يعقد صبيحة اليوم المكتب الفيدرالي اجتماعا دوريا بواسطة تقنية التحاضر عن بعد، في جلسة يتضمن جدول أعمالها 5 نقاط أساسية، لكن أبرزها، تبقى منحصرة في مناقشة مستقبل المنافسة وكذا قضية التسجيل الصوتي المسرّب.
ولعل اختلاف القراءات في التصريح الإذاعي، الذي أدلى به رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار أول أمس، جعل بعض الأطراف تتحدث عن إمكانية إلغاء الموسم، لكن مدوار كان قد قال بالحرف الواحد: «نظرتي الشخصية تصب في خانة استحالة استئناف البطولة في مثل هذه الظروف، خاصة الحصيلة اليومية للحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس، لكن بحكم منصبي كمسؤول أول على الرابطة المحترفة، فإن كل الأمور التقنية بادرنا إلى اتخاذها مع الفاف، وقد وضعنا مخططا يرمي إلى منح فترة تحضير لمدة 6 أسابيع للأندية، قبل العودة إلى المنافسة وإتمام الجولات المتبقية، وهذا كله بعد الحصول على ترخيص من السلطات العليا للبلاد بعد رفع الحجر الصحي».
من هذا المنطلق، فإن اجتماع اليوم من المنتظر أن يعرف تمديد المكتب الفيدرالي لحالة الترقب، بعد إضافة 15 يوما لفترة الحجر الصحي، ولو أن مصدرا جد مقرب من الاتحادية كشف للنصر، بأن زطشي التقى بالمدير العام للرياضة على مستوى الوزارة نذير بلعياط لرسم خارطة الطريق تحسبا لمرحلة ما بعد كورونا، سواء تعلق الأمر بإنهاء الموسم أو تنظيم الجمعيات الانتخابية للرابطات، تزامنا مع نهاية العهدة الأولمبية، خاصة وأن ممثلي اتحادية كرة القدم، كانوا في جلستهم مع الوصاية خلال الأسبوع الأول من شهر ماي الجاري، قد أعربوا عن نواياهم الجادة في مواصلة المنافسة بعد التخلص من الوباء، مما دفع بوزارة الصحة إلى وضع «بروتوكول» أولي لمسايرة هذه الخطوة، لتقوم بها الرابطة المحترفة بالتنسيق مع اللجنة الطبية الفيدرالية، ببرمجة جلسة عمل مع أطباء أندية الرابطة الأولى بتقنية «الفيزيوكونفيرونس»، خصصت لشرح التدابير الوقائية الواجب اتخاذها قبل استئناف التدريبات، في حين قامت اللجنة المكلفة بالتنسيق مع الرابطات، بضبط رزنامة نهاية الموسم الخاصة بالرابطات الولائية، وهي تدابير إدارية تعكس إصرار الفاف على إنهاء الموسم «العالق» قبل التفكير في الموسم الموالي.
من جهة أخرى، فإن قضية التسجيل الصوتي المنسوب إلى المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية، ستنال حصتها من النقاش في اجتماع اليوم، لأن هذه الجلسة من المنتظر أن تعرف التنصيب الرسمي لمسؤول القسم الفيدرالي للنزاهة، وفقا للتوصيات الأخيرة التي أعطتها الفيفا لممثل الاتحادية الجزائرية، ولو أن الإشكال الذي أصبح مطروحا يكمن في التداخل في الصلاحيات بين الفاف والرابطة المحترفة، بخصوص الهيئة المخول لها قانونا دراسة هذه القضية، خاصة وأن مدوار كان قد أشار إلى إمكانية إفراج لجنة الانضباط التابعة لهيئته، عن الإجراءات العقابية المتخذة يوم الثلاثاء القادم، في الوقت الذي مازالت فيه لجنة أخلاقيات الرياضة على مستوى الفاف لم تباشر أي خطوة ميدانية، بعد استدعاء وكيل اللاعبين نسيم سعداوي للمثول أمام قسم النزاهة يوم الأحد المقبل، وهي إجراءات سيتم توضيح الرؤية، بشأنها أكثر في هذا الاجتماع، موازاة مع مناقشة حيثيات القضية.
قضايا الأندية في التاس وعقوبات الفيفا ملف آخر
وفي سياق متصل، فإن عرض مختلف اللجان للنشاطات التي قامت بها سيجعل التركيز ينصب على نشاط غرفة المنازعات، خاصة بعد الأحكام التي تهاطلت على بعض الأندية الجزائرية في الأيام القليلة الماضية، والتي زادت في تعقيد الأوضاع أكثر، لأن المرور إلى مرحلة التنفيذ سيبقي الفرق «المتضررة» عرضة لعقوبات أخرى تخص المنع من الاستقدامات لفترات متعددة على الصعيد «المحلي»، وهو ما يفرض ضغطا إضافيا على الفاف والرابطة المحترفة على حد سواء، سيما وأن الأمر له علاقة مباشرة بعائدات البث التلفزيوني، لأن الأندية لم تتحصل بعد على حصتها الخاصة بالموسم الجاري، وتسوية وضعية اللاعبين مرهونة بتوفر السيولة المالية، ولو أن الفاف ستبحث في هذا الاجتماع عن سبل كفيلة بالتخفيف من انعكاسات مثل هذه القضايا، على اعتبار أن لب القضية يكمن في سوء تعامل النوادي الجزائرية مع قانون استقدام الأجانب، سواء لاعبين أو مدربين، وبعض الأطراف الفاعلة في المكتب الفيدرالي اقترحت مراجعة هذا القانون لوضع حد للشكاوى، التي ما فتئت تلطخ سمعة المنظومة الكروية الجزائرية على مستوى الفيفا.
ص / فرطــاس
