أفضت التحريات المعمقة التي قامت بها لجنة الانضباط التابعة لرابطة ما بين الجهات في قضية أحداث بني والبان إلى تكييف الجانب القانوني للملف وفق ما تنص عليه الفقرة 3 من المادة 128 من القوانين العامة للفاف، وكذا مراعاة المادة 47، لأن التقارير الرسميين ومن طاقم تحكيم ومحافظين أجمعت على إعلان الحكم الرئيسي صافرة النهاية، مباشرة بعد تسجيل النجم هدف التعادل، مقابل التأكيد على التعرض لضغط رهيب من طرف مسيري وأنصار الفريق المحلي، فضلا عن حادثة اجتياح الأنصار أرضية الميدان بعد نهاية المباراة، بداعي ضعف التغطية الأمنية للقاء.
المعلومات التي استقتها النصر من مصدر جد مقرب من الرابطة، تفيد بأن لجنة الانضباط تمسكت بمحتوى تقارير الرسميين، واتخذتها كسند قانوني لدراسة هذه القضية، على اعتبار أن إدارة وداد زيغود يوسف بقيادة الرئيس بوسميد كانت عن مثولها أمام اللجنة المختصة ظهيرة الإثنين الفارط، قد ركزت بالأساس على مقاطع أشرطة الفيديو، التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع إرفاق القرص المضغوط الذي تضمن هذه المقاطع بشهادات طبية تثبت تعرض اللاعبين لإصابات خطيرة، بسبب الاعتداءات الجسدية التي استهدفتهم بعد نهاية المباراة، وبناء هذا الملف للمطالبة بنقاط الفوز على البساط، بحجة أن اللقاء توقف قبل نهايته القانونية، وأن الحكم لم يطلق صافرة النهاية، عند اجتياح أنصار الفريق المحلي أرضية الميدان مباشرة بعد هدف التعادل، دون تجاهل الأجواء المشحونة التي جرت فيها المقابلة، خاصة في شوطها الثاني، و»السيناريو» الغريب الذي تم به تسجيل هدف التعادل، وهي أهم النقاط التي ركزت عليها إدارة «الوازي» للمطالبة باعتماد فوز فريقها على البساط.
وحسب نفس المصدر فإن رئيس نجم بني والبان عزوز طبو وعند مثوله أمام لجنة الانضباط ظهيرة أول أمس، حاول حجب الرؤية عن الأحداث التي وقعت، وركز أكثر على اتهامات وجهها إلى رئيس «الوازي» بوسميد، كما وصف الأجواء التي شهدتها اللحظات الأخيرة من المباراة بالعادية، وصنفها في خانة فرحة الأنصار واحتفالهم بهدف التعادل، وهو ما جعل اللجنة المعنية تواجهه بمقاطع أشرطة الفيديو التي ظلت بالنسبة لها بمثابة الدليل المادي، ولو أن طبو أكد بأن الهدف سجله اللاعب مقداش، وأن الحكم أعلن صافرة النهاية، وسجل ذلك في ورقة التحكيم.
وانطلاقا من هذه المعطيات، أوضح مصدرنا بأن لجنة الانضباط لم تتحصل من جلسات السماع التي خصصتها لمسؤولي الفريقين على معطيات جديدة من شأنها تغيير منحى التحقيق والاستناد يبقى إلى تقارير الرسميين، والتي تضمنت ـ حسب مصدرنا ـ اعترافا ضمنيا من الحكم والمحافظين بنهاية المباراة في وقتها القانوني، وإطلاق الحكم تاج الدين ربح الله صافرة النهاية مباشرة بعد دخول الكرة إلى الشباك، بعد تسجيل نجم بني والبان هدف التعادل، بصرف النظر عن الظروف الاستثنائية التي سارت فيها المقابلة في تلك اللحظات، ليكون هذا الجانب نقطة الارتكاز في الملف، الأمر الذي يكفي لاعتماد نتيجة اللقاء بالنسبة لفريق وداد زيغود يوسف، بينما تبقى القضية المقترنة بضعف التغطية الأمنية لهذا اللقاء بمثابة الفصل الثاني من الملف، وذلك بعد تأكيد الرسميين في تقاريرهم على أنهم تعرضوا لضغوطات كبيرة طيلة الشوط الثاني، وكذا عند العودة إلى حجرات الملابس، مع الإصرار على عدم تسجيل أي حادث من شأنه أن يضر بمصلحة فريق بني والبان، ولو أن الحكم ربح الله اضطر إلى التنقل رفقة المساعدين والمحافظين إلى مقر فرقة الدرك الوطني لملأ ورقة المقابلة، غير أن الظروف لم تكن ـ حسب ما جاء في التقرير ـ تسمح لتدوين كل الأحداث، مما استوجب إعداد تقارير تكميلية.
وخلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن هذه المعطيات، جعلت اللجنة المختصة تستند إلى نص الفقرة 3 من المادة 128 من القوانين العامة للفاف، وتكييف الوقائع وفق حادثة الضغط على الرسميين، ليكون قرارها الأولي متمثلا في تثبيت تعادل «الوازي»، مقابلة اعتماد خسارة نجم بني والبان هذه المقابلة من باب العقوبة دون منح النقاط للفريق المنافس، إضافة إلى معاقبة النجم بخصم 3 نقاط أخرى من رصيده، وفرض غرامة مالية على النادي بقيمة 30 مليون سنتيم، فضلا عن معاقبة رئيس النادي عزو طبو بالحرمان من تأدية مهامه الرياضية بصورة عادية لمدة سنتين نافذتين، مع اقتراح إقصائه مدى الحياة من الساحة الرياضية، وهذا باعتباره المسؤول الأول على الفريق، في حين أن الشق الثاني من العقوبة سيكون بالاستناد إلى نص المادة 47 من قوانين الفاف، وذلك بتعليق اعتماد ملعب بوقفة عثامن، وإجباره الفريق على استقبال ضيوفه خارج الديار، فضلا عن لعب مقابلتين دون جمهور، بسبب اجتياح الأنصار أرضية الميدان بعد نهاية المباراة، والتسبب في إصابات خطيرة للاعبي الفريق المنافس، وهو القرار الذي من المرتقب أن تصدره لجنة الانضباط ظهيرة اليوم الخميس.
ق / ر