يعقد عشية اليوم، اتحاد عنابة جمعيته العامة العادية، في دورة يتضمن جدول أعمالها 4 نقاط أساسية، من بينها عرض الحصيلتين المالية والأدبية للسداسي الأول من السنة الجارية، وكذا تقديم التقرير الأدبي للعهدة الأولمبية المنقضية، إضافة إلى تنصيب اللجان تحسبا للموعد الانتخابي، لأن الرزنامة الأولية التي تم ضبطها تحدد يوم 5 أوت القادم تاريخا لتنظيم الجمعية العامة الانتخابية، مادامت الأمور تبدو للوهلة الأولى واضحة، بعد إبداء إسماعيل قوادرية رغبته في مواصلة مهامه على رأس النادي.
دورة اليوم، والتي ستقام بداية من الساعة الخامسة مساء بدار الشباب علاط مسعود، تعد الأولى لقوادرية منذ توليه رئاسة الفريق في جانفي المنصرم، وبالتالي فإن الفرصة ستكون مواتية لتقييم حصيلة المكتب المسير الحالي، الذي كان قد وافق على تحمل المسؤولية، بثوب «رجال الإنقاذ»، على اعتبار أن اتحاد عنابة كان قد تفادى شبح السقوط إلى قسم ما بين الجهات بشق الأنفس، بعد «سيناريو» هيتشكوكي، بالنظر إلى المشوار الذي أداه، حيث أن كل المتتبعين كانوا قد صنفوه في خانة أكبر مهدد بمغادرة الرابطة الثانية، بالنظر إلى حصاده في الثلث الأول من الموسم، إلا أن رياح التغيير التي هبت حملت معها الجديد، سيما بعد تولي مكتب مسير جديد بقيادة قوادرية المسؤولية الإدارية، مع استقدام طاقم فني قاده نذير لكناوي في مرحلة الإياب، وهي التغييرات التي كانت كافية لقلب الموازين، وتمسك أبناء «بونة» بأمل النجاة كبر من جولة لأخرى، ليكون ترسيم البقاء في الوطني الثاني بمثابة «المعجزة» الكروية التي وجدت طريقها إلى التجسيد في آخر جولة من الموسم.
من هذا المنطلق، فإن نجاح الفريق في المحافظة على مقعده في الرابطة الثانية يجعل حصيلة اللجنة المسيرة إيجابية، لأن قوادرية وطاقمه كانوا قد وافقوا على حمل المشعل في منتصف المشوار، مع تسطير هدف وحيد، انحصر في إنقاذ الاتحاد من شبح السقوط، سيما بعد تحصيله 25 نقطة في مرحلة العودة من البطولة، وبالتالي فإن كل المؤشرات توحي بحصول قوادرية على التزكية، من خلال المصادقة على التقريرين المالي والأدبية للفترة التي تولى فيها رئاسة النادي، والتي كانت منذ بداية سنة 2024، ولو أن الملفت للانتباه أن قضية الحساب البنكي للفريق تبقى دوما أكبر هاجس يؤرق المكتب المسير، في ظل تهاطل الأحكام القضائية الصادرة لفائدة العديد من الدائنين لفترات سابقة، من لاعبين، مدربين وحتى متعاملين في مجالات النقل، الإطعام والعتاد الرياضي، وهو ملف كان قوادرية قد أثاره في العديد من المناسبات، وطالب بفتح تحقيق في قضية الديون، مع إخضاع التقارير المالية للنادي للخبرة، بغية تحديد مصدر الديون، وقيمتها الحقيقية، لأن شطرا منها يبقى على كاهل الشركة الرياضية التي تم حلها «إداريا» بصورة أوتوماتيكية، إلا أن تركتها المالية من الديون العالقة مازالت تلاحق النادي الهاوي، مع صدور العديد من الأحكام بحجز الحساب البنكي، ووضعه تحت رحمة التجميد.
على هذا الأساس، فإن التقرير الأدبي للعهدة الأولمبية المنقضية سيكون محل نقاش ساخن، مادامت إشكالية الديون تبقى قائمة، وهي الفترة التي تداول فيها 3 أشخاص على منصب الرئاسة، انطلاقا من يحي بومعزة، الذي قاد النادي لموسمين، مرورا بمحمد ناصر بن علي، التي ترأس الفريق لفترة 5 أشهر، وصولا إلى قوادرية، الذي حمل المشعل منذ بداية السنة الجارية.
إلى ذلك، فإن تنصيب اللجان سيكون من بين النقاط المدرجة في جدول الأعمال، وذلك بتشكيل لجنة الترشيحات، وكذا لجنة الطعون، إضافة إلى اللجنة الفرعية التي ستتولى الإشراف على عملية تسليم المهام، وهو إجراء نصت عليه التعليمة الوزارية رقم 002 المؤرخة في 25 جوان 2024، ولو أن الأمور شبه محسومة، لأن قوادرية مرشح لمواصلة مهامه على رأس النادي، والجمعية الانتخابية مبرمجة يوم 5 أوت المقبل، وهو الموعد الذي يعتزم من خلاله قوادرية الكشف عن مشروع العمل الذي سطره تحسبا لعهدة أولمبية جديدة، خاصة وأنه عقد منتصف الأسبوع الماضي جلسة عمل مع والي الولاية عبد القادر جلاوي، تم إثرها توضيح الرؤية بشأن خارطة الطريق التي يعتزم الطاقم المسير انتهاجها، سعيا لتجسيد حلم العنابيين، بعودة الفريق إلى الرابطة المحترفة، بعد غياب دام 14 سنة.
ولعل ما يرجح كفة قوادرية لمواصلة مهامه، شروعه المسبق في ترتيب البيت تحسبا للموسم القادم، لأنه عمد إلى تجديد الثقة في المدرب لكناوي، مع منحه بطاقة بيضاء للتكفل بالاستقدامات، والإفراج عن التعداد الرسمي مرتقب خلال الجمعية الانتخابية، خاصة وأن الطاقم الفني ضبط برنامج التحضيرات، والذي من المقرر أن تكون انطلاقته يوم 10 أوت القادم بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيرايدي، على أن يجري الفريق معسكرا ثانيا بمدينة عنابة، قبل التنقل إلى عين الدراهم بتونس لإجراء ثالث محطة من التحضيرات.
ص/ فرطاس