الخميس 28 نوفمبر 2024 الموافق لـ 26 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مغامرة الكأس كانت «عربون» ثقة للأنصار: «السرب» القالمي يعود إلى التحليق في سماء الهواة

تمكّن ترجي قالمة من استعادة مكانته في حظيرة وطني الهواة، بعد 3 مواسم قضاها في بطولة ما بين الجهات، ولو أن عودة «السرب الأسود» إلى التحليق في سماء الهواة كانت منتظرة، مادام الصعود بنظام «الكوطة»، والترجي يعتبر من أعرق النوادي في المجموعة الشرقية، وقد احتل مركز الوصافة خلف جمعية عين كرشة.

روبورتاج : صالح فرطـاس
إنجاز ترجي قالمة جاء بعد موسم عرف فيه الكثير من التقلبات، لأن الاستقرار الإداري للموسم الثالث تواليا جعل الرئيس شرقي يراهن على تحقيق العودة إلى وطني الهواة، والذي كان الفريق قد غادره في صائفة 2017، لكن «السرب» اضطر إلى انتظار اعتماد المشروع الجديد لنظام المنافسة لتجسيد حلم أنصاره، بعدما كان قبل سنة قد خسر الرهان في المنعرج الأخير لصالح مولودية باتنة، والترجي هذا الموسم شهد عدم استقرار العارضة الفنية، بتداول 3 مدربين على قيادته، رغم أن التعداد كان يضم لاعبين أصحاب خبرة وتجربة، في صورة القائد عماري، الحارس بوعزيزي والهداف مراح، إضافة إلى هذيبلي وبن فرحات، ومجموعة من شبان الولاية.
وإذا كان الفريق، قد مر بفترة فراغ في منتصف المشوار فإن ذلك تدارك الأوضاع كان في الوقت المناسب، لأن التشكيلة القالمية عادت بقوة في سباق الصعود، قبل أن تبصم على مشوار استثنائي في منافسة الكأس، وهو المشوار الذي أعاد الحيوية إلى مدرجات ملعب سويداني بوجمعة، خاصة وأن القرعة كانت إلى جانب الفريق، باستقباله كل من اتحاد الحراش، مولودية باتنة ونادي بارادو، وهي المقابلات التي جعلت الولاية تستعيد حيوية كروية افتقدتها لسنوات طويلة، فكان توقف المغامرة في ثمن النهائي.
النجاح في العودة إلى الهواة، يمكن اعتباره بمثابة الخطوة الأولى في رحلة البحث عن استعادة الأمجاد الضائعة للمدرسة الكروية القالمية، لأن رئيس النادي شرقي ما فتئ يرفع عارضة الطموحات عاليا، ويراهن على مواصلة «ديناميكية» الصعود، رغم أنه دق ناقوس الخطر بشأن الجانب المادي، خاصة في شقتها المتعلق بالديون السابقة، مما أبقى الرصيد البنكي تحت رحمة التجميد تنفيذا لأحكام قضائية

التعداد الرسمي للفريق لموسم 2019 / 2020:
حراس المرمى:  رابح بوعزيزي – لطفي مباركي.
الدفاع: فيصل عماري – شكري حمودة – زهر الدين بن عبدة – عبد الكريم بعلي – خير الدين عبدة – يوسف بن عمارة ـ سيف الدين عويني ـ محمد مرابطين.
وسط الميدان: أسامة بن فرحات – محمد الطاهر هذيبلي –  حمزة دقيش – أحمد مزعاش ـ نجم الدين جاهمي ـ أمين زواز.
الهجوم: محي الدين مراح- أيوب سعايدية ـ عبد الرزاق قرمان – أسامة بن جاب الله – إسلام قايدي ـ السعيد نحالي ـ أيمن روينة.
رئيس النادي: رياض شرقي.
المدرب الرئيسي: ناصر بلخن.
المدرب المساعد: رضوان زرولو.
رئيس الفرع: محمد شرقي.
الكاتب العام: أنيس صديقي.
أمين المال: عبد الوهاب بودودة.
طبيب الفريق: فيصل رزاقي.
المسيرون:  منير حمداوي – مولود شرقي -  خميسي أومدور ـ علي قندوز – سليم سي يحي– سفيان سلايمية – كريم زدوري ـ نصر الدين بوجمعة ـ لزهر كعور.

