قرر المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير، بعث مشروع إعادة هيكلة قسم ما بين الرابطات، والذي كانت الفاف قد زكته خلال عهدة الرئيس السابق للاتحادية شرف الدين عمارة، لكن الإشكال المطروح يكمن في التأخر الكبير في اتخاذ الإجراءات الإدارية المتعلقة بتقسيم هذا المستوى من الهرم الكروي الوطني على رابطتين، الأمر الذي قد يستوجب المرور عبر الخطوة الميدانية كإجراء أولي مدته موسم واحد، قبل تكملة التدابير الإدارية والقانونية لتأسيس رابطتين إقليميتين جديدتين، مقابل حل رابطة ما بين الجهات نهائيا.
هذا المشروع تم طرحه على طاولة النقاش خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد يوم الأحد الفارط، ويقضي بتقسيم أندية قسم ما بين الرابطات على إقليمين، وفق النظام المعمول به في الرابطة الثانية، لكن كل إقليم يضم 3 أفواج، مع تأسيس رابطتين بطابع «وطني»، الأولى لمنطقة «وسط - شرق»، والثانية للجهة الوسطى الغربية، على أن يكون عدد الفرق المنضوية تحت لواء كل هيئة حديثة العهدة في الساحة الكروية الوطنية في حدود 48، موزعة بالتساوي على المجموعات الثلاثة لكل رابطة.
فتح باب النقاش بشأن هذه القضية، جاء امتدادا للمشروع الذي كان المكتب الفيدرالي السابق قد أعده، والرامي إلى إعادة النظر في هيكلة الهرم الكروي الوطني على مستوى القسم الثالث مع بداية الموسم الكروي (2023 / 2024)، وتقسيم أندية حظيرة ما بين الجهات على فرعين إقليميين، دون أن تكون هناك انعكاسات كبيرة على كيفيات الصعود والسقوط، بل أن التعديل سيمس بالدرجة الأولى التوزيع المعتمد على أندية ما بين الجهات، بمراعاة الخارطة الجغرافية، ودائرة نشاط كل رابطة فرعية بحسب الإقليم، ولو أن المخطط الأولي الذي تم إعداده في هذا الخصوص، يأخذ بعين الاعتبار الرابطات الجهوية كمنطلق للتقسيم الجديد، لأن المشروع الذي تم ضبطه في عهد شرف الدين عمارة، يضع تركيبة رابطة القاعدة الوسطى الشرقية مشكلة من أندية الرابطات الجهوية لقسنطينة، عنابة، باتنة وورقلة، في وجود فوج خاص بالجنوب الشرقي، وفوجين لمنطقة الشرق، مع إمكانية إلحاق بعض الفرق من رابطة الجزائر الوسطى بهذا الإقليم إذا اقتضت الضرورة ذلك، لأن الحصة الإجمالية لعدد النوادي الناشطة في هذا القسم تبقى في حدود 96 فريقا، والرابطة الإقليمية لمنطقة «وسط - غرب»، ستضم تحت لوائها فوج الجنوب الغربي، إضافة إلى ممثلي الرابطات الجهوية لوهران، سعيدة، الجزائر الوسطى والبليدة.
وتحسبا لهذه الخطوة، فقد تم تشكيل لجنة تضم رئيس رابطة الهواة علي مالك، ونظيره لرابطة ما بين الجهات نورالدين بولفعات، إضافة إلى المنسق الفيدرالي لما بين الرابطات أحمد خبوز، والتي أسندت لها مهمة رسم خارطة الطريق التي تسمح بتجسيد هذا المشروع، وتكييف متغيرات نمط المنافسة مع المعطيات الجديدة، التي ستطرأ على الهرم الكروي الوطني بعد تقسم القسم الثالث على رابطتين إقليميتين، ولو أن الجانب القانوني يبقى أكبر عقبة تعترض الاتحادية في تنفيذ هذا المخطط، لأن نقطة الانطلاق لهذا المشروع الجديد، ستكون الحل الأوتوماتيكي لرابطة ما بين الجهات الحالية، وذلك لن يكون إلا بقرار من المكتب الفيدرالي، مع المصادقة على المقترح من طرف الجمعية العامة لذات الهيئة في دورة استثنائية، قبل المرور إلى الخطوة الثانية، والمتعلقة بعقد جمعيات عامة تأسيسية لكل رابطة فرعية إقليمية، مع المصادقة على القانونين الأساسي والداخلي لكل رابطة حديثة العهد، لتكون الخطوة الختامية تنظيم جمعية عامة انتخابية لكل رابطة، وهو الأمر الذي يتطلب فترة زمنية تتجاوز الثلاثة أشهر، الأمر الذي قد يدفع بالاتحادية إلى تأخير موعد تأسيس الرابطتين الجديدتين، مع اللجوء إلى تقسيم المكتب التنفيذي الحالي لرابطة ما بين الجهات على شطرين، على أن يتولى كل قسم تسيير المنافسة بنمطها الجديد خلال الموسم الكروي القادم، مع التكفل بالتحضير لانتخابات المكتب التنفيذي لكل رابطة إقليمية تحسبا للعهدة
الأولمبية الجديدة.
صالح فرطاس