دق رئيس نادي التلاغمة، توفيق بوضياف، ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الفريق في الرابطة الثانية، وأكد بأن الأزمة المالية تجاوزت الخطوط الحمراء، مع ارتفاع مؤشر الديون، الأمر الذي دفع بالمكتب المسير إلى التلويح بالاستقالة الجماعية.
وأوضح بوضياف، في حوار خص به النصر، بأن التجربة الأولى لنادي التلاغمة في الرابطة الثانية كانت ناجحة، بفضل تظافر جهود الطاقم المسير، وكذا التضحيات التي قدمها اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني، مصنفا تفادي العودة السريعة إلى قسم ما بين الرابطات، في خانة الإنجاز الذي يبقى بحاجة إلى تثمين، بسبب شح مصادر التمويل، لأننا ـ كما قال ـ « كنا أضعف فريق من حيث الامكانيات المادية ينشط في الرابطة الثانية، ومع ذلك فقد سرقنا الأضواء بإعانات لا تكفي حتى لتسيير ناد في يلعب في البطولة الجهوية».
حققنا البقاء بتكلفة في حدود 2,5 مليار سنتيم فقط
في البداية، ما تقييمك لمشوار الفريق في أول ظهور له في الرابطة الثانية؟
ما يمكن قوله في هذا الشأن، إن تواجد نادي التلاغمة في القسم الثاني، كان بعد النجاح في تحقيق إنجاز تاريخي، وقد استفدنا من التغيير الاستثنائي الذي أدخل على نظام المنافسة، لكن هذا الصعود وضع الطاقم المسير بين المطرقة والسندان، لأن المحافظة على المكسب المحقق لم يكن بالأمر السهل، بالنظر إلى الصيغة التي تقرر اعتمادها، وذلك بتوزيع الأندية على 3 أفواج، على أن يكون السقوط المصير الحتمي لأربعة أندية من كل مجموعة، وهي الحسابات التي زادت من درجة الضغوطات المفروضة علينا كمسيّرين، لأن المخاوف من العودة السريعة إلى قسم ما بين الرابطات كانت كبيرة، خاصة وأن فريقنا لم تكن لديه أي خبرة في الرابطة الثانية، مقارنة مع باقي ألأندية المجموعة الشرقية، والتي سبق للأغلبية منها اللعب في القسم الأول، وبالتالي فإن النجاح في ضمان البقاء بكل أريحية، يبقى بمثابة الإنجاز الباهر الذي حققناه، لنكون بذلك قد جسدنا الهدف الذي كان مسطرا قبل انطلاق الموسم، مع فتح باب التألق أمام العديد من العناصر الشابة، التي اتخذت من نادي التلاغمة بوابة للبروز في الساحة الكروية الوطنية، مادامت سياستنا تبقى دوما ترتكز على التشبيب.
لكن، الشيء المميز أن الفريق حقق البقاء بفضل القوة المميزة داخل الديار، فما سر ذلك؟
نتائجنا بملعب خبازة بالتلاغمة، كانت المرآة العاكسة لمستوى الفريق هذا الموسم، لأن كل المتتبعين أجمعوا على أننا نمتلك فريقا قويا، وأدينا مباريات في المستوى خارج القواعد، وكنا قادرين على حصد الكثير من النقاط في تنقلاتنا، إلا أن الظلم التحكيمي الكبير الذي تعرضنا له حرمنا من ذلك، خاصة في المواجهات التي كانت أمام أندية مقدمة الترتيب، انطلاقا من المقابلة الأولى أمام شلغوم العيد، مرورا بمباراة عنابة، التي كان الحكم ميال بطلها فوق العادة، وصولا إلى لقاء أم البواقي، الذي كان عبارة عن «فضيحة» تحكيمية، وهذا لا يعني بأننا نحاول تبرير النتائج السلبية المحققة بعيدا عن التلاغمة، بل أن الواقع أثبت ذلك، والفريق كان يقدم مباراة بنفس المستوى، مما سمح لنا بحصد الكثير من النقاط داخل الديار، دون تشكيك أي طرف في أحقيتنا في الفوز، لأن المنافسة تجرى في غياب الجمهور، وفرض الضغط على الزوار أصبح من الماضي، خاصة وأن الارتقاء في المستوى تساهم بشكل كبير في تغيّر الذهنيات، وهذا ما كسبناه في التلاغمة، بدليل أننا رحبنا بجميع الضيوف، والميدان مكننا من حصد 29 نقطة بملعبنا من أصل 33 نقطة ممكنة، وهي أعلى حصيلة داخل الديار في المجموعة الشرقية.
وماذا عن الوضعية المالية ومستحقات اللاعبين، بعد النجاح في تحقيق الهدف المسطر؟
لا أخفي عليكم بأن نادي التلاغمة كان مهددا بالشطب من الرزنامة بسبب مشكل التمويل، ووضع القطار على السكة كان بفضل تظافر جهود اللجنة المسيرة، لأننا قررنا رفع التحدي، وضمان مشاركة الفريق في بطولة الرابطة الثانية لأول مرة في تاريخه بفضل سلاح «النيف»، على اعتبار أن الإمكانيات المادية لم تكن تسمح بتغطية مصاريف النادي، سيما بعد اعتماد «البروتوكول» الصحي، واشتراط تحاليل «بي. سي. آر» لصنفي الأكابر والرديف، الأمر الذي رفع من تكاليف التغطية الصحية أسبوعيا، ومع ذلك فإن النتائج فاقت كل التوقعات، وكان لزاما علينا كإدارة مواكبة الريتم الذي فرضته التشكيلة بأدائها المميز ميدانيا، وذلك بتسديد علاوات المباريات بصورة منتظمة، مع محاولة تسوية شطر من الرواتب.
نتائجنا داخل الديار تعكس مستوى الفريق
وماذا عن التكلفة المالية للموسم، وكيف تنظرون إلى مستقبل الفريق؟
إنهاء المشوار في الصف الخامس، كان عبارة عن مفاجأة مدوية فجرناها، لأن هذا الإنجاز يتخطى بكثير سقف الإمكانيات المادية التي نتوفر عليها، لأن نادي التلاغمة ظل خارج مجال التغطية، ولم يتلق إلى حد الآن أي إعانة من المجلس الولائي، وكذا مديرية الشباب والرياضة لولاية ميلة، والمصدر الوحيد للتمويل إقتصر على حصة الفريق من ميزانية البلدية، والتي لا تكفي حتى لتسيير ناد ينشط في الجهوي، ورغم ذلك فإننا تحدينا كل العقبات خوفا على مصير الفريق، وسعيا للمحافظة على مكانته في الرابطة الثانية لموسم آخر، فسددنا رواتب 4 أشهر لأغلب اللاعبين، مع تسوية منح المباريات عن آخرها، لتكون تكلفة الموسم في حدود 2,5 مليار سنتيم فقط، بينما تجاوزت مصاريف باقي الأندية هذه القيمة بكثير، وفيها من كان مصيره السقوط، لكن هذه المغامرة كانت بمثابة الدرس القاسي الذي أجبر أعضاء المكتب المسير على التلويح بالاستقالة الجماعية، وقد أشعرنا السلطات الولائية بهذا القرار، لأننا لا يمكن أن نحمل على عاتقنا مسؤولية تغطية مصاريف النادي لموسم آخر، الأمر الذي يستوجب دق ناقوس الخطر مبكرا.
حــاوره: ص / فرطاس