يخوض رياضيو ألعاب القوى دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها باريس، انطلاقا من 26 جويلية الجاري بطموحات كبرى، في وجود أبطال متميزين، في شاكلة جمال سجاتي وسليمان مولى والطاهر تريكي، ولو أن الآمال معلقة أكثر على ابن مدينة تيارت صانع الحدث، خلال سنة 2024 بنتائجه المبهرة التي وضعته على رأس أكبر المرشحين للفوز بذهبية 800 متر، حتى وإن كانت المأمورية لن تكون سهلة في وجود الأبطال الكينيين، يتقدمهم وانيوني المنهزم أمام سجاتي في ملتقى باريس، كما تخطاه في آخر تصنيف للدوري الماسي.
آمال كبيرة معلقة على رفقاء سجاتي لتحقيق أفضل النتائج في ألعاب القوى التي لطالما كانت الشمعة المضيئة للرياضة الجزائرية في كبرى التظاهرات، ويكفي أنها الأكثر تتويجا في تاريخ مشاركاتنا في الألعاب الأولمبية، فقد سبق للجزائر الفوز ب17 ميدالية طوال النسخ السابقة، منها 5 ذهبيات و4 فضيات، بجانب 8 برونزيات، والميداليات الذهبية الخمس أتت كلها عبر رياضتي ألعاب القوى (4 ) والملاكمة ( 1 )، فقد أهدت حسيبة بولمرقة الجزائر أول ميدالية من المعدن النفيس عام 1992 في سباق 1500 متر في دورة برشلونة، قبل أن يقتفي أثرها نور الدين مرسلي في نفس السباق عام 1996 بدورة أتلانتا (الولايات المتحدة الأمريكية)، كما أهدى ذات السباق (1500 متر ) الجزائر ذهبيتين إضافيتين عبر نورية بنيدة مراح في دورة سيدني (2000)، وتوفيق مخلوفي لندن 2012.
وتراهن اللجنة الأولمبية على أم الألعاب، من أجل العودة لمنصات التتويج، وتجاوز خيبة الإخفاق الأخير في طوكيو، حينما خرجت الجزائر خاوية الوفاض في مشاركة وصفت بالأسوأ.
وستكون رياضة ألعاب القوى الأكثر حضورا ب8 أبطال رفقة المصارعة، وهي ممثلة بسبعة ذكور وأنثى، وتنطلق منافساتها من 2 أوت وتستمر إلى غاية 11، وستكون الأعين على البطل العالمي جمال سجاتي، صاحب الإنجازات الرائعة هذا الموسم في سباق 800 متر، حيث تمكن من تحطيم أرقام بالجملة، محققا أفضل نتيجة عالمية هذا العام ( 1.41.46)، وهي أفضل رقم في مسيرته.
وينتظر الجميع فوز سجاتي بالذهب في باريس في ثاني مشاركة أولمبية ( كان حاضرا في طوكيو غير أن فيروس كورونا حرمه من خوض المنافسة)، بالنظر إلى الفورمة العالية التي يتواجد عليها، وهو الذي بات أفضل عداء في تاريخ سباقات 800 متر، كما يمتلك سابع أسرع توقيت في التاريخ، ويحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي، خلف نجوم أطاح بهم مؤخرا في صورة وانيوني.
ولن تكون الآمال معقودة على سجاتي فقط، في وجود سليمان مولى، وإن كان مبتعد عن التتويج في الآونة الأخيرة لأسباب ربطها البعض بالإصابة، وأفضل رقم شخصي لمولى 1.43.38، بينما رقمه هذا العام 1.44.55، ويحتل المركز السابع عالميا، فيما سيكون محمد علي قواند ( 22 سنة) على موعد مع أول مشاركة في الأولمبياد، حيث يبحث عن اكتساب الخبرة، وأهم نتائجه فضية أولمبياد الشباب 2018، وفضية بطولة العالم للشباب 2021، ورقمه الشخصي 1.44.37، وهو نفس رقمه هذا العام ومركزه العالمي 29.
أما بخصوص اختصاص القفز الثلاثي، فسيكون ممثلا ببطل واحد، وهو ياسر تريكي الذي لديه رقم شخصي جد مقبول ( 17.43)، ويحتل المركز 10 عالميا، حيث تعلق عليه الآمال لصنع المفاجأة، وهو الذي ترك انطباعا جيدا في أولمبياد طوكيو، عند إنهاء المنافسات في المرتبة الخامسة كأفضل نتيجة جزائرية.
وفي سباق 110 متر موانع، سيشارك أمين بوعناني لأول مرة في مسيرته الرياضية في الأولمبياد، ولديه إنجازات مقبولة على المستويين الإقليمي والقاري، على غرار ذهبيات الألعاب الإفريقية 2019 والبطولة الإفريقية 2022 وألعاب التضامن الإسلامي 2021 والألعاب العربية 2023، وفضيات البحر الأبيض المتوسط 2022 والبطولة الإفريقية 2024 والألعاب الإفريقية 2023، واحتل المركز 12 في بطولة العالم يوجن 2022، ورقمه الشخصي 13.37، بينما أفضل نتيجة حققها هذا العام 13.45، وترتيبه العالمي 36.
بالمقابل، سيكون بلال ثابتي، آخر المتأهلين لمحفل باريس، حاضرا في سباق 3000 متر موانع، إذ سيخوض ثالث مشاركة أولمبية، بعد ريو وطوكيو، ورقمه الشخصي 8.20.20، بينما أحسن نتيجة له هذا العام هي 8.23.32.
وستكون الجزائر حاضرة لأول مرة في اختصاصي رمي القرص ورمي المطرقة عن طريق البطلين أسامة خنوسي الذي رقمه الشخصي 63.90 متر حققه هذا العام، بينما يحتل المركز 30 عالميا، أما زهرة ططار، فرقمها الشخصي 69.65 متر، وهو أفضل نتيجة لها هذا العام، وتحتل المركز 24 عالميا.
سمير. ك