كتب مساء أول أمس فريق مولودية برج بوعريريج لكرة اليد صفحة جديدة في سجل «الكرة الصغيرة» الجزائرية، وذلك من خلال تتويجه بكأس الجمهورية لأول مرة في تاريخه، الأمر الذي مكنه من إحراز «ثنائية» تزامنت مع انتزاعه لقب البطولة الوطنية قبل أقل من شهر، ليكرس سيطرته المطلقة على مجريات المنافسة بمعانقة «السيدة المدللة»، فكان الموسم استثنائيا لأبناء مدينة البرج، لأن هذا الفريق اعتلى منصة التتويج لأول مرة منذ تأسيسه قبل 13 سنة، وقد كان موسما التتويجات «ثريا»، بالجمع بين لقبي البطولة والكأس لدى الأكابر، والإنجاز ذاته تم استنساخه من طرف الأصاغر، مما يجسد التغيير الجذري الذي تشهده كرة اليد الجزائرية، بعد انهيار مولودية الجزائر، بالسقوط إلى القسم الأول، ومغادرة حضيرة النخبة لأول مرة في التاريخ، بينما كان هذا «الزلزال» كافيا لبروز أندية أخرى كانت خارج دائرة الأضواء، ومولودية البرج أصبحت الأقوى هذا الموسم.
ودخل الفريق البرايجي قائمة النوادي المتوجة بكأس الجزائر عبر بوابة اللقب الذي أحرزه أول أمس، حيث أنه الفريق رقم 13 الذي يعانق «السيدة الكأس» على امتداد 54 نسخة، مع تكريس التراجع الكبير للنوادي العاصمية، في صورة المولودية وشباب الأبيار، بعد انهيار «الناديت» و»الأولمبيك»، لأن الكأس بقت في الجهة الشرقية من الوطن للموسم الثاني على التوالي، بعدما كان بطل الموسم الفارط هو أولمبيك عنابة، ولو أن إنجاز مولودية البرج كان استثنائيا، وذلك بالمزاوجة بين تاجي البطولة والكأس، وتجسيد السيطرة المطلقة، التي ساهمت بشكل مباشر في رسم معالم التغيير الشامل في المنظومة، من خلال الثورة التي تشهدها «الكرة الصغيرة» في مدينة برج بوعريريج، لأن الانطلاقة كانت من تتويج «الشباب» بلقب البطولة الوطنية في سنة 2019، قبل أن تبرز مولودية البرج كقوة ضاربة في كرة اليد الجزائرية، لأن هذا الفريق الذي لم ير النور قبل أقل من 13 سنة، كبر بسرعة البرق، بفضل استراتيجية العمل المنتهجة، لتكون ثمارها «ثنائية» تاريخية، لصنفي الأكابر والأصاغر، في أول موسم للتتويجات.
مزاوجة مولودية البرج بين اللقبين في موسم واحد جعلها سابع فريق ينجح في إحراز «الدوبلي»، انطلاقا من مولودية الجزائر، التي تبقى تحوز على رقم قياسي من الصعب جدا تحطيمه، مرورا بأولمبيك وناديت العاصمة، وذلك بنجاح كل فريق في الجمع بين اللقبين مرتين في سجل المنافستين، بينما حققت أندية رائد القبة، اتحاد عنابة وأمل شبيبة سكيكدة هذا الإنجاز مرة في مشوارها، وكان «السكيكدية» آخر من بلغ هذه الثنائية في سنة 2020، لكن انتفاضة «اليد» البرايجية كانت بفضل المولودية، وبتقدير ممتاز، بعد موسم برزت فيه تشكيلة المدرب زكرياء عبادة بشكل واضح، في صورة الحارس حمودي بوشطيط ، الذي كان له دور كبير في التتويج باللقبين، وكذلك الحال بالنسبة لياسين طاهر حاج صدوق وكذا عبد الرؤوف بوعكاز، دون التقليل من قيمة باقي التعداد، ولو أن الملفت للانتباه أن «الفتوحات» التاريخية التي حققها مولودية البرج كسرت الجمود الرياضي التي عاشت الولاية رقم 34 في السنوات الأخيرة، لأن سقوط «الأهلي» إلى الأقسام السفلى وبلوغه الجهوي الأول جسد التراجع الكبير لأندية كرة القدم بهذه الولاية، لتتولى فرق «اليد» مهمة نفض الغبار عن «الإنجازات» والتتويجات، وبالتالي تمرير الإسفنجة على الانتكاسة الكروية التي تعشيها البرج.