رئيس النادي رياض شرقي: طموحاتنا كبيرة والديون الهاجس الوحيد


• الأكيد أن الفريق نجح في تحقيق الهدف الذي سطرته منذ توليك رئاسة النادي ؟
الجميع يعلم، بأن موافقتي على رئاسة ترجي قالمة كانت بنية إنقاذ الفريق من المشاكل الإدارية التي كان يتخبط فيها، وتواجدي في هذا المنصب خلّص النادي من «كابوس» كان يتكرر كل صائفة، وعليه فإن الاهتمام تحوّل من الجانب الرياضي، والتفكير بجدية في مستقبل «السرب الأسود»، بعد وضع الصراعات الإدارية جانبا، في ظل ضمان الإستقرار في التسيير، كما أنني كنت قد سطرت برنامج عمل يرمي إلى استعادة الأمجاد الضائعة للمدرسة الكروية القالمية، وذلك بالصعود إلى مستويات أعلى، لأن تاريخ الترجي لا يسمح بإبقاء الفريق يعاني في مستويات أدنى، والصعود المحقق هذا الموسم كان منتظرا، بمراعاة الحسابات التي كانت قد طغت على مجريات المنافسة، لأن النظام الجديد كان يمنح تأشيرات الصعود لثمانية فرق على الأقل، ومن غير المنطقي أن نفشل في انتزاع مكانة ضمن كوكبة الصاعدين، بل أن هدفنا كان التتويج باللقب في المجموعة الشرقية.
• لكن الفريق عرف الكثير من التذبذب في مشواره مع غياب الاستقرار في العارضة الفنية؟
لقد حاولنا توفير كافة الظروف الكفيلة بتجسيد حلم الأنصار، وذلك بالسعي لاستخلاص العبر من دروس المواسم الفارطة، خاصة وأننا كنا قد خسرنا رهان الصعود أمام مولودية باتنة في منتصف 2019، وتلك المغامرة تعلمنا منها الكثير، وعليه فإن سياسة العمل التي انتهجناها مع بداية الموسم المنقضي كانت ترمي إلى ضمان الصعود بنسبة كبيرة جدا في مرحلة الذهاب، من خلال استقدام عناصر أصحاب خبرة وتجربة، مع توفير الظروف المساعدة على القيام بتحضيرات جادة، وقد وضعنا الثقة في المدرب بلعريبي، وكانت إنطلاقة الفريق موفقة إلى حد كبير، إلا أن انسحاب المدرب دون سابق إشعار في الجولة الخامسة كان بمثابة نقطة التحول التي كادت أن تدخل بالترجي في دوامة، واستقدام ياسين سلاطني لم يكن كافيا لتحقيق الوثبة التي كنا نراهن عليها، سيما بعد تواصل النتائج السلبية، إلى درجة أننا وجدنا الترجي خارج النصف الأول من سلم الترتيب في بعض الجولات، الأمر الذي سرّب دابر الشك إلى قلوب الأنصار، فكان بلخن الخيار الثالث الذي لجأنا إليه، لتستعيد بعدها التشكيلة توازنها، مع تسجيل تحسن ملحوظ في النتائج والأداء، مما سمح بتحقيق قفزة نوعية في الترتيب، وحساباتنا كانت مبنية على تصدر المجموعة، بدليل أن الترجي كان عند توقف المنافسة بسبب جائحة كورونا يحتل الوصافة، بفارق نقطتين فقط عن جمعية عين كرشة.
• وماذا عن مغامرة الكأس التي كانت استثنائية هذا الموسم؟
