اعترف مدرب المنتخب السنغالي أليو سيسي، بصعوبة التكهن بالمنتخب الذي سيحالفه الحظ من أجل التتويج باللقب القاري في النهائي، الذي سيجمع تشكيله بالنخبة الجزائرية في موعد سهرة الغد، وأكد بأن التقارب الكبير في المستوى بين الطرفين يجعل اللقاء متكافئا إلى أبعد الحدود، والفصل في نتيجة قد يكون على جزئيات بسيطة جدا، حتى لو إقتضى الأمر الاحتكام إلى ركلات الترجيح، وهذا «السيناريو» ـ كما قال ـ» الذي أخشاه كثيرا، لأنني كنت قد خسرت نهائي «الكان» في دورة 2002 كلاعب أمام الكاميرون بضربات الترجيح، ولا أتمنى أن يتكرر في مسيرتي كمدرب».
سيسي، وفي حوار بثته قناة «تي في 5» أمس، أشار إلى أن هذا النهائي وضع أحسن منتخبين في هذه الدورة وجها لوجه، في صراع من أجل التتويج باللقب، لأننا ـ على حد قوله ـ « كنا قد تواجدنا مع المنتخب الجزائري في نفس الفوج في الدور الأول، ونجاح كل طرف في الخروج من 3 أدوار بنجاح مكننا من الإلتقاء مجددا، لكن بمعطيات مختلفة عن المقابلة الأولى، لأن هذه المواجهة لها طابع استثنائي، وحلم اعتلاء المنصة يبقى يراود الجميع، ومن يرتكب أقل عدد ممكن من الأخطاء سيصبح بطل القارة».
وأوضح سيسي في معرض حديثه، بأن العلاقة التي تربطه بالناخب الوطني جمال بلماضي وطيدة، وتعود إلى سنوات طويلة، خاصة وأننا ـ كما أردف ـ «كنا قد إلتقينا كلاعبين في مباراة بين المنتخبين الجزائري والسنغالي قبل نحو 19 سنة، كما قضينا مواسم عديدة في الدوري الفرنسي، وشاءت الصدف أن تكون هذه الدورة من «الكان» فرصة أخرى لإلتقائنا، كل كمدرب لمنتخب بلاده، ولو أننا نحمل راية تمثيل جيل جديد من التقنيين الأفارقة، الذين نجحوا في العمل مع منتخباتهم، وكل واحد منا يبحث عن إحراز أول لقب إفريقي في سجله».
على صعيد آخر، اعترف أليو سيسي بأن المباراة ستكون مغلوقة إلى حد كبير، خاصة وأننا ـ كما صرح ـ «نعرف بعضنا جيدا، والنظرة الأولية التي نمتلكها على المنافس تراعي بالأساس نقاط القوة، والتي كانت قد مكنته من التأهل إلى النهائي، حيث يمكن القول بأن المنتخب الجزائري متكامل، وقوته تنطلق من الصلابة الدفاعية، وتمر عبر تماسك وسط الميدان، لتكون الفعالية في الهجوم من أبرز عوامل النجاح، في وجود فرديات تصنع الفارق».
وخلص سيسي إلى التأكيد على أن «سيناريو المباراة الأولى لن يتكرر، خاصة من حيث مردود الهجوم، إذ أبدى رضاه الكبير بالدور الذي يقوم به المهاجم مباي، والذي يساهم في خلق المساحات الشاغرة لماني، قبل أن يعرج على قضية ركلات الترجيح، التي ما فتئ يهدرها ساديو ماني في هذه بالدورة، حيث أكد بأنه قرر تكليف لاعب آخر بعملية التنفيذ، لكن ـ كما قال ـ «إذا تحتم علينا الأمر فإن ماني سيتولى تنفيذ إحدى ركلات الترجيح، لأنه لاعب كبير، ويلعب في بطل أوروبا، كما أنه شارك في المونديال، ولا يمكن أن تصبح ضربات الجزاء عقدة له، لأنني كنت قد عشت «كابوسا» حقيقيا في سنة 2002، لما اكتفيت بمشاهدة منتخب الكاميرون يرفع الكأس الإفريقية، بعدما لمستها قبل انطلاق اللقاء، بحكم أنني كنت قائد منتخب بلدي، والآن أطمح لتحقيق الحلم، الذي كان قد تبخر في تلك الدورة».
ص / فرطــاس