والملفت للانتباه أن فريق مولودية برج بوعريريج لم يترك أي مجال لعنصر المفاجأة، بل دخل مباشرة لائحة الأبطال عبر أوسع الأبواب، لأنه كان الفريق رقم 27 الذي يبلغ نهائي الكأس، إلا أنه أنهى المنافسة بلقب تاريخي، هو الثالث بالنسبة للولاية، والثاني في ظرف أقل من شهر لهذا الفريق، ولو أن أعلى حصة من التتويجات بكأس الجمهورية تبقى من نصيب مولودية الجزائر بمجموع 30 لقبا، وهذا الرقم يتجاوز بقليل حصاد «الشناوة» من التتويج بلقب البطولة، المقدر ب 28 مرة، في حين تبقى النوادي العاصمية تتزعم لائحة «الأبطال» بفضل المولودية والناديت والأولمبيك، وحتى الديناميكية، في حين انتزعت أندية القاعدة الشرقية الكأس في 5 مناسبات، بعد تتويج كل من اتحاد وأولمبيك عنابة، وكذا أمل شبيبة سكيكدة، وفاق عين توتة، وأخيرا مولودية البرج، مما يعني بأن النسخة 54 كشفت عن هوية بطل جديد دخل اللائحة لأول مرة، وكرس وقف السيطرة «العاصمية» على الألقاب الوطنية للكرة الصغيرة.
ص / فرطاس
رئيس النادي إدريس بن قدوج للنصر
قطفنـــــا ثمــــار إستراتيجيـــــة العمــــل القاعـــــدي المنتهجـــــــة
صنّف رئيس مولودية برج بوعريريج لكرة اليد إدريس بن قدوج الإنجاز التاريخي الذي حققه فريقه في خانة «المعجزة» التي تجسدت ميدانيا بفضل سلاح الإرادة، وأكد بأن أكبر المتفائلين من أسرة النادي لم يكن يراهن على التتويج بثنائية، لكننا ـ كما قال ـ « استثمرنا في روح المجموعة، وعملنا على توفير الأجواء التي ساعدت على المحافظة على توازن التشكيلة في المنعرجات الحاسمة، فكانت النتيجة إنجازات تاريخية».
وأشار بن قدوج في دردشة مع النصر إلى أن حقيقة الميدان أكدت على جدارة فريقه في الجمع بين لقبي البطولة والكأس، واستطرد في هذا الشأن قائلا: « المهمة لم تكن سهلة، إلا أن المستوى الذي ظهر به فريقنا جعل المتتبعين يرشحونه للتنافس على لقب البطولة، وقد حققنا المبتغى بانتزاع اللقب بعد مشوار ممتاز، خاصة في دورة «البلاي أوف»، وهو إنجاز زاد في الرفع من معنويات المجموعة، لاسيما وأننا بلغنا نهائي الكأس، فكان التركيز كبيرا على حصد الثنائية، ولو أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، لأن أمل سكيكدة له خبرة طويلة حتى على الصعيد القاري، ومع ذلك فإن عناصرنا آمنت بحظوظها في القدرة على إحراز «الدوبلي»، بصرف النظر عن «السيسبانس» الكبير الذي سارت على وقعه المباراة النهائية».
وأوضح رئيس مولودية برج بوعريريج في ذات السياق بأن فريقه كتب صفحة جديدة في سجل كرة اليد الجزائرية، وذلك ـ كما أردف ـ « لم يكن من باب الصدفة، بل أننا انتهجنا سياسة عمل مبنية بالأساس على التكوين والتوجه أكثر نحو الأصناف الشبانية، على اعتبار أن فريقنا تأسس قبل 13 سنة، إلا أن «الديناميكية» أخذت ريتما سريعا منذ 3 مواسم فقط، بعد الصعود إلى بطولة النخبة، والدخول مباشرة في صلب الموضوع بمقارعة الكبار، فكانت الحصيلة تاريخية خلال الموسم الجاري، لأن بروز الأكابر ودخولهم التاريخ بثنائية البطولة والكأس لا يحجب الرؤية عن الإنجاز الذي حققه الأصاغر، والذين أحرزوا بدورهم اللقبين في نفس الموسم، وهو ما يعني بأن النادي وموازاة مع بروزه في الساحة الوطنية كقوة ضاربة في صنف الأكابر، فإنه يبقى وفيا لسياسته، وذلك بالاهتمام بالفئات الشبانية، وهذا ما يكفي للاطمئنان أكثر على مستقبل النادي، في وجود خزان من المواهب، دون الخوض في قضية الامكانيات، لأن هذه الألقاب ستسمح بجلب الاهتمام أكثر، مادام الفريق قد كسب قاعدة جماهيرية كبيرة في ظرف زمني وجيز»
حاوره: ص/ فرطاس