قوة الفريق اتضحت أكثـر في منافسة كأس الجزائر، خاصة بعد نجاحنا في تجاوز عقبة الأدوار الجهوية، ولو بصعوبة كبيرة، لأن التواجد في الدور 32 أعطى التشكيلة شحنة معنوية إضافية، فكان الموعد استثنائيا في مواجهة اتحاد الحراش، لأن مدرجات ملعب سويداني كانت مكتظة عن آخرها، لنعيش لحظات تاريخية افتقدتها الولاية لسنوات طويلة، ثم تكرر نفس «السيناريو» في مباراة مولودية باتنة، لأن الحظ كان إلى جانبنا، بالاستفادة من عملية القرعة، ولعب 3 أدوار متتالية بقالمة، الأمر الذي جعل مقابلة ثمن النهائي ضد نادي بارادو تجرى بشبابيك مغلقة، وبحضور جمهور قياسي، في أجواء «خرافية» في المدرجات، وقد كنا قريبين من تفجير مفاجأة مدوية، لولا «السيناريو الدراماتيكي» الذي شهدته سلسلة ركلات الترجيح، فكان الإقصاء برأس مرفوعة، في الوقت الذي كانت فيه لمسيرتنا المميزة في الكأس انعكاسات جد إيجابية على معنويات اللاعبين، فكان الفريق في «فورمة» عالية، الأمر الذي ساهم في تحقيق قفزة عملاقة في سلم الترتيب، والاطمئنان بنسبة كبيرة جدا على تأشيرة الصعود، ولو أن أجواء الفرحة التي عشناها في مغامرة الكأس لم تنسنا «الكابوس» الذي عشناه بالحجار، لما توفي المسير الطاهر عقابي إثر سكتة قلبية مفاجئة بين شوطي المباراة، وعليه فإن الصعود يبقى أبسط هدية نقدمها لروحه الطاهرة.
• وكيف تنظر إلى مستقبل الفريق الموسم القادم؟
كما سبق وأن قلت، فإن الهدف الذي سطرته من المشروع الرياضي الذي أسعى إلى تجسديه يكمن في نفض الغبار عن أمجاد المدرسة الكروية القالمية، وذلك لن يكون إلا باستعادة مكانة الفريق مع «الكبار»، وعليه فإن الصعود إلى وطني الهواة يمكن اعتباره بمثابة الخطوة الأولى التي قطعناها، ولو أن التفكير في المستقبل يستوجب الوقوف على الجانب المالي، لأن الترجي لم يتلق الدعم اللازم من السلطات المحلية، بسبب تخفيض إعانات مختلف الهيئات، والتي لا تتجاوز في مجملها 1,7 مليا ر سنتيم، رغم أن الفريق مازال يتخبط في إشكالية الديون السابقة، لأنني ومنذ تواجدي على رأس النادي تهاطلت قرارات تجميد الرصيد تنفيذا للكثير من الأحكام القضائية، مما حرمنا من الاستفادة من شطر كبير من الإعانات، الأمر الذي أجبرني على الاعتماد على المال الخاص لتسيير شؤون الفريق، وتكون عواقب ذلك ارتفاع مؤشر ديوني الشخصية إلى نحو 5 ملايير سنتيم، والترجي بحاجة إلى إلتفاف كل الأطراف حوله، والخطوة التي قطعناها مكنتنا من استعادة القاعدة الجماهيرية، بعودة الأنصار إلى المدرجات، لكن التفكير في المستقبل يستوجب توفير الظروف المساعدة على العمل، لأنني شخصيا أراهن على مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، بحثا عن الصعود إلى الوطني الثاني.

