أبدى مدرب المنتخب الموريتاني أمير عبدو انبهاره بالأجواء التي شهدتها الجزائر خلال دورة "الشان"، وأكد بأن الإقبال القياسي على المدرجات أعطى المنافسة قيمة أكبر، الأمر الذي زاد في تحفيز اللاعبين، وحثهم على الظهور بمستوى أفضل، ليعرب عن أمله الكبير في العودة إلى الجزائر، وبالتحديد إلى ولاية عنابة، متمنيا أن يكون ذلك خلال "كان 2025".
وكشف أمير عبدو بأن مغامرته مع منتخب موريتانيا في هذه النسخة كانت مميزة، وصرح عند مغادرة مطار رابح بيطاط بعنابة سهرة أول أمس قائلا: "لقد قصدنا الجزائر بنية تأدية مشوار ناجح، خاصة وأن المشاركات السابقة كانت مخيبة للآمال، بالخروج من أول الأدوار دون تحصيل أي نقطة، وهو ما عاشه المنتخب الموريتاني في طبعتي 2014 و2018، وعليه فإن المهمة كانت صعبة، لكننا وضعنا الثقة في تعداد رفع التحدي، وتمكن من تحصيل أول نقطة للكرة الموريتانية في هذه المنافسة، قبل أن يكون الانجاز تاريخيا ببلوغ ربع النهائي".
أمير عبدو، الذي كان في وقت سابق قد قاد منتخب بلده جزر القمر إلى انجاز تاريخي في "الكان"، بالتأهل إلى الدور الثاني، أكد بأن الأجواء التي جرت فيها مباراة ربع النهائي أمام السنغال كانت تاريخية بالنسبة لمعظم لاعبيه، واستطرد بالقول: " حقيقة أننا كنا على موعد مع التاريخ، إلا أننا لم نكن نتوقع أن تجرى هذه المواجهة أمام جمهور قياسي، وقد تفاجأنا عند دخولنا لمعاينة أرضية الميدان بالعدد المعتبر من المناصرين في المدرجات، وهي المرة الأولى بالنسبة لنا والتي نلعب فيها أمام قرابة 25 ألف متفرج، في وجود المئات من المشجعين من الجالية الموريتانية المقيمة بالجزائر، وقد كنا نمني النفس بمواصلة المغامرة والتأهل إلى المربع الذهبي، غير أن أحكام الكرة أوقفت ملحمتنا عند هذا الدور، ومن ضربة جزاء، رغم أننا كنا الأفضل، وكنا نستحق التأهل، بالنظر إلى المردود الذي قدمناه في المرحلة الثانية".
وختم أمير عبدو حديثه، بالتأكيد على أنه جد متأسف لمغادرة الجزائر، وأردف قائلا: "ما عشناه خلال هذه التظاهرة جعلنا نقف على التعلق الكبير للشعب الجزائري بكرة القدم، بدليل إقباله بأعداد غفيرة على المدرجات لمتابعة كل المقابلات، وهذا مكسب للكرة الجزائرية، وقد استثمرت فيه الكاف في هذه الدورة، لإعطاء منافسة "الشان" مكانتها الحقيقية من حيث المتابعة الجماهيرية، فكان رد فعل الهيئة الكروية القارية زيادة قيمة الجوائز المالية لهذه المنافسة انطلاقا من هذه النسخة، وهذا بعد النجاح الكبير المحقق في الجانب التنظيمي، وبالتالي فإن الجزائر كسبت الرهان، وشخصيا فإنني انبهرت بالملاعب التي تم انجازها، خاصة ملعب عنابة، التي يتوفر على كل المواصفات العالمية، وأتمنى أن أعود إلى هذه المدينة في منافسة قارية أخرى، خاصة دورة "كان 2025"، لأن الجزائر أثبتت من خلال دورة "الشان" بأنها قادرة على استضافة أي حدث كروي إفريقي مهما كان حجمه".
ص / فرطاس