ربع نهائي كان الأشبال

مالي - الكونغو (بعنابة 17 سا)
البحث عن الزعامة وإثبات الجدارة عنوان الصدام
يلتقي مساء اليوم، منتخبا مالي والكونغو بملعب 19 ماي بعنابة، في ثالث مواجهات الدور ربع النهائي للنسخة 14 من نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، في لقاء تصب كل معطياته الأولية في رصيد "نسور باماكو" لكسب الرهان، بالنظر إلى المردود الذي قدمته في دور المجموعات، وكذا استفادتها من أفضلية البقاء في "بونة" منذ انطلاق المنافسة، لكن عنصر المفاجأة يبقى واردا، لأن "الشياطين الحمر"، تبحث عن رابع مشاركة لها في نهائيات كأس العالم، أمام أحد الزبائن التقليديين في المونديال، لأن منتخب مالي شارك 5 مرات، واعتاد على بلوغ أدوار جد متقدمة في العرس العالمي، ونهائي مونديال الشيلي 2015، يبقى أكبر إنجاز في تاريخ الكرة المالية.
وتعد مقابلة هذه الأمسية بالكثير من الإثارة والتنافس، لأن الرهان يبقى مزدوجا بين منتخبين، سبق لهما حمل راية تمثيل القارة في المونديال، إلا أن منتخب مالي يبقى الأفضل، سواء من حيث السجل التاريخي، أو حتى المستوى الذي ظهر به في هذه الطبعة من "الكان"، وقد أثبتت "نسور باماكو" عودتها القوية إلى الواجهة، بالخروج من "مجموعة الموت" بتقدير "الامتياز"، على حساب حامل التاج، المنتخب الكاميروني، وكذا منتخب بوركينافاسو، الذي سبق له أيضا معانقة اللقب الإفريقي، وأداء تشكيلة المدرب سومايلا كوليبالي نال إعجاب المتتبعين، بالمزاوجة بين المهارات الفنية الفردية العالية، والتنسيق الكبير بين الخطوط الثلاثة، الأمر الذي يعني بأن الكرة المالية تبقى بصدد قطف ثمار سياسة التكوين المنتهجة على مستوى الأكاديميات، لأن هذا المنتخب يتشكل من تعداده مزيج بين شبان أكاديميتي أفريكا فوت ويالان أولمبيك، في وجود لاعب وحيد محترف في فرنسا، وآخر في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويراهن منتخب مالي على هذا الجيل لاستعادة التاج الذي ضاع منه في دورة تنزانيا 2019، على اعتبار أنه كان قد صنع إنجازا تاريخيا، بتتويجه باللقب لطبعتين متتاليتين في سنتي 2015 و2017، وهو بصدد المشاركة في "الكان" للمرة التاسعة في مشواره، وقد اعتاد على بلوغ المربع الذهبي، مما مكنه من المشاركة في المونديال 5 مرات، 4 منها تجاوز فيها دور المجموعات، وأفضلها كان نهائي مونديال الشيلي، والذي خسر فيه اللقب العالمي أمام نيجيريا.
من الجهة المقابلة، فإن منتخب الكونغو يبحث عن رابع ظهور له في نهائيات كأس العالم، في ثالث مشاركة له في العرس القاري، وأفضل إنجازاته في هذه المنافسة تبقى المركز الرابع في دورة 2011، والتي أعقبها بمشاركة "مميزة" في المونديال، تأهل فيها إلى ثمن النهائي، لأن "الشياطين الحمر" سبق لهم التواجد في نهائيات كاس العالم للأشبال في فترة نظام التصفيات الإقصائية، وكان ذلك في طبعتي 1985 و1991، مع الإقصاء من الدور الأول، ولو أن آداء التشكيلة التي يقودها التقني الإيطالي فابريزيو سيزانا ظهرت بمستوى فني مميز، رغم أنها تأهلت إلى هذا الدور دون تذوق طعم الفوز، وتضم 10 لاعبين محترفين في فرنسا.
ص / فرطاس