مدرب الفريق ناصر بلخن: جسدت وعدي وباستطاعتنا مواصلة «ديناميكية» الصعود


• ما تقييمك لمشوار الفريق، والذي كانت نهايته الظفر بإحدى تذاكر الصعود إلى وطني الهواة؟
عند تسلمي مهمة تدريب الترجي وجدت تشكيلة تعاني كثيرا من الناحية المعنوية، لأن اللاعبين كانوا يعيشون تحت تأثير ضغط نفسي رهيب، بسبب تراجع النتائج، وفقدانهم الثقة في النفس والإمكانيات، وعليه فإن الجانب البسيكولوجي كان من الأولويات الاستعجالية التي وجدنا أنفسنا مجبرين على المراهنة عليها، مع إدخال بعض «الروتوشات» على الجانب التقني والتكتيكي، لأن التركيبة كانت ثرية وجاهزة بدنيا، لكن إعادة القطار على السكة لم يكن سهلا أثناء سير المنافسة، ولو أن انهاء مرحلة الذهاب بفوز عريض بخماسية على متصدر المجموعة فريق جمعية عين كرشة كان قد أعاد التوازن للترجي، بدخول كوكبة المقدمة من جديد، كما أننا نجحنا في إعطاء الفريق شحنة إضافية، بوضع بصمة جلية اتضحت بالأساس في المردود الجماعي، مع النجاح في المزاوجة بين الآداء والنتيجة، فكان مشوارنا المميز في منافسة الكأس كافيا للتأكيد على أحقيتنا في الصعود، رغم أننا كنا قادرين على بلوغ ربع النهائي.
• إلا أن الترجي كان في بعض الجولات خارج قائمة الصاعدين، ونجح في التدارك في مرحلة الإياب؟
مرور الفريق بفترة فراغ كان في منتصف مرحلة الذهاب، مما ألقى بظلاله على الجانب البسيكولوجي للاعبين، والخروج من «التوب 8» كان في جولتين فقط، بعد التعادل بقالمة مع تازوقاغت، ثم عقب الهزيمة بالميلية، وتسلمي مهمة التدريب كان في هذه الفترة، فكان تجاوز الإحباط النفسي الذي عانى منه اللاعبون صعبا، لكن الملفت للإنتباه أنني ورغم الظروف العسيرة التي باشرت فيها مهامي إلا أنني وعدت الأنصار بالذهاب إلى أبعد محطة ممكنة في منافسة الكأس، فضلا عن تفاؤلي بالقدرة على تحقيق الصعود بتقدير ممتاز، وذلك بتسطير التتويج باللقب كهدف، وقد سارت الأمور الميدانية نحو الأحسن، والفريق لم يهدر بعد ذلك أي نقطة داخل الديار إلى غاية آخر مباراة ضد أولمبي الطارف، وهذا ما ساعدنا على تجسيد شطر من الوعود التي قدمناها، وشخصيا فقد كنت أمني النفس بإكمال البطولة، على أمل النجاح في انتزاع اللقب، لكن جائحة كورونا أجبرتنا على التوقف، وحرمتنا من الاحتفال مع أنصارنا بالإنجاز المحقق.
• وماذا عن مستقبلك مع الترجي، وما هي نظرتك الأولية بخصوص الموسم المقبل؟
لا أخفي عليكم، بأن الرئيس شرقي كان قد اتصل بي وتحدثنا مبدئيا بشأن الموسم القادم، لكن الأمور مازالت تنتظر الترسيم، والمعطيات الميدانية التي استخلصناها من الموسم الفارط تشير إلى أن المحافظة على النواة الأساسية للتعداد تكفي للعب الأدوار الأولى، والتشكيلة بحاجة إلى تدعيم بخمسة عناصر على أقصى تقدير، لأن اللعب في قسم الهواة يتطلب توفر لاعبين أصحاب خبرة، رغم أن تركيبة الفوج لن تتغير كثيرا مقارنة بالموسم المنصرم، لكن الحسابات ستكون مختلفة تماما، مادام الصعود سيبقى من نصيب البطل فقط، مقابل سقوط 4 فرق من كل مجموعة على أقل تقدير، ومهما كانت الظروف فإن ترجي قالمة يبقى مجبرا على المراهنة على الصعود، لأن تاريخ النادي يحتم على كل من ينال شرف تقمص ألوانه بالدفاع بجدية عن حظوظ الفريق، خاصة بعد النجاح في استعادة ثقة الأنصار، وهذا مكسب كبير في هذه المرحلة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com