، ونعتزم خلاله اجراء لقاءين، ليكون الشطر الرابع خفيفا من حيث ريتم العمل مقارنة بسابقيه، وهذا تحضيرا لدخول أجواء البطولة، والحقيقة أنني شخصيا مرتاح للظروف التي جرت فيها تحضيراتنا إلى حد الآن، مادمنا قد نجحنا في تجسيد نسبة كبيرة جدا من البرنامج الذي سطرناه، كما أن اللاعبين أبدوا تجاوبا كبيرا مع طريقة العمل المنتهجة، مع تحليهم بكثير من الانضباط والجدية، فضلا عن النجاح في تفادي الاصابات، باستثناء حالتي حراث وبايزيد، والتي لا تدعو إلى القلق.
وانطلاقا من هذه المعطيات، كيف ترى حظوظ الفريق في تحقيق الصعود؟
ما هو مؤكد أن جمعية الخروب لا يمكنها تسطير أي هدف سوى الصعود، لأن اللعب في بطولة الهواة يدفع بالفرق المتعودة على التواجد في الرابطة المحترفة إلى المراهنة على استعادة مكانتها، وفي مثل هذه المستويات يكون الهدف أما البحث عن الصعود أو ضمان البقاء، وما لمسناه منذ شروعنا في العمل يجبرنا على ابداء الكثير من التفاؤل، خاصة بعد تجاوب الأنصار مع المشروع الذي رسمنا معالمه، وذلك من خلال حفاوة الاستقبال التي خصصوها للاعبين قبل أول حصة تدريبية، ولو أننا حاولنا ايضا استخلاص الدروس من تجربة الموسم الفارط، وذلك بتركيز الانشغالات على عملنا الميداني، دون الاهتمام بباقي الفرق، وعندما تدق ساعة الحقيقة باعطاء اشارة انطلاق المنافسة ستتضح الرؤية أكثر بخصوص معطيات سباق الصعود، والأندية التي تكشف عن نواياها في التنافس على اللقب، وهذا حديث سابق لأوانه في الوقت الراهن.
حاوره: فوغالي زين العابدين