تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية صوب إقليم ولاية ميلة، وبالتحديد إلى ملعبي التلاغمة وشلغوم العيد، أين سيكون الصراع عن بعد من أجل صدارة المجموعة الشرقية، بين هلال شلغوم العيد واتحاد عنابة، مع حيازة أبناء «الشاطو» على أفضلية نسبية، في ظل الاستفادة من عامل الأرض، في الوقت الذي سيكون فيه ملعب أولاد جلال مسرحا لقمّة القاعدة الخلفية، بينما ستلعب جمعية الخروب ورقة الحظ الأخير بأم البواقي.
الحسابات الأولية لهذه الجولة، مبنية بالأساس على السفرية العسيرة التي ستقود اتحاد عنابة إلى التلاغمة لملاقاة النادي المحلي، في مقابلة تعد بمثابة المنعرج الذي سيوضح الرؤية أكثر حول معطيات سباق الصعود في أمتاره الأخيرة، لأن "طلبة" بونة لا يملكون أي خيار سوى التمرد على المنطق والعودة بكامل الزاد إذا ما أرادوا المحافظة على الريادة، وتمديد "السيسبانس" إلى غاية قمة الموسم، المرتقبة بعد جولتين بشلغوم العيد، رغم أن المهمة ليست سهلة أمام مستضيف هو الأقوى داخل الديار هذا الموسم، بدليل أنه لم يفرط سوى في نقطتين بملعبه منذ بداية المشوار، ونقاط ملعب خبازة أصبحت غير قابلة للتفاوض، وعليه فإن الاتحاد العنابي مجبر على كسر هذه "القاعدة"، وإذاقة "التلاغمية" مرارة الهزيمة بملعبهم، للتمسك بحظوظه في التنافس على تأشيرة الصعود، بينما يبحث أهل الدار عن انتصار يؤكدون به قوتهم "الاستثنائية" في خبازة، وبالمرة ترسيم البقاء في الرابطة الثانية لموسم آخر، بالخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
إلى ذلك، سيستفيد الرائد الآخر هلال شلغوم العيد من فرصة اللعب داخل الديار، باستقبال شباب باتنة، في لقاء تصب كل حساباته في رصيد أبناء "الشاطو" لتعزيز مركزهم الريادي، سيما وأن "الكاب" كان قد أبان عن هشاشة كبيرة في تنقلاته السابقة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل عناصر الهلال تخوض هذه المواجهة بأرجل في ملعب المظاهرات وآذان مشدودة صوب التلاغمة، تترقب تعثر اتحاد عنابة.
على صعيد آخر، سيكون ملعب عامري بأولاد جلال مسرحا لقمة القاعدة الخلفية، والتي ستجمع الشباب المحلي بمولودية العلمة، في قمة تكتسي نتيجتها أهمية بالغة في حسابات السقوط، لأن أصحاب الضيافة يسعون لتحقيق فوز يكون وزنه التواجد لأول مرة خارج رباعي المؤخرة، لتأكيد الصحوة المسجلة في الجولات الأخيرة، ومواصلة رحلة البحث عن "معجزة النجاة" في حين يبقى لزاما على الزوار تفادي الهزيمة لضرب عصفورين بحجر واحد، وذلك بتجنب التدحرج إلى المنطقة الحمراء، وتعقيد وضعية المنافس.
من جهة أخرى، ستلعب جمعية الخروب فرصة الحظ الأخير بأم البواقي، بالنزول في ضيافة اتحاد الشاوية في مقابلة تبقى نقاطها "مصيرية" لتشكيلة "لايسكا" بينما يتواجد المحليون بمنأى عن كل الحسابات، إثر خروجهم من سباق الصعود، وعليه فإن "الخروبية" مطالبون بالعودة بنتيجة إيجابية للتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على المحافظة على مقعدهم في هذه الحضيرة لموسم آخر، ولو أن التعادل قد لا يكفي، في ظل انتفاضة "الكرود"، فضلا عن السفرية القادمة التي تنتظر الجمعية إلى أولاد جلال.
باقي اللقاءات تبقى شكلية، منها القمة التقليدية التي ستجمع مولودية قسنطينة باتحاد خنشلة، والتي يبقى القاسم المشترك بين طرفيها البحث عن نقاط لاحتلال الصف الرابع، في حين ستكون مقابلة مولودية باتنة ودفاع تاجنانت دون طعم، بعد تأكد الفريقين من التواجد سويا على متن قطار السقوط المؤدي إلى قسم ما بين الرابطات، في انتظار التعرف على مرافقين آخرين، ولو أن اللافت للانتباه أن "البوبية" لم تحصد أي نقطة منذ الفوز الذي أحرزته في موقعة الذهاب بتاجنانت أمام ذات المنافس.
ص / فرطــاس
