تعددت مكاسب المنتخب الوطني في مواجهتي منتخب النيجر، بغض عن الانتصارين المحققين أمام أشبال كافالي، والتي واصل فيها الخط الأمامي انتفاضته، حيث تمكن الخضر من تسجيل 10 أهداف كاملة، جعلتهم يخطفون صفة أفضل هجوم في التصفيات المؤهلة إلى المونديال إلى غاية الآن ب 19 هدفا، كما تجاوزت التشكيلة الوطنية خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، رقم المنتخب الفرنسي لعدد المواجهات دون هزيمة، والالتحاق بمنتخب الأرجنتين في الصف الخامس عالميا(31)، بعد كل من إيطاليا (37) إسبانيا والبرازيل (35) والمجر (32).
بلماضي، الذي يعتبر أهم مكسب حسب عشاق ومحبي المنتخب، خاصة وأنه قلب أداء المنتخب الوطني في ظرف ثلاث سنوات رأسا على عقب بعد بلوغه المباراة 34 فقط على رأس الخضر، لكنه حقق أرقاما باهرة، من خلال حصد 24 انتصارا، وتذوق مرارة الخسارة في مواجهة واحدة كانت أمام منتخب البنين بهدف دون رد، إلا أن تلك الهزيمة يمكن وصفها باستراحة المحارب، حيث نجح بعد ذلك في إعادة المنتخب بقوة، وقيادته للتتويج بكأس إفريقيا سنة 2019، ثم الحفاظ على السجل خال من الهزائم إلى غاية موعد نيامي، ما رفع سقف الطموحات عاليا، سيما وأن المخاوف كانت كبيرة من إمكانية توقف قطار الخضر في نيامي، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي لعبت فيها المواجهة، لكن بلماضي كسب النقاط الثلاث، وكسب لاعبين شبانا سيكون لهم شأن كبير في المستقبل، بالنظر إلى حسن تعامله مع المباراة من الناحية التكتيكية، وتحويل الخطة مرتين أثناء المباراة، بناء على المعطيات الموجودة.
فبعد التأكد من عدم جاهزية بلعمري، حرص بلماضي على تجديد الثقة في بدران، وهو ما يؤكد الحنكة التي يمتلكها «الكوتش»، الذي لم يرد تحطيم مدافع وفاق سطيف الأسبق، بعد الخطأ الذي وقع فيه في لقاء الذهاب، وهو ما انعكس إيجابا على أداء بدران، الذي قدم مباراة مقبولة، وسيكون ورقة مهمة في التعداد، وبالمقابل فإن توبة ومذيوب يمكن اعتبارهما لا يدخلان في حسابات بلماضي، أو بالأحرى لا يمكن أن يثق في قدرتهما على تعويض بلعمري، بدليل إقحام مدافع الترجي التونسي الذي لم يستأنف بعد المنافسة الرسمية مع فريقه، على عكس الثنائي سالف الذكر.
من جهة أخرى، طمأن فارس الناخب الوطني، بعد أن غاب بن سبعيني عن موعد نيامي، وحتى بن عيادة استغل الفرصة أحسن استغلال، ما يجعله بديلا مهما بالنسبة لعطال، على عكس زفان الذي ارتكب أخطاء في مباراة بوركينافاسو، وحتى بن ناصر استعاد أفضل مستوياته، وقدم واحدة من أحسن مبارياته منذ مدة طويلة، حيث وجد ضالته رفقة زروقي، هذا الأخير لم يخيب رغم الأرضية السيئة، دون أن ننسى الدخول الموفق لزرقان وبودواي، اللذين يعتبران مستقبل المنتخب الوطني.
وفي السياق ذاته، فإن فعالية محرز الحاضرة مع المنتخب، رغم الفترة الحرجة التي يمر بها مع فريقه مانشيستر سيتي، جعلته قائدا حقيقيا، حيث يظهر في الفترات الصعبة، مثلما كان عليه الحال في لقاء الذهاب والإياب أمام النيجر، ما يمنح دفعا قويا لبقية زملائه، شأنه شأن فغولي منبع الإرادة وسط المجموعة، وصولا إلى الهداف التاريخي إسلام سليماني الذي كان من بين أكبر المستفيدين من تربص أكتوبر، بكسر رقم تاسفاوت، دون أن ننسى البداية الموفقة للشاب عمورة، الذي يمتلك طريقة مختلفة عن كل من سليماني وبونجاح، من خلال الاعتماد على سرعته.
ويبقى يوسف بلايلي كلمة السر في المنتخب الوطني، بدليل أنه كان وراء ثلاثة أهداف من أصل أربعة سجلت في نيامي، من خلال كرات مفتاحية، بدأت بها الهجمات، وأكثر من ذلك قدم كرات على طبق لزملائه، خاصة بونجاح، الذي ضيع رأسية سهلة، بعد تمريرة سحرية بخارج القدم من بلايلي.
على صعيد آخر، فقد عرف بلماضي كيف يبعث المنافسة بين اللاعبين، وهو ما سيجعل الظفر بمكانة أساسية مستقبلا صعب المنال، خاصة بعد عودة العناصر التي غابت عن موعدي أكتوبر، ويتعلق الأمر بكل من مهاجم نابولي أدم وناس وصانع ألعاب نادي ميتز فريد بولاية، إضافة إلى استعادة كل من ابن مدينة قسنطينة رامي بن سبعيني ومدافع نادي قطر جمال بلعمري عافيتهما، بعد أن غابا عن مباراتي النيجر، وكل هذا يصب بالدرجة الأولى في مصلحة الخضر، الذين يطمحون للتواجد في المونديال، قبل دخول غمار حملة الدفاع عن التاج القاري في الكاميرون، مطلع السنة الجديدة.
حمزة.س