تعود ظهيرة اليوم، عجلة الرابطة الثانية إلى الدوران بعد توقف دام 17 يوما، على خلفية الانشغال بتصفيات الكأس في مرحلتها التمهيدية، والعودة ستكون بإجراء مباريات الجولة السابعة، والتي توحي معطياتها الأولية بتكريس الوضع القائم على مستوى صدارة ترتيب المجموعة الشرقية، لأن تواصل الشراكة بين جمعية الخروب والاتحاد السوفي، يبقى الطرح الأقرب إلى المنطق، في ظل استفادة كل طرف من أفضلية الأرض والجمهور، في الوقت الذي تسعى فيه بعض الفرق لتدارك ما فاتها في سابق الجولات، على غرار اتحاد الشاوية الباحث عن أول فوز، وكذا شبيبة سكيكدة، إضافة إلى الثنائي حمرا ء عنابة واتحاد خميس الخشنة، والذي مازال عاجزا عن تحقيق الإقلاع.
حيازة جمعية الخروب على أفضلية كبيرة للخروج من هذه الجولة بكامل الزاد، تنطلق من "الفورمة" العالية التي تتواجد فيها التشكيلة، بدليل أن "لايسكا" سارت منذ بداية الموسم الجاري بريتم منتظم، على وقع النتائج الإيجابية، والتربع على عرش الصدارة يضع الفريق أمام اختبار التأكيد، سيما وأن آخر خرجة في البطولة كانت جد موفقة ببرحال، عند تجاوز عقبة اتحاد عنابة بالسرعة الرابعة، ولو أن هذه "الديناميكية" امتد مفعولها حتى إلى منافسة الكأس، ليحجز "الخروبية" مقعدا في الدور 32، بعد التأهل على حساب مولودية قسنطينة، وعليه فإن استضافة شباب باتنة زوال اليوم، سيكون فرصة لتأكيد الانطلاقة الموفقة، والفرصة مواتية لتحقيق المبتغى، في ظل مرور "الكاب" بأزمة داخلية، طفت على السطح إثر الإقصاء من الكأس على يد الجار فريق مولودية باتنة، وهي ظروف انعكست بالسلب على تحضيرات الفريق لموعد اليوم، الأمر الذي يرشح "لايسكا" لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، انتزاع الفوز الرابع تواليا، والثالث من نوعه في إطار البطولة.
إلى ذلك، فإن المعطيات ذاتها يمكن استنساخها على الرائد الثاني، الاتحاد السوفي، الذي سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، عندما يستقبل مولودية العلمة، في مقابلة تصب كل حساباتها الأولية في رصيد "الأعشاش" لكسب الرهان، خاصة وأنهم لم ينهزموا منذ بداية الموسم، فضلا عن عدم التفريط في أول نقطة في عقر الديار، رغم حداثة التواجد في هذه الحظيرة، وعليه فإن "السوافة" مرشحون للاستثمار في وضعية "البابية"، وتحقيق انتصار يسمح لهم بمواصلة سرقة الأضواء، كضيوف متمردين في بداية هذا الموسم.
على صعيد آخر، سيكون الموعد في هذه الجولة مع "ديربي" بونة، والذي سيجمع اتحاد وحمراء عنابة، في مقابلة تأتي في ظروف استثنائية، لأن "الطلبة" فقدوا التوازن بعد الزلزال الذي كان قد هز مدرجهم في الجولة الماضية أمام جمعية الخروب، رغم أنهم كانوا قد ضمدوا الجروح نسبيا بالتأهل إلى الدور 32 من كأس الجزائر، لكن مهمة تدعيم الرصيد ليست سهلة، بالنظر إلى حاجة "الحمراء" إلى النقاط، لأن التواجد في مؤخرة الترتيب يفرض ضغطا رهيبا على اللاعبين، والأوضاع ازدادت تأزما إثر الإقصاء المبكر من منافسة "السيدة المدللة" على يد "الصغير" أمل بئر بوحوش، وما كان لذلك من تأثير على الجانب المعنوي للمجموعة، بصرف النظر عن الحصاد الهزيل للتشكيلة في سابق الجولات، لأنه وفضلا عن تواصل رحلة البحث عن أول فوز، فإن إشكالية العقم الهجومي تبقى تؤرق المدرب بوعصيدة، بعد تسجيل هدف وحيد في ظرف 540 دقيقة.
من جهة أخرى، ستكون الإثارة حاضرة في ملعب زرداني حسونة بأم البواقي، أين سيستقبل اتحاد الشاوية جاره نادي التلاغمة، في قمة النقيضين، لأن أهل الدار يواصلون مسعى تذوق نشوة الانتصار، بعد سلسلة من التعادلات المتتالية، والزوار كانوا قد انتفضوا في آخر محطة، بدك شباك سور الغزلان بثلاثية، بينما ستخوض مولودية قسنطينة امتحانا عسيرا بالرغاية، عند النزول في ضيافة اتحاد خميس الخشنة، الذي يعاني في مؤخرة الترتيب، دون إحراز أي فوز، لأن حاجة أصحاب الضيافة للنقاط ستزيد من مهمة الموك في الانتفاضة، وتمرير الاسفنجة على "نكسة" الكأس، ليبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه في لقاء شبيبة سكيكدة واتحاد ورقلة، لأن الشبيبة فقدت التوازن بعد توالي الهزائم الثقيلة وبالرباعية، ولو أن حسم إشكالية تأهيل المستقدمين قد تكون أكبر محفز للعودة إلى السكة الصحيحة. ص / فرطــاس