تنطلق عشية اليوم، بملعب عمر بن رابح بالدار البيضاء فعاليات دورة «البلاي أوف»، الخاصة بالصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وذلك بإجراء مباراة الجولة الأولى من البطولة المصغرة، والتي ستجمع بطل مجموعة الوسط، أمل الأربعاء، بنظيره لفوج الغرب مستقبل وادي سلي، في مواجهة تبقى تحتفظ بكامل أسرارها، لأن نظام المنافسة الذي تم اعتماده استثنائيا لهذه الدورة يبقي التنقيط يكتسي أهمية قصوى، في ظل إلغاء التعادل من نتائج المواجهات، مع حتمية تحديد الفائز بكل لقاء.
وتأتي هذه المباراة في ظروف استثنائية، لأن حسابات الصعود من الرابطة الثانية تم تعديلها وفق صيغة المنافسة التي زكتها الأغلبية من رؤساء الفرق، فكان تقسم الأندية إلى ثلاثة أفواج، مع تقليص تركيبة كل فوج إلى 12 فريقا الخيار الأنسب، إلا أن تجسيده الميداني لربح الوقت وتدارك التأخر الذي فرضته الأزمة الوبائية كانت له انعكاسات على كيفيات الصعود والسقوط، فكان اللجوء إلى دورة «البلاي أوف» المخرج الحتمي من المعطيات الجديدة للمنافسة، على اعتبار أن حصة الصعود إلى حضيرة الاحتراف محددة بمقعدين، وعليه فإن التنافس بين أبطال الأفواج سيكون من أجل تذكرتين، بينما سيتجرع فريق واحد مرارة الفشل قي الصعود.
افتتاح دورة «الصعود»، سيكون بمواجهة من تنشيط أقوى وأضعف «بطل» من حيث الرصيد النقطي في مشوار البطولة، ولو أن المعطيات الأولية لا يمكن أن تكون معيارا تقاس عليه قوة كل طرف، لأن مثل هذه المواعيد تحتفظ بالكثير من خصوصياتها، وجاهزية اللاعبين من الناحية النفسية تبقى من أبرز المفاتيح التي تتم المراهنة عليها، لأن مستقبل وادي سلي كان قد أدى مشوارا استثنائيا، وسرق الأضواء في المجموعة الغربية، بعدما أحكم سيطرته المطلقة على مجريات المنافسة، وتخلص من مضايقة كل من جمعية وهران وشباب تيموشنت، ليضمن التتويج باللقب قبل 5 جولات من نهاية البطولة، الأمر الذي مكنه من تخصيص الجولات الأخيرة من المشوار للتحضير لدورة «البلاي أوف»، بعدما حصد 50 نقطة.
على النقيض من ذلك، فإن أمل الأربعاء وجد صعوبة كبيرة في اقتطاع تأشيرة المرور إلى هذه المحطة «الفاصلة»، بدليل أنه انتظر إلى غاية نهاية الموسم لترسيم تتويجه بلقب المجموعة الوسطى، ولم يتحقق ذلك إلا بفضل التعادل الذي خرج به من «الديربي» الذي جمعه باتحاد البليدة، مع كسب أفضلية على شبيبة بجاية بحسابات فارق الأهداف والمادة 69 من القوانين العامة للفاف، فكان رصيد 41 نقطة كافيا للأمل لخطف اللقب، والمرور بشق الأنفس لدورة «البلاي أوف»، بعد قلب الطاولة على ثنائي الولاية السادسة الشبيبة والمولودية في آخر ثلاث جولات من البطولة، ولو أن هذا الرصيد هو الأضعف بالنسبة للأبطال الثلاثة.
هذه الحسابات، تبقى مغايرة لمعطيات أخرى لها صلة مباشرة بالخبرة في المستويات الأعلى، لأن مستقبل وادي سلي الذي تألق في بطولة هذا الموسم يبحث عن صعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة، كممثل ثان لولاية الشلف في حضيرة «الكبار»، بعدما اعتاد على الخروج من دائرة الظل عبر بوابة كأس الجزائر، بينما يسعى أمل الأربعاء لاستعادة مكانته في الرابطة الأولى، في حين كان هلال شلغوم العيد قد خاض تجربة في القسم الأول قبل عقدين من الزمن، لما تم لعب المنافسة بفوجين.
وأكد رئيس الرابطة علي مالك للنصر، بأن كافة الإجراءات تم اتخاذها لضمان سير دورة «البلاي أوف» في أحسن الظروف، لأننا ـ كما قال ـ « نبقى ملزمين بإنجاح هذه التظاهرة، لأنها تبقى بمثابة المرآة العاكسة لبطولة الرابطة الثانية، وقد رسمنا خارطة الطريق الخاصة بهذه المنافسة، وكل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ليبقى الميدان فاصلا بين الأندية المتنافسة على تذكرتي الصعود».
ص / فرطاس