تضع مباريات الجولة السادسة عشرة لبطولة الرابطة الثانية، كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود، عبر المجموعة الشرقية على صفيح ساخن، وأنظار المتتبعين ستكون مشدودة صوب ملاعب العلمة، خنشلة وتاجنانت، بينما تتواجد مولودية قسنطينة في وضعية أفضل مقارنة بباقي أندية الصدارة، واستقبال شباب أولاد جلال، قد يسمح لها بالاقتراب أكثر من الريادة.
فمتصدر الترتيب، اتحاد عنابة، سيكون على موعد مع قمة تقليدية، ينزل من خلالها في ضيافة مولودية العلمة، في مقابلة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن أهل الدار ملزمون بتدعيم الرصيد للخروج من منطقة الجاذبية، مادام أي تعثر قد يكلفهم غاليا، بينما يسعى الزوار للخروج بنتيجة إيجابية تشفع لهم بالبقاء في الصدارة لجولة أخرى على الأقل، على اعتبار أن الهزيمة قد تجبر «الطلبة» على التنازل عن مشعل القيادة، وهي معطيات يزيدها تواجد الصراع بين المدربين بن شوية ولكناوي إثارة.
قمة الجولة، سيحتضن أطوارها ملعب حمام عمار بخنشلة، أين سيكون الوصيف هلال شلغوم العيد أمام واحد من أصعب الاختبارات هذا الموسم، سيما وأن الاتحاد المحلي مازال يتشبث ببصيص من الأمل في القدرة على التتويج باللقب، مع مروره بفترة «زاهية» منذ انطلاق النصف الثاني من الموسم، وما الإطاحة باتحاد عنابة، و»فرملة» اتحاد الشاوية في معقله، في آخر جولتين إلا دليل على ذلك، الأمر الذي يضع «سيسكاوة» أمام مسعى إلحاق «الهلال» بقائمة الضحايا، ولو أن تشكيلة «الشاطو» ستعمل على تفادي الهزيمة، للاحتفاظ بحظوظها في مواصلة سباق الصعود قائمة، رغم أن الخروج من خنشلة بنتيجة إيجابية يبقى من الأمور التي يصعب على فرق الصدارة تجسيدها ميدانيا.
على صعيد آخر، سيجبر اتحاد الشاوية على الدفاع عن حظوظه خارج الديار، وذلك بالتنقل إلى تاجنانت لمواجهة «الدفاع» المحلي، في قمة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، وطرفاها يتواجدان أمام حتمية الفوز، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث من شأنه أن يحرق آخر أوراق الزوار في معادلة الصعود، كونهم أصبحوا يتأخرون بأربع خطوات عن قائد القافلة، الأمر الذي يلزم تشكيلة المدرب زكري بالأخذ بالثأر من هزيمة الذهاب بأم البواقي، سيما وأن «الدياربيتي» يعاني من عقدة كبيرة تلاحقه داخل القواعد، بدليل أنه نجح في إحراز فوز وحيد بملعبه، والوضعية الراهنة في سلم الترتيب تبقي النقاط الثلاث خيارا حتميا، وإلا فإن المصير سيكون مد خطوة إضافية نحو القسم الأسفل.
إلى ذلك، فإن مولودية قسنطينة تتواجد في وضعية أفضل، مقارنة بباقي أندية كوكبة الصدارة، لأنها ستستقبل شباب أولاد جلال، في قمة النقيضين، والاستفادة من عامل الأرض كفيل بترجيح كفة الموك، على اعتبار أن المولودية مازالت تتمسك بحظوظها في الصعود، بينما سيلعب الزوار مباراة الحظ الأخير.
على صعيد آخر، فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة بملعب سفوحي بباتنة، أين ستحط جمعية الخروب رحالها لمواجهة الشباب المحلي، في قمة «حاسمة»، يسعى من خلالها «الكاب» لمد خطوة عملاقة نحو ترسيم البقاء، باستغلال فرصة اللعب للمرة الثانية تواليا في عقر الديار، في حين تبقى «لايسكا» مطالبة بالتمرد على المنطق لبعث بصيص من الأمل في قلوب أنصارها بخصوص القدرة على تفادي السقوط، رغم أنها لم تتذوق نشوة الفوز منذ نهاية مرحلة الذهاب، بينما يتواجد نادي التلاغمة في طريق مفتوح لتدعيم الرصيد، والاطمئنان مبكرا على مكانته في هذه الحضيرة، لأن استقبال مولودية باتنة يبقى مجرد إجراء شكلي، مادامت «البوبية»، قد حجزت أولى التذاكر على متن القطار المؤدي إلى ما بين الرابطات.
ص / فرطــاس