يتمنى العداء عبد الرحمان عنو أن يحالفه الحظ، ويتأهل إلى أولمبياد طوكيو، لتسجيل الحضور في هذا المحفل العالمي الكبير وكذا تعويض - كما قال - في حواره مع النصر، نكسة الفشل في المشاركة في الدورتين الماضيتين ريو دي جانيرو 2016 ولندن 2012.
حاوره: مروان. ب
- بداية، أين يتواجد العداء عبد الرحمان عنو ؟
متواجد بمقر سكني بمدينة مونبوليي الفرنسية رفقة عائلتي الصغيرة، ولا أغادر منزلي سوى للضرورة القصوى، خاصة وأن الأوضاع ليست على أحسن ما يرام في فرنسا، بعد تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة عدد معتبر من الأشخاص، كما كان وراء نقل أعداد ضخمة إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
- كيف تقضي يومياتك في الحجر الصحي ؟
أتقيد بتعليمات الحجر الصحي، كونها قد تُنجينا من هذا الفيروس الخطير، وعن يومياتي، فقد حاولت استغلال الفترة الصباحية، من أجل القيام ببعض الأشغال بمنزلي الخاص، سيما وأنه كان بحاجة إلى بعض الترميمات والتعديلات الجديدة، على أن أتدرب لمدة ساعة في الأمسية، قبل أن أستعد للإفطار وبعدها متابعة بعض ما يقدم عبر القنوات الجزائرية في السهرة، ولو أن اهتماماتي منصبة أكثر على عائلتي بالجزائر، خاصة وأن الأوضاع مقلقة أيضا رغم عدم تسجيل أرقام مرعبة، كما يحدث في مختلف دول أوروبا، على غرار فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
- ألم تفكر في العودة للجزائر قبل تعليق الرحلات الجوية ؟
لا أخفي عليكم، كنت آمل أن أقضي شهر رمضان بالجزائر رفقة عائلتي الكبيرة وأحبابي وأصدقائي، غير أن تعليق كافة الرحلات الجوية وغلق جل المطارات عبر العالم غير مخططاتي، حيث وجدت نفسي مرغما على قضاء الشهر الفضيل بمدينة مونبوليي، ولو أن تواجدي بجانب زوجتي أنساني بعض الشيء ألم الغربة.
- كيف ترى الأوضاع في الجزائر وما رأيك في الأرقام المسجلة لحد الآن ؟
أنا في اتصال دائم بأفراد عائلتي وأصدقائي بالجزائر، للاطمئنان على أوضاعهم، خاصة وأن فيروس كورونا وصل لحد الآن إلى كل الولايات، غير أنني أرى بأن السلطات مسيطرة على الوباء، والأرقام ليس مهولة مقارنة ببلدان أخرى، على غرار فرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تسجل أزيد من ألف حالة يوميا، ولكن الحذر في الجزائر يبقى مطلوبا، خاصة في شهر رمضان، أين كثُر الازدحام والتدافع في الأسواق، ولو أن المسؤولين أصابوا بغلق عدة محلات تجارية.
- لنتحدث الآن عن التحديات التي تنتظرك، هل اقتطعت تأشيرة التأهل لأولمبياد طوكيو أم ليس بعد ؟
أولمبياد طوكيو 2021 أبرز أهدافي وطموحاتي، وسأسعى جاهدا لحجز مكانتي، حيث شرعت في الاستعدادات لهذا المحفل الرياضي العالمي منذ فترة، من أجل اقتطاع تأشيرة العبور وذلك بتحقيق الحد الأدنى، غير أن تفشي فيروس كورونا عبر العالم أوقف كل شيء وجعلنا نلازم بيوتنا، وبالتالي تأجلت عملية حسم التأهل، في انتظار استئناف النشاطات الرياضية من جديد، ولو أن تأجيل الأولمبياد أراح جُل الرياضيين، خاصة وأنهم في راحة إجبارية منذ عدة أشهر.
- تم إقصاؤك بطريقة غريبة من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو»، ماذا حدث بالضبط، خاصة وأنه تم تأهيل رياضيين كان رقمك أفضل منهم ؟
صدقني لم أستغرب على الإطلاق إقصائي من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو» 2016، كوني لم أحقق الرقم الأدنى خلال التصفيات المؤهلة، ولكن ما حز في نفسي نقل رياضي آخر رقمي أفضل منه، فأنا كنت قد حققت 3 دقائق و38 ثانية، في وقت حقق من تشرف بالمشاركة في هذا المحفل 3 دقائق و39 ثانية، كما لا يجب أن أغفل عما حدث معي قبل أولمبياد لندن 2012، حيث حرموني من حقي في المشاركة رقم رقمي الجيد آنذاك وهو 3 دقائق و35 ثانية مع الامتياز الذي كنت أتمتع به، والمتمثل في صغر سني، ومعنوياتي المرتفعة، عقب إنجازي في فئة الأواسط، حيث توجت بالميدالية الفضية، لأتشرف بلقب نائب بطل العالم.
- رفضت سابقا المشاركة في بطولة الجزائر، بسبب عدم حصولك على منح رياضية لإقامة تربصات بالخارج، هل مازلت تعتبر نفسك مهمشا أم تحسنت وضعيتك مؤخرا ؟
كنت مضطرا لاتخاذ ذلك القرار، كوني لم أكن مستعدا للمشاركة في تلك البطولة المؤهلة للمسابقة القارية، في ظل عدم قيامي بالتحضيرات المطلوبة، جراء عدم إخطاري، فهل يعقل مثلا أن نطلب من جندي دخول الحرب دون سلاح، كما أنني اعتذرت عن المشاركة، رغم يقيني بمقدرتي على الفوز بالميدالية الذهبية، لأنه لا يعقل أن أتسابق بعدها في البطولة الإفريقية وأنافس نجوم كبار يتفوقون علي من حيث حجم التحضيرات، كنت صريحا وعارضت ذلك المقترح ولم أندم على قراري.
- علاقتك بالمدير الفني الوطني مرسلي كانت تشوبها الضبابية دوما وصرحت بأنه لا يرد على مكلماتك الهاتفية، ماذا حدث بينكما وهل تغيرت الأمور مؤخرا؟
أكتفي منذ عدة سنوات بالاعتماد على نفسي، ولا أهتم بما تُقدمه اتحادية ألعاب القوى، التي لم تكلف نفسها حتى عناء الاتصال بي لمعرفة متطلباتي، كما أن استقراري بفرنسا حال دون تنقلي لملاقاتهم كل شهر كما يفعل جُل الرياضيين، وبالتالي أنا أحضر للمنافسات بمالي الخاص، ولا أحد يقوم بمساعدتي في برمجة التربصات الخارجية، وعن علاقتي بالمدير الفني الوطني عبد الرحمان مرسلي، فقد كنت على اتصال دائم به لمعرفتنا الجيدة ببعضنا البعض، ولكن بعد تقلده المسؤولية طلبت منه الإعانة مرارا وتكرار، غير أنه اعتذر مني، وأكد بأن الأمور خارجة عن نطاقه، مما جعلني أفهم بأنه ليس له أي دور في اتخاذ القرارات.
- ما رأيك في المهمة المسندة مؤخرا للبطل السابق نور الدين مرسلي ؟
لم تُتح لي فرصة ملاقاة نور الدين مرسلي بعد، ولكن ثقتي فيه كبيرة للسير بألعاب القوى الجزائرية نحو مكانتها الحقيقية، حيث قام حسب معلوماتي باستقبال عدد من الرياضيين لحد الآن بمكتبه بالوزارة، كما قام بمساعدة الجميع، ما يجعلني متفائلا بحصولي على الدعم الذي أنا في حاجة له للتحضير لأولمبياد طوكيو، التي أراها فرصتي لضمان أول مشاركة لي في محفل بهذا الحجم.
