توحي القراءة الأولية في مباريات الجولة 29 وما قبل الأخيرة من بطولة الرابطة الثانية، ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قاعدة جدول ترتيب المجموعة الشرقية، والصراع من أجل تفادي التذكرة الثالثة على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات، مرشح للتواصل بمعطيات لن تخرج كثيرا عن دائرة التوقعات، لأن "السوسبانس" سيتواصل إلى غاية آخر لحظة من عمر المنافسة، ولو أن هذه المحطة كفيلة بإعفاء اتحاد الحراش نهائيا من حسابات السقوط، مقابل إمكانية تشبث وفاق سور الغزلان بأمل "النجاة"، والذي يمر عبر "معجزة"، بينما سيضطر هلال شلغوم العيد وجمعية عين مليلة إلى تمديد التنافس عن بعد إلى الجولة الختامية، وقد يكون الحال كذلك بالنسبة لاتحاد عنابة وأولمبي المقرن.
وتلوح مؤشرات استقرار الأوضاع في الأفق، من خلال تواجد هلال شلغوم العيد وجمعية عين مليلة على نفس الموجة، وذلك بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار، حيث أن "لاصام" ستستقبل شباب برج منايل، في مقابلة لا يملك فيها المحليون أي خيار سوى الانتصار للتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على تحقيق المبتغى في آخر 90 دقيقة من عمر الموسم، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث، سيكلف أبناء "قريون" حرق آخر أوراقهم، دون انتظار السفرية الأخيرة إلى قسنطينة، وعليه فإن الجمعية ستعمل على استغلال ورقتي الأرض والجمهور وكذا عطلة المنافس، لإحراز فوز يكون بمثابة جرعة أوكسجين، رغم أن الوضعية الراهنة تبقي حظوظ "لاصام" في النجاة، مرتبطة بنتائج أطراف أخرى في معادلة السقوط، وهذا من عواقب الهدف "القاتل" الذي تلقته أمام اتحاد عنابة قبل 10 أيام.
من جهة أخرى، فإن هلال شلغوم العيد سيستفيد من فرصة اللعب للمرة الثانية على التوالي داخل القواعد، وضيف هذه الأمسية هو "البطل" أولمبي أقبو، الذي وجه تفكيره صوب احتفالية الصعود التاريخي إلى الرابطة المحترفة، والتي ستكون يوم السبت القادم، في آخر مباراة من الموسم، وعليه فإن سفرية اليوم إلى شلغوم العيد تبقى "شكلية"، لكن بأهمية بالغة بالنسبة لأهل الدار، لأن أبناء "الشاطو" أصبحوا ملزمين بتحقيق الفوز في ملعب المظاهرات، قبل التفكير في حسابات الجولة الختامية، والتي سيبحثون من خلالها عن نقطة ترسيم النجاة بباتنة.
إلى ذلك، فإن اتحاد عنابة، يبقى من الفرق الخمسة التي يكفيها رصيد 37 نقطة للاطمئنان على مكانتها في الرابطة الثانية الموسم القادم، وحط الرحال اليوم بالخروب سيكون بنية تفادي الهزيمة، حتى يتسنى لأبناء "بونة" تعبيد طريق النجاة عبر مسلك آخر، على اعتبار أن نجاح "الطلبة" في العودة بالزاد كاملا سيكون وزنه ترسيم النجاة، بينما التعادل سيبقي الفريق معنيا بالحسابات إلى غاية الجولة الختامية، لكن بمعطيات تضعه في أفضل رواق لتحقيق المبتغى، لأن إحراز الاتحاد لنقطة اليوم بالخروب، سيكشف رسميا عن هوية ثاني النازلين، ويتعلق الأمر بوفاق سور الغزلان، الذي يبقى أمله في البقاء مقترن بمعجزة، تنطلق من تجمد رصيد اتحاد عنابة في هذه الجولة عند 34 نقطة، مع المراهنة على تنشيط "نهائي" بعنابة في الجولة الأخيرة، وهي حسابات ستجعل لاعبي الوفاق يخوضون جولة اليوم بأرجل في سور الغزلان، وآذان مشدودة إلى الخروب، لأن آخر أمل معلق على فوز "لايسكا"، وإلا فإن "المخطارية" سترسم مرافقة مولودية العلمة، مع إسقاط مفعول مخطط "النجاة"، الذي يمر عبر تنشيط مقابلة "فاصلة" بعنابة.
وفي ذات السياق، فإن الوضعية الراهنة لأولمبي المقرن، تبقيه بحاجة إلى نقطة واحدة للاطمئنان رسميا على مقعده في هذا القسم لموسم آخر، وهو الشرط الذي سيكون مسعى رحلته إلى خميس الخشنة، قبل استضافة "الخروبية" في آخر جولة، في حين سيعمل اتحاد الحراش على استغلال فرصة اللعب داخل القواعد، بحثا عن انتصار أمام مولودية قسنطينة يكون بوزن البقاء، والخروج كلية من دائرة الحسابات.
ص / فرطــاس
