الجزائر – كوت ديفوار (اليوم بملعب السويس سا 17)
يملك عشية اليوم، المنتخب الوطني، فرصة كبيرة للوصول إلى المربع الذهبي في منافسة كأس إفريقيا، وهي المحطة التي لم يصلها الخضر منذ دورة أنغولا عام 2010، وللصدفة فإن تواجد النخبة الوطنية في هذا الدور المتقدم، كان على حساب منافس الأمسية، فيلة كوت ديفوار، عندما هزم آنذاك أشبال رابح سعدان نظراءهم بقيادة البوسني وحيد حليلوزيتش، في ملحمة لا يزال الكثير من محبي المنتخب، يحتفظون بأدق تفاصيلها.
ووضعت الصدفة، منتخب كوت ديفوار صاحب ثاني أغلى تشكيلة في العرس القاري، لرابع مرة في طريق المنتخب الوطني، خلال العقد الماضي، سواء في دور المجموعات أو ربع النهائي، فبعد ملحمة كابيندا، عاود الخضر ملاقاة زملاء المعتزل دروغبا، بمناسبة الدور الأول في”كان” 2013، قبل أن يتقابلا مجددا سنتين بعد ذلك في غينيا الاستوائية، غير أن تأشيرة المرور للدور نصف النهائي كانت هذه المرة للفيلة الذين ثأروا لخسارة أنغولا، ويسعون دون شك، لتكرار ذلك في موعد اليوم على أرضية ملعب السويس، غير أن المعطيات تغيرت بعد 4 سنوات كاملة، فتقهقر مستوى زملاء زاها، قابله تطور وتحسن كبير في مستوى التشكيلة الوطنية، يرجعه المتتبعون للمسة المدرب جمال بلماضي، وهو من تمكن في ظرف أربع مقابلات فقط، من كسب احترام الجميع ونصب نفسه كأحسن مدرب في هذه الدورة لحد الآن، كما وضع تشكيلته الشابة في خانة المرشح الأبرز للتتويج باللقب الغالي.
اللقاء المتجدد بين الخضر والفيلة، حتى وإن أجبر التشكيلة الوطنية، على مغادرة مدينة القاهرة وملعب الدفاع الجوي، والتحول لمدينة السويس، يقابله طموح كبير لدى العناصر الوطنية لإطالة مدة التواجد بالأراضي المصرية، والعودة من هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر، بورقة التأهل للدور نصف النهائي، قبل الحديث عن أمنية الوصول إلى المحطة النهائية من العرس القاري، التي نشطها الخضر أول مرة عام 1980 بنيجيريا، وانتظر بعدها عقدا كاملا للعودة إليها، لكن مع تعويض إخفاق نيجيريا، والظفر باللقب لأول وأخر مرة في تاريخ الكرة الجزائرية.
وبعيدا عن الجوانب التاريخية لهذا الموعد، يبدو وأن الناخب الوطني الذي يفضل استقرار التشكيلة، قد يعمد لإشراك ذات العناصر التي كسبت التأشيرتين الأولى والثانية، مع الاحتفاظ بنفس الأوراق الرابحة، والمتمثلة في الشاب الموهبة آدم وناس وزميله أندي ديلور، غير أن أكثر ما يخيفه إذا ما استثنينا قوة هجوم أشبال المدرب إبراهيما كامارا، يبقى تغير العوامل المناخية واحتمال تأثر لاعبيه برطوبة مدينة السويس، التي غامر بتأخير التنقل إليها إلى غاية اليوم، وهو قرار اعترف بلماضي بوضعه في خانة المجازفة، خاصة عندما قال في الندوة الصحفية :”أتمنى أنني لم أخطئ بهذا القرار...”.
قمة ملعب مدينة السويس، حتى وإن يبقى التكهن بمن يظفر بنتيجتها الفنية مجرد تخمين، كون الحوارات الإفريقية في مثل هذه الأدوار المتقدمة تحسمها جزئيات صغيرة، لكن بعض معطياتها تصب في مصلحة المنتخب الوطني، بدءا من تباين المستوى على الأقل منذ بداية الدورة وتواجد كافة الأوراق الرابحة بيد المدرب بلماضي، مرورا بصلابة الكتيبة الوطنية، ووصولا إلى الأجواء المتوقعة والدعم الجماهيري الكبير، إذ ينتظر أن يحظى زملاء بن سبعيني بتشجيع قرابة 10 آلاف مناصر، عشرهم يصلون اليوم، بعد خطوة الوزارة الوصية بضمان نقل أزيد من ألف مناصر في رحلات منظمة.
كريم كريد