- ما حقيقة العرض الذي تلقيه سابقا لتمثيل منتخب فرنسا ؟
مدربون في فرنسا كانوا يرغبون في حصولي على الجنسية، من أجل تمثيل منتخب بلادهم، ولكنني لم أهتم لما كانوا يقولونه، لأنني جزائري مائة بالمائة، ولن أغير بلدي، حتى ولو تعرضت لتهميش أكبر من قبل مسؤولي ألعاب القوى.
- تُوجت مؤخرا ببطولة فرنسا في اختصاص1500 متر داخل القاعة، ما تعليقك على هذا الإنجاز؟
توجت في مناسبتين بلقب بطل فرنسا داخل القاعة سنتي 2017 و2019، كما حزت على ميداليتين برونزيتين في بطولة فرنسا “كروس” سنتي 2018 و2019، وأحظى بمكانة خاصة في فريقي نادي مونبوليي وحتى الفيدرالية الفرنسية أثنت على مؤهلاتي، واعترفت بالإنجاز الذي حققته، حث يبقى شرفا لبلدي الأصلي الجزائر، الذي كان وراء تكويني رغم المعاناة التي عشتها من بعد.
- الجميع تنبأ لك بأن تكون بطل أولمبياد مثل مخلوفي، عقب إنجازك في بطولة العالم أواسط في 2010، ماذا حدث معك فيما بعد ؟
فزت بالميدالية الفضية في بطولة العالم أواسط بكندا سنة 2010، والجميع تنبأ لي بمستقبل كبير، غير أنني واجهت عراقيل بالجملة في الجزائر، وحرموني من أبسط الأشياء، التأشيرة والتربصات الخارجية، وهو ما انعكس بالسلب على نتائجي فيما بعد، لأضيع على نفسي فرصة التألق بالألعاب الأولمبية والبطولات الكبرى، كما ندمت على شيء آخر وهو عدم تعاقدي مع مناجير جيد، بإمكانه أن يضمن لي فرصة المشاركة في بطولات كبرى، وكلها أمور أثرت في مشواري.
- ما الفرق بين توفيق مخلوفي وباقي العدائيين الجزائريين ؟
شاركت مع توفيق في بعض التربصات بدولة كينيا وهو رياضي جد مجتهد، وضحى كثيرا في سبيل الوصول إلى هذه الإنجازات، كما علينا أن نرفع له القبعة، كونه استثمر في الفرصة الصغيرة التي منحت له، على عكس رياضيين آخرين، دون أن ننسى امتلاكه مناجير جيد ومدرب في المستوى ساعداه كثيرا في مشواره، الذي شهد قفزة نوعية بعد ظفره باللقب الأولمبي في لندن وري ودي جانيرو.
- ما طبقك المفضل في رمضان وهل تتابع برامج تلفزيونية معينة ؟
لست متطلبا في شهر رمضان ولا أتناول الكثير من المأكولات، ويكفيني تواجد الشربة والبوراك فوق المائدة، والحمد لله زوجتي الأجنبية تعلمت إعداد الأطباق الجزائرية، التي لا يمكنني الاستغناء عنها، وعن البرامج التي أعكف على متابعتها خلال الشهر الفضيل، فأنا حريص على مشاهدة الكاميرا الخفية للفنان سليم «الكادنة»، مع متابعتي الدائمة للأفلام التي هي أنيسي خلال فترة الحجر الصحي.
- بماذا تريد ختم الحوار ؟
شكرا لكم على هذه الالتفاتة، وآمل أن يحالفني الحظ لاقتطاع تأشيرة التأهل لأولمبياد طوكيو، خاصة وأن رغبتي كبيرة في تشريف ألوان منتخب بلدي في هذا المحفل الكبير، كما استغل الفرصة من أجل البعث برسالة للشعب الجزائري المطالب بمد يد العون للسلطات خلال هذه الفترة العصيبة، ولن يكون ذلك سوى بإتباع التعليمات والتقيد بكافة إجراءات الحجر الصحي، الذي سيكون المنجي الوحيد من هذا الوباء، إلى جانب الدعاء والتضرع للمولى عزوجل خلال هذا الشهر الكريم. م/ب