•توصيات الفاف مبنية على احتمالات وأتوقع «تمرد اللاعبين»
اعتبر رئيس أمل بوسعادة شكيب بوعكاز الحديث عن استئناف المنافسة أمر سابق لأوانه، وأكد بأن المخطط الذي ضبطه المكتب الفيدرالي يبقى مجرد احتمال، تجسيده على أرض الواقع ليس بيد مسؤولي الهيئات الكروية، بل يبقى مرهونا بتطورات الأزمة الوبائية في الجزائر.
بوعكاز، وفي حوار خص به النصر، أعرب عن دعمه المطلق لفكرة تعليق المنافسة نهائيا، لأن حياة البشر أغلى من أي نشاط رياضي، والتفكير في المرحلة المتبقية من الموسم الجاري يعد ـ على حد قوله ـ في الوقت الراهن جريمة في حق الإنسانية، لأن الانشغال يبقى منحصرا في الوضع السائد، ومحاولة الانخراط في المساعي الحثيثة التي تبذلها السلطات العليا للبلاد من أجل التخلص نهائيا من الفيروس، كما أشار إلى أن أغلب الأندية، ستجد صعوبة كبيرة في اتمام الموسم.
- كيف تتعاملون مع الحجر الصحي، وماذا عن متابعتكم لشؤون الفريق منذ توقف المنافسة؟
شخصيا، شطبت الشأن الكروي من يومياتي بمجرد تفاقم الأزمة الوبائية في الجزائر، لأن هذا الوباء «عالمي»، ومجابهته تتطلب تظافر جهود الجميع، بالحرص على اتباع التدابير الوقائية على أوسع نطاق ممكن، لأن حصيلة الوفيات ترتفع من يوم لآخر، وهذا يكفي لوضع النشاط الرياضي خارج دائرة الاهتمامات، والمواقف الإنسانية في مثل هذه الوضعيات تبقى ضرورية، ولو من خلال المساندة المعنوية، كما أن الخروج من الأزمة لن يكون بالأمر السهل، بل يستوجب مسايرة كل شرائح المجتمع للإجراءات الوقائية المتخذة، سيما منها الحجر الصحي، رغم أن مشاهد الاكتظاظ التي تعرفها الأسواق يوميا تبقى بمثابة النقطة السوداء لدى الجزائريين، لأن وعي المواطن بأهمية هذه الإجراءات، كفيل بالمساهمة في تخليص البلاد من هذه الأزمة في أسرع وقت مكن.
- نفهم من هذا الكلام بأنك لم تتابع أوضاع الفريق إطلاقا منذ نحو شهرين؟
عند اتخاذ الوزارة قرار توقيف المنافسة ومنع التدريبات الجماعية تم تسريح اللاعبين، وقد تكفل المدرب بوفنارة بضبط برنامج تدريبات استثنائي لتسيير هذه المرحلة، ليس بنية الاطمئنان على الجاهزية عند استئناف البطولة، وإنما لتمكين اللاعبين من المحافظة على لياقتهم في فترة الراحة، لكن المعطيات أخذت منعرجا مغايرا، بعدما ازدادت الوضعية الوبائية تفاقما في الجزائر، وتمديد تدابير الحجر الصحي لنحو شهرين إلى حد الآن دليل قاطع على خطورة الأوضاع، بصرف النظر عن الأرقام المقدمة يوميا، بينما تبقى علاقتي بالفريق منحصرة في الاتصال من حين لآخر بالمدرب، للاستفسار عن أحواله الشخصية، كونه يقيم بالجزائر العاصمة، والتي كانت من أكثر المناطق تضررا بالفيروس، ولو أن الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد لها انعكاسات سلبية على الجانب النفسي للمواطنين، والضغط الذي تولّد عن الحجر الصحي، أجبرني على الانخراط مجددا في المجال الرياضي، لكن مع التحوّل من مسير إداري إلى ممارس ميداني، إذ وجدت في ممارسة التمارين الرياضية متنفّسا للتخلص من الكثير من الضغوطات البسيكولوجية، وهي تجربة أعطتني نظرة عن أهمية التدريبات ،بالنسبة للاعبين في فترة الحجر الصحي.
- لكن الفاف، وضعت مخططا أوليا لاستئناف المنافسة من أجل ضمان نهاية الموسم الجاري؟
كما سبق وأن قلت، فإنني أبقى بعيدا عن متابعة جديد الرياضة، لأنني أضع الحديث عن كرة القدم في مثل هذه الظروف، في نفس الخانة مع الجريمة التي تقترف في حق الانسانية، لأن الوقت ليس مناسبا لمناقشة مستقبل المنافسة الكروية، مادام الانشغال الوحيد يبقى منحصرا في كيفية التخلص من هذا الوباء، وما قام به المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير يبقى مجرد إجراء إداري، لا يخرج عن نطاق الاحتمالات الواردة، لكن المرور إلى التجسيد الميداني أمر صعب للغاية، وكان حريا بمسؤولي الاتحادية تأجيل الحديث عن هذا الموضوع إلى ما بعد الخروج نهائيا من الأزمة الوبائية، وعقد جلسة عمل موسعة مع كل الأطراف المعنية بالقضية، حتى لو اقتضى الأمر تنظيم استشارة، لأن الاستئناف لن يكون سهلا، على اعتبار أن فترة توقف المنافسة والتي قابت إلى حد الآن الشهرين، لها تأثيرات كبيرة على الجانب النفسي للاعبين، وهذا يتطلب عملا كبيرا، بالاستعانة بأخصائيين في علم النفس لتخليص كل العناصر من هذه الضغوطات، كما أن استئناف التدريبات سترافقه مخاوف كبيرة من وجود حالات مؤكدة، وانتقال العدوى وسط المجموعة، وهذا عامل يجب الوقوف عنده جيدا.
- هل يعني هذا بأنك من المساندين لفكرة اعتماد موسم أبيض؟
ليس من صلاحياتي كرئيس للنادي أن أطالب باعتماد موسم أبيض، بل أن حديثي عن هذه الوضعية مستمد من معطيات ميدانية، كما أن هناك نقاط أخرى لم يأخذها المكتب الفيدرالي في الحسبان عند ضبطه للمخطط الأولي لإنهاء الموسم، من بينها الوضعية الاستثنائية التي تتواجد فيها أندية الرابطة المحترفة الثانية، خاصة من الناحية الإدارية، لأن نظام المنافسة الذي سيدخل حيز التطبيق الموسم القادم، يجرد فرق هذا القسم من صفة «الاحتراف»، وأغلب اللاعبين ستنتهي عقودهم في نهاية الموسم الحالي، مما يعني بأنهم سيكونون أحرارا من أي التزام مع أنديتهم بداية من الفاتح جويلية القادم، وموافقتهم على اتمام الموسم ستدفع بهم إلى «مساومة» رؤساء النوادي، والضغط عليهم لتسوية مستحقاتهم المالية عن آخرها، وإلا رفض المشاركة في اللقاءات المتبقية من الموسم، وهذا الجانب يضع مسؤولي فرق الدرجة الثانية بين المطرقة والسندان، خاصة الأندية التي تكون مهددة بالسقوط.
- إلا أن المكتب الفيدرالي طلب من رؤساء الأندية، التفاوض مع اللاعبين لإقناعهم بتخفيض رواتبهم خلال فترة الراحة، الناتجة عن انتشار الفيروس؟
هذا الإجراء يخص بعض الأندية فقط، لأن إشكالية رواتب اللاعبين تبقى القاسم المشترك بين أغلب الفرق في الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، بسبب عدم القدرة على توفير السيولة المالية، ولو أن أمل بوسعادة يبقى من أضعف الأندية من الناحية المادية، لأننا لا نختلف عن فرق الهواة سوى من حيث مستوى النشاط، والاحتراف يبقى مجرد تسمية إدارية فقط، لأن الأزمة التي نتخبط فيها تجاوز كل الحدود، ولم يكن باستطاعتنا الحديث مع اللاعبين بخصوص تعليمة المكتب الفيدرالي والفيفا، القاضية بإلزامهم بخفض رواتبهم في فترة الراحة الاجبارية الناتجة عن الأزمة الوبائية، لأن عناصرنا تتقاضى رواتب تقل حتى عن تلك المعمول بها في بطولة الهواة، كما أننا لم نمنح للاعبينا سوى رواتب شهرين فقط منذ بداية الموسم الجاري، وهي معطيات تجعل مطلب تخفيض الأجرة الشهرية أو التنازل عن شطر منها غير منطقي، لأننا نبقى عاجزين عن تسوية الوضعية المالية للاعبين، مادام النادي استفاد هذا الموسم من 1,2 مليار سنتيم كإعانة من ولاية المسيلة و500 مليون سنتيم من ميزانية البلدية، وهذا المبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف فريق يلعب في قسم ما بين الرابطات.
- في ظل هذه الظروف، كيف ترى مستقبل الفريق في الرابطة الثانية؟
هذه الوضعية تقطع أمامنا الطريق للتفكير في الصعود إلى الرابطة الأولى، وهدفنا يبقى دوما منحصر في ضمان البقاء في الدرجة الثانية، والفوز في اللقاءات الأربع المتبقية داخل الديار يكفينا لتحقيق هذا الهدف، كما أننا مازلنا معنيين بمنافسة الكأس، رغم أن تدارك ثلاثية اتحاد بلعباس أمر صعب للغاية، وإشكالية أمل بوسعادة تكمن في الديون السابقة، لأن ديون الموسم الفارط تقارب 2,5 مليار سنتيم، والتخلص من هذا الإرث يمر عبر تخصيص إعانة إستثنائية من السلطات المحلية للإنطلاق من نقطة الصفر، خاصة وأن الموسم القادم سيعرف الشروع في تطبيق صيغة جديدة للمنافسة، واللعب في بطولة الهواة كفيل بتخفيض حجم المصاريف، ولو أنني أفكر بجدية في رمي المنشفة بمجرد اتضاح الرؤية حول نهاية الموسم.
حــاوره: ص/ فرطــاس