l السلطات العمومية أصابت بتعليق المنافسة مبكرا lفيروس كورونا لا يملك جواز سفر ولهذا بقيت بأليكانت lمستشفيات إسبانيا تشبّعت والتقيد بالحجر واجب وطني
يرى المدرب الجزائري المقيم بإسبانيا مروان براهيمي، أن دولتنا ومسؤولينا أصابوا بتعليق المنافسات الرياضية مبكرا، ما جنبنا كارثة حقيقية شبيهة بما يحصل في إسبانيا وإيطاليا، مُستدلا بمخلفات مباراة رابطة الأبطال بين فريقي فالنسيا وأتلانتا الايطالي.
وأضاف براهيمي الذي سبق له العمل في طاقم تدريب شباب قسنطينة، في حواره مع النصر، بأن على الجزائريين التقيد بالحجر الصحي كونه المنفذ الوحيد من هذا الفيروس اللعين، الذي لا يمتلك حسبه جواز سفر.
nبداية، أين يتواجد مدرب حراس شباب قسنطينة الأسبق مروان براهيمي ؟
متواجد بمقر سكني بمدينة أليكانت الإسبانية ورفضت العودة للجزائر، عندما كانت السلطات تقوم بإجلاء الرعايا الجزائريين من مختلف بلدان العالم، على اعتبار أنني أؤمن بالحديث النبوي الشريف الذي يقول في معناه بأن على الأشخاص ملازمة الإقليم الذي يتواجدون به عند ظهور أي وباء، لقد حرصت على القيام بالحجر الصحي بمنزلي في أليكانت، الذي لا أغادره سوى للضرورة القصوى، خاصة وأن الأوضاع في إسبانيا لا تبشر بالخير مقارنة بالجزائر، فعدد المصابين في ارتفاع مستمر، كما أن عدد الوفيات ينذر بكارثة، لو تتواصل الأمور على ما هي عليه.
nإسبانيا رغم أنها تصنف من الدول المتقدمة، إلا أنها عجزت عن احتواء الأزمة، لماذا ؟
إسبانيا وإيطاليا أكثر البلدان الأوروبية تضررا بهذا الفيروس اللعين، بسبب تعاملهم الخاطئ مع الوضع في بادئ الأمر، حيث استخفا بهذا الوباء، ولم يكن مسؤولو البلدين يتصورون حدوث كارثة من هذا النوع، فالهيئات الكروية لم تُلغ المسابقات والنشاطات الرياضية إلا بعد فوات الأوان، وإلا كيف نفسر السماح لجماهير فالنسيا بالتنقل إلى إيطاليا لمؤازرة فريقهم ضد أتلانتا في مسابقة رابطة الأبطال الأوروبية، رغم انتشار الوباء هناك، وهو ما جعل العدوى تنتقل لعدد معتبر منهم، ليقوم هؤلاء بعدها بنقل فيروس كورونا إلى عدد كبير من الإسبانيين، وكل ما يقال هنا أنا مباراة كرة قدم دمرت إسبانيا وإيطاليا، على اعتبار أن عدد الجماهير فاق 40 ألف مشجع، خلال تلك المباراة التي حسمها الإيطاليون لصالحهم.
nالانعكاسات السلبية لمباراة رابطة الأبطال تتلخص بما يحدث في المستشفيات، أليس كذلك؟
أجل الأوضاع في مستشفيات إسبانيا رغم جودتها لا تسر عدوا ولا حبيب، كونها لم تعد قادرة على استيعاب عدد المصابين الذين يرتفع عددهم بشكل رهيب يوميا، وبالتالي أحذر الجزائريين من الوقوع في نفس الإشكال، خاصة وأننا لا نملك نفس القُدرات في التعامل مع هذه الأزمات، كما أرى التعرض لنفس سيناريو إيطاليا وإسبانيا مستبعد، خاصة بعد القرارات الرشيدة التي طبقتها السلطات الجزائرية مبكرا، على غرار إلغاء المسابقات الرياضية وتعليق كافة النشاطات، ولو أن كل هذا مرتبط بالتقيد بالحجر الصحي خلال الأسبوعين القادمين، لتفادي تسجيل إصابات جديدة، فشخص واحد قادر أن ينقل العدوى لكل من هم حوله، رسالتي للشباب الجزائري ما هي إلا أيام وإن لم نصبر فما عسانا أن نقدم لبلدنا الغالي.
nكيف هي أوضاع الجزائريين في إسبانيا ومدينة أليكانت بالتحديد ؟
صدقوني هناك تكافل كبير بين أبناء الجالية الجزائرية في إسبانيا ومدينة أليكانت بالتحديد، ولا نترك مسكين أو محتاج إلا ونقوم بتلبية كافة طلباته عبر جمعيات خيرية، ولحسن حظنا لا توجد إصابات بين أبناء بلدنا، وهو ما أتمناه لكافة الجزائريين، سواء المتواجدين بأرض الوطن أو الموزعين عبر مختلف بلدان العالم.
nهل من رسالة أخرى توجهها للشعب الجزائري في هذه الأزمة ؟
رغم ما تبذله السلطات العمومية من مجهودات لاحتواء الوضع، إلا أن هناك بعض النقاط السلبية، التي وجب التحذير منها تفاديا لوقوع كارثة لا يحمد عقباها، على غرار ما يحدث خلال تجمعات توزيع مادة السميد، فقد لاحظت صورا وفيديوهات مؤسفة، قد تكون سببا في انتقال العدوى بين عدد كبير من الأشخاص، خاصة في ظل الاحتكاكات الموجودة، ولذلك آمل أن يجد المسؤولون حلا لهذه المسألة، وإن ظلت على حالها، فلا أرى داعيا حتى لمادة السميد، فحياة الأفراد أغلى من أي شيء.
حاوره: مروان